عرض مشاركة واحدة
قديم 27-12-2006, 03:23 PM   #3
GivenChy
. . : زعيم القناصين : . .
 
الصورة الرمزية GivenChy
 
افتراضي رد: 0o( مُحَالٌ أنتَ يا حُلُمِي ..!)0o أخيرة ..!

\
/



"إلى أين ياسارة .؟"



"سوف أذهب لألعب مع سامي يا أمي"


"لا تخرجي من البيت أبداً .. ولا تذهبي إليهم .!"




"لماذا .؟ أكبرت اليوم أم ماذا .؟"



"سارة"



صرخت أمي بعصبية ..



"قلت لا تذهبي .!



لن أضطر لأن أعيد ما قلته .؟"



"حسنا ..!"


ذهبت أجر أذيال الخيبة


وعلت قسمات وجهي علامات الدهشة من تصرف أمي معي ..



لماذا يا ترى منعتني من الذهاب إليهم ..؟



دلفت إلى غرفتي وتوجهت إلى النافذة لكي أراقب الوضع ..



"من هنا يبدو أنني سأرى"..



سحبت مقعد طاولتي الورديّ لأقف عليه



حتى تتسنى لي الرؤية بشكل أكبر ..



كانت نافذة غرفتي تطل على بيت سامي



وكنت أحيانا أتحدث إليه من النافذة ونتقاذف الألوان واللعب ..




المنظر الخارجي للمنزل اليوم يثير الدهشة ..!



السيارات بالخارج كثيرة ..



والناس مابين داخلٍ وخارج ..



وضع غريب .!




ذهبت مسرعة إلى أمي ..



"أرأيت منزل عمتي .؟ ..



يقف الكثير من السيارات بالخارج ..



والبوابة مفتوحة على مصراعيها ..



والناس يدخلون ويخرجون و..... "



"توقفي ياسارة "



صرخت أمي ..




قذفت أمي بنفسها على الأريكة وغطت بكلتيّ يديها وجهها الصغير ..




أكاد أسمع نحيباً ..



"ما بكِ يا أمي .؟"




"لاشيء يا سارة .. اذهبي إلى غرفتك حالاً"




"لن أذهب حتى أعرف ماذا يحدث هنا ..



منعتني أولا من الذهاب بلا حجة ..



وأتيت أستفسر عن سر الازدحام والضجة عند بيت سامي ولم تجيبيني ..



واكتفيت بدموعٍ لم ترضي حتى أن تخبريني سرها .؟!"



"اذهبي إلى غرفتك ..



مازلتِ صغيرة ولن تعرفي حجم المأساة بعد ..!"



غادرت غرفة الجلوس مرغمة ..




"ماهذه الألغاز التي تعج بالمنزل اليوم .؟"



تمتمت بغضب ..



\
/







عرفت فيما بعد أن عائلة دانه قد أصيبت في حادث



وتوفي والداها جراء ذلك ..



وأن عمتي سوف تتكفل بتربيتها ورعايتها حتى تكبر ..



تألمت حينما علمت بخبر الوفاة ..



لأن فقدان الأب أو الأم مصيبة كبرى..



فما بالكم حينما يُفقد الاثنان معاً ..؟!



\
/



نظراً لصغر سني فقد صدَقَت أمي



فأنا لم أعرف حجم المأساة بعد ..



كنت أعلم أنه شيء مؤسف ومؤلم ..



ببراءة طفلة ليس إلا !!



\
/






"ماما ..



أأستطيع أن أذهب إلى سامي اليوم .؟"


سألت بحذر ..



ونظرت إلى عينيّ والدتي أحاول أن أستنتج



من خلالها ماستقوله شفتاها ..



فالبعض تقرأ أفكارهم من مجرد التحديق بعينيهم ..



ليس كل من يحدق النظر فهو يجيد الاستنتاج بالتأكيد !!



"نعم .. اذهبي لتري دانة ..


انتظري سأعطيك بعضاً من الحلوى لكم"




"عليك ياعزيزتي أن تشاركي دانة ..



وأن تلعبي معها .. وليس أن تتعاركا كما أنتما دوماً"



أصغيت إلى أمي بإهتمام ..



لا شكّ أنني بدأت أحس أن الجميع يهتم بدانة الآن ..



\
/







"سااااااااااامي ..!"



طرقت الباب بقوة ..


"ألا تعرفين كيف تطرقي الباب بهدوء ..!"


خاطبتني دانة عندما فتحت لي باب المنزل ..


"أين سامي .؟"




"في الداخل .."




أزحتها عن طريقي برفق متأهبة للدخول إلى المنزل ..



فليس من المتوقع أنني سأطيل البقاء واقفة أمام الباب ..



"إلى أين ستذهبين .؟"



"إلى سامي .."



تسارعت خطانا انا ودانة وكأننا في سباق ماراثون ..



لست أدري سبب عدوها ..



هي لا تريد أن أقضي دقيقة مع سامي بدون تواجدها ..



كلما هممت أن أتحدث إليها تذكرت حديث أمي بأنها اصبحت وحييدة ..



وأن الوحدة امر قاتل قد لا تعي دانة مدى خطورته



في الوقت الحالي لأنها صغيرة ..



قد يشعر الإنسان بالوحدة حتى وان كان الجميع حوله ..



هذا ما علمتني إياه حياتي بعد ان كبرت .!




\
/



لم نكن نعرف معنى الغيرة .. وكيف أن من يحب يغاار ..



ويبذل جهده ليبقى طرفه الآخر له فقط ..



ولا يشاركه أحد فيه ..!



ولكن تصرفاتنا الطفولية كانت تدل على ذلك ..



برغم أننا صغار ..



إلا ان هذا الشعور تولّد لدى كل واحدة منا ..



كما الحب ..



فالحب صديق الغيرة أغلب الأحيان ..



ومن يحب بصدق يجب أن يلازمه هذا الاحساس ..



كنا نحب بصدق ..



حب طفولي ..!


\
/



تغير سامي ..



وتغيرت الحياة ..



تغيرنا جميعا ..



لست أدري كيف دارت عجلة الزمان بسرعة ..



كيف لم نعد معاً ..



كيف افترقنا بعد أن كنا لا نطيق افتراقاً ..



وكيف اجبرتنا السنون المجحفة على مرٍ لم نحسب له حساباً ..



وهل للطفل أن يحسب حساباً لشيء .؟


\
/



لم تعد زياراتي لسامي كثيرة ..



سامي تغيّر ..


فلم يعد مثلما عرفته ..



لم يعد سامي "سارة"..!



لم أكن أره إلا في أيام إجازة الاسبوع ..



حينما كان عمتي تزورنا كما جرت العادة ..



ويصطحبون دانة طبعاًَ ..


\
/



"سارة .. لماذا لا تذهبي إلى بيت عمتك ..؟



أنتِ لم تزوريهم منذ فترة ..



مع أن الزيارة كانت_سابقاً_ واجباً من الواجبات ..!"




"لا ياماما .. سامي لا يود أن يلعب معي ..



فدانة اصبحت تلازمه وصارت كافية ..!"


\
/




كبرنا ..



كبر سامي وانا ..



ودانة ..



واصبحت التقاليد هي التي تحكم علاقاتنا ..



كبر إحساس الحنين بداخلي ..



كسنون عمري التي جرت بدون سامي .!



ونما حبّه بداخلي وأنا لا اشعر ..



كما كنت أحبه صغيرة بدون شعور ..




الحب نعمة ..



وإن كان من الصغر فهو صادق لأبعد الحدود ..



لاننا لم نكن نعرف معنىً للخيانة ..


وللجرح ..


والكبرياء ..!


\
/



كان مجرد ذكر اسمه يحيي في نفسي الذكرى ..



والشوق لأيام الصبا ..



وحب خجول مازال بداخلي ..


\
/



كبرت ..


وأصبحت ذكرياتي هي جسر التواصل بيني وبين



طفل"سامي" ..!



أما سامي نفسه ..



فلم أعد أعلم عنه شيئاً ..



بإستثناء صلة القرابة بيننا ..


\
/



اصبح درجي الوردي ممتلئ بخواطر شتى ..



فقد علمني حبي بأن اسطر مشاعري على الورق كي تبقى ..



كما ذكرياتي التي في أعماقي باقية ..


\
/



كتبت وكتبت ..



وأصبحت املك قلماً مرهفا وحساسا ..



بشهادة الكثير ممن اطلع _ولو بخفية_ على كتاباتي ..



ولكنهم لا يعلمون ..



بأن سامي كان عنوان كل ماخطته أناملي ..



وليته كان يعلم .!


\
/



كان كل ماتبقى لي من أيام صباي ..



ذكرياتي ..



وصندوقها الذي صنعناه انا وسامي ..



والذي لم أتجرأ حتى هذه اللحظة في فتحه ..



لأن الذي بيننا كنا عهداً ..






حفظته أنا ..



ورماه سامي بــ سلة المهملات ..!



لم أكن أعلم إن كان يذكره حتى الآن ويحفظ عهده ..



ويودّ لو نفي به ..



ونفتحه سوية كما شيّدناه سوية ..!



كان وجود هذه الذكرى يحيي بقلبي الأمل ..



الذي لم أحسب لموته في قلبي حساباً ابداً ..!



\
/




آه ..



سامي ..



اشتقت إليك ..!



\
/



" ساااااااااااااااارة ..!"



"هاه .. منذ متى وانتِ هنا .؟!"



"منذ وقت طويييييييييييييل ..



حادثتك ولكن يبدو أنك كنتِ بعالم آخر بعيد جداً ..!"



قالتها وكانت عيناها تومئ بإشارة كنت أعرف مقصدها ..



ولكني تجاهلت لشيءٍ لفت انتباهي ..



" ماهذا الذي تحملينه بيديك يارهف .؟"



"مثلما ترين .. دعوات لحضور حفل زفاف .!"



كانت تحمل بطاقتين ..



سحبت واحدة بسرعة ..



" إنها جميلة .. انظري لهذا الشريط الأحمر الذي يلفها ..!"



"حفل زفاف ..؟ من ســ يتزوج ..؟ لا بدّ أنه ابن جارنا أحمد الذي عاد لتوّه



من الخارج .. وكانوا يبحثون عن عروس له منذ فترة .."



حادثتها بينما أنا أهمّ بفتح بطاقة الدعوة ..



ضحكت رهف ..



"لا .. أقرب من ذلك .."



توقفت عن فتح البطاقة .. وحدّقت في رهف ببلاهة ..



"أقرب من ذلك .؟ ماذا تقصدين ..؟ "



"هذه دعوات زفاف سامي ..!"



"سامي ..!" ..




سقطت البطاقة لا شعورياً ..



\
/



كأن رياحاً عاصفة هبت واقتلعت قلبي من مكانه ..



بلا رحمة ..



وتركتني بلا قلبٍ في مكان موحش مظلم ..



تركتني وحيدة ..



أخذت قلبي ومالكه ..



سامي ..


المتربع على عرشه ..



كأن رهف قالت شيئاً غريب ..


هو غريب جداً ..



غريب لدرجة أنني صُدمت ولم أدر عن ماذا تتحدث ..



هو شيء سيحطّم حياتي ..



ولن يعلم أحد .. كالعادة !



\
/




آه يا سامي ..



ماذا فعلت بقلبي ..؟



لماذا حطمت آمالي البريئة ..؟



كيف تناسيت طفولتنا وحبنا العذري الجميل ..؟



أكان كل ذلك وهم ..؟



مجرد عبث أطفال .؟



وانا الحمقاء التي توهمت بأنك لا زلت تحتفظ ببقايا ودٍ وحب ..



كما هي تلك التي احملها في قلبي ..



تباً لهذه الدنيا .. صدمتني .!



\
/



"ساااااااارة .. أين ذهبت مجدداً .؟"



انحدرت دمعة حارقة على وجنتيّ بسرعة ..



أخفيتها كي لا تراها رهف فتتساءل ..



"من هي سعيدة الحظ التي سيقترن بها سامي يارهف .؟"



قلتها والحزن يملأ قلبي ..



وصدمتي مازالت في بدايتها ..



"ألا تعلمين ..؟


إنها دانة ..!"



سقطت فجأة أمام رهف بدون شعور ..



غبت عن الوعي ..



وكل ما أدركته هو .. دانة ..


وسامي ..


والخيانة ..!


\
/



"سارة .. ماذا بكِ ياعزيزتي ..؟"



كأنه صوت مألوف لدي ..

لا شكّ أنه صوت امي ..



أمي ..



آه لو تعلمين مدى الحزن الذي يسكن أعماقي ..



لو تعلمين ماذا فعلوا بابنتك ..


سامي ودانة ..!



"إنها تحتاج للراحة .. اتركوها لوحدها قليلاً"



سحبت غطاء سريري بقوة لأغطي به وجهي ..



وكأني ادعوهم للخروج و تركي لوحدي ..



اتركوني انتحب ..



اتركوني ابكي على حبٍ ضاع ..




ابكي على أملٍ تلاشى وجروح باتت تملأ المكان ..



ابكي على .. سامي !



لم يبق لي شيء ياسامي ابدا ..


هي الذكريات التي كنت احسبها أملي ..



ودافعي للحياة ..



باتت قاتلي الآن .!



\
/



دمرتني يا سامي ..



كم كنت مغفلة .. كنت أحسب أن الدنيا معي ..



وأن الحظ لي يبتسم .. فأنت لي ..



كما كان سامي لسارة عندما كانا طفلين ..



ليس كذلك الواقع .. بل هو واقع رسمته لنفسي ..



العذر لي فأنا طفلة ..


حتى الآن ..


لم أكبر ..!!



\
/



حضنت وسادتي بشدة ..



وكأنها هي الحلم الذي يتلاشى أمامي



وانا ممسكة به بكل ما أملك من قوة ..



أمسكه ويتسلل من بين أحضاني إلى حيث اللاوجود ..




يذهب ويُبقي لي وسادة ملئى بالدمووع ..



ولا شيء غير الدمووووع يواسيني ..!



\
/



أزحت الغطاء عني قليلاً كي أتنفس ..



رأيت البطاقة أمامي ..



فقد سقطت من يدي عندما أخبرتني رهف عن سامي ..



ألم يكن من المفترض أن تكون هذه البطاقة لي ..؟



أنا أكون أنا صاحبتها ..؟



دمعت عيناي بشدة ..



وانقبض قلبي ..



\
/



قمت مسرعة من فراشي وكأنني أبحث عن بقايا امل كان هنا ..



لا شكّ انه صندوق الامنيات ..



" اين هو .؟"



صرخت بشدة ..



بحثت بهستيريا رغم أنه كان أمامي ..



إلا ان ارتباكي حال دون رؤيته ..



ارتباكي ..



ودموعي التي حجبت عني الرؤية لكثرتها ..



\
/




"وجدته" ..



لست أدري فرحةٌ أم أنني ابحث عنه لكي يزيد آلامي ..



فأنا إلى الآن لست أدري ماذا يحمل بداخله ..!



تناسيت كل شيء ..



العهد الذي قطعناه على انفسنا بأن لا نفتحه إلا سوية ..



تناسيت سامي ..



دانة ..



وخبر زواجهما .!



وبات الأمل ..



على شفا حفرة ..!



\
/




مسكت الصندوق المتهالك بأيدي ترتجف ..



خائفة .. أو متألمة .. لست أدري ..



ولكنها الصدمة .. والترقب !



تأملته كثيراً ..



وكأن صوتاً عميقاً بداخلي يناديني ألا تفتحيه ..



وكأن قلبي كان مشفقاً عليّ .. وعلى نفسه ..!



\
/




أتراه كان يعلم ماذا يقبع في هذا الصندوق .؟




أؤمن بان احاسيسنا قد تصدق أحيانا ..




ولكن ماذا بقي .؟



كل شيء تلاشى ..




ولم يبق إلا هو ..



الشيء الذي احتفظت به ذكرى .. سامي !



\
/




فتحته بخوف ..



وسقطت ورقتان كانتا بداخله ..



صغيرتان ..



ولكنهما مطبقتان بعناية ..



سحبت واحدة ..



أسعفني أيها الأمل لو مرة ..



اثبت لي بأن ماحدث كان وهماً ..




وبأن سامي أحبني ومازال ..


لكن الظروف حالت بيننا ..



\
/



"سامي .. اكتب بخطٍ حسن .. واستخدم الألوان "



"ماذا ســ تتمنين ياسارة ..؟ "



"الأمنية للانسان وحده يا سامي ..



ولا ينبغي لأحد أن يشاركه فيها .. أو يعلم عنها شيئاً"



\
/




"عندما أكبر سوف اتزوج سامي .!"



بخطٍّ صغير ومرتب ..



كانت ورقتي ذات اللون الاحمر ..




بكيت بشدة .. وشقت ابتسامة بؤس طريقها لشفتيّ ..



ولم تبق إلا ورقة .. سامي !



لم يبق إلا جزء سيزيد شقائي .. بكلا الحالتين



فــ سامي ابتعد ..


ابتعد بكل ماتحمله الكلمة من معنى ..



ولم تعد تلك الوريقة تُحدث فارقاً ..



سوى في روح " سارة " .!



\
/




كانت محكمة بشدة ..



وكأن سامي كان خائفاً من أن افتحها ..



أ سيصدمني مابداخلها إلى هذا الحد ّ .؟!



\
/





" عندما أكبر ..



سوف أتزوج ..



دانة .! "



تمت ..



\

/

التوقيع:
..






اللهـُمّ وفـّقنـِي لـِكُلِّ عمـلٍ صـالحٍ ترضـى بهـ عنّـي ,
وقـرّبـنِـي بهـِ إليـك زُلـفى ...

أسـتغفركـ ربـّي وأتـوب إليـك ..




التعديل الأخير تم بواسطة GivenChy ; 27-12-2006 الساعة 03:37 PM
GivenChy غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس