عرض مشاركة واحدة
قديم 10-12-2006, 11:27 PM   #1
^_^ دلوعة المنتدى ^_^
قناص مميــز
 
الصورة الرمزية ^_^ دلوعة المنتدى ^_^
 
قلب دعوني اذهب إلى حيث ذهب قلبي

نزلت من السيارة وأنا أودع حبيبي بابتسامه تزيد في روعتها كل يوم...

دخلت إلى الجامعة ورايتها كما هي بعيناها التي تحمل الكثير من الحزن...
كنت أشفق عليها...لا أنكر بان فضولي يدفعني إلى معرفه مابها...كنت اعتقد أنها مجرد مشاكل عائليه سرعان ماتنتهي ولكن حالها طال وأصبحت أكثر شفقه وفضول...
حين دخولي كانت وحيده...
خلعت عباءتي وجلست انتظر قدوم صديقاتي...فقد بقي على محاضرتي 3 ساعات...

التفت إليها ومازالت وحيده قررت الاقتراب منها ذهبت إليها وألقيت السلام...ردت علي بصوت يملئه الكثير من الحزن...
سألتها عن أحوالها...أجابتني ولا زالت أمارات الحزن تكتسح محياها..

قلت: اسمحي لي تطفلي ولكن حالك لا يسر حبيبا ولا عدو...تبدين اكبر من عمرك بهذا الحزن وبهذا الألم...لا شيء يستحق منا كل هذا الحزن...

قالت: وماذا تتوقعين من إنسانه ذاقت الشقاء والتعب منذ صغرها ذاقت اليتم والترمل ذاقت مرارة الحياة بجميع ألوانها..كيف تريدينني أن أكون وحالي كلما تحسن يعود ليزداد سوءا أكثر من ذي قبل..

قلت: ولكن كيف ذلك؟

أجابتني: سأحكي لكي قصتي ولكن أخشى أن لا تتحملين ذلك...

لم تدع لي الفرصة للاجابه وبدأت بسرد قصتها...قصه تحمل الكثير من الأسى والحزن والتعب لفتاه في مثل عمرها...قصه أبت عيناي إلا أن تدمع وأبا قلبي إلا أن يتمزق لحالها...

كنت الفتاه الصغرى لعائله مكونه من ولدان وثلاثة بنات...لم تدعني الحياة اشعر بحنان الأم ولا عطف الأب...لم تشعرني بإخوتي...لم أدرك معنى الحياة بعد...

لم أتجاوز السنة الأولى من عمري حينما قررت عائلتي السفر إلى مكة لأخذ العمرة والتي لن تستغرق سوى أسبوع واحد...قرروا حينها أن يتركوني عند عمي وزوجته والتي تكون خالتي أيضا...
بعد انقضاء الأسبوع وفي طريق عودتهم اصطدمت سيارتهم بشاحنه لنقل الحديد نام صاحبها وانحرفت عن مسارها لتقضي عليهم جميعا ولم تدع لي أي ذكرى منهم...

قرر عمي وخالتي أن يضماني إليهم لقربهم مني...
أمضيت حياتي وأنا بينهم..لم يقصرا معي بشيء... كانا يعاملانني وكأنني ابنة لهم... أشعروني بأنهم عائلتي... ولم يشعرونني بيُتمي يوما...

مضت الأيام سريعة حتى أتى ذلك اليوم الذي تقدم ابن احد أعمامي لخطبتي كنت حينها لم أتجاوز السادسة عشرة من عمري وكان يكبرني بـ17عاما وتم الزواج في نهاية العام...
كان نعم الزوج... عوضني عن حنان الأم وعطف الأب كان لي الأخ والأخت والصديق والحبيب...
لم يدع دمعه واحد تنزل من عيناي إلا ومسحها بيديه...تربع على قلبي واستحوذ على مشاعري أحببته إلى حد الجنون فرش لي بساطا من الورد حملني إلى دنيا لم يكن بها احد سوانا...

حصلت على شهادتي الثانوية وقررت بعدها عدم إكمال دراستي الجامعية خصوصا بعد حملي ولكن أبى إلا أن أكملها حاول كثيرا إقناعي حتى وافقت على مضض إرضاء له..فقد كانت لديه القدرة الكبيرة لإقناعي..
كيف لا؟ وقلبي وعقلي بين يديه...

أنجبت طفلي الأول وبعدها بسنه أنجبت طفلتي كنا عائله صغيره يملؤها الحب والحنان...
مضت السنتان ولم تبقى سوى سنه واحده على تخرجي عندما مرض زوجي بالمرض الخبيث في الدم..
حاول العلاج ولكن لم يكن هناك أمل قدمت اعتذار عن الجامعة لأكون بجواره فهو يحتاجني أكثر من ذي قبل...
حاولت كثيرا وحاول غيري إقناعه بالسفر والعلاج...

كان دائما مايردد بأنني مؤمن بقضاء الله وقدره ولم يتبقى من حياتي الكثير,,,دعوني أكملها في منزلي بين زوجتي وأبنائي,,,دعوني أعيش ماتبقى من عمري بينهم لاداعي للسفر فانا لا أريد الموت على سرير المستشفى أريد أن أموت في منزلي بين زوجتي وأبنائي....

كنت ابكي كثيرا عند سماع كلماته فقد كانت تطعنني في الصميم...
كيف لي أن أتخيل فقدان من أحببته كيف افقد من أعادني إلى الحياة بعد أن أنساني معنى اليُتم,,, معنى أن لا يكون لي أم أو أب أو حتى أخوه...
ساءت حالته كثيرا...
طوال مرضه كنت أنام بين أحضانه لأسمع نبضات قلبه... أخشى أن ينام ولا يستيقظ بعدها..لم تذق عيناي طعم النوم إلا ماكان رغما عني...كنت استيقظ فزعة لأتحسس نبضه...
حتى أتى ذلك اليوم الذي لم يكن كغيره من الأيام توقعت انه قد شفي ضحك كثيرا وتحدث كثيرا...
وفي المساء بعد أن وضعت أبنائي في أسرتهم عدت إلى غرفتي... وكان ممدا على السرير جلست بقربه..

حينها قال لي: دعيني أنام هذه الليلة في حضنك..

وضع رأسه في حضني وأغمض عينيه ثم عاود وفتحهما مرة أخرى..

قال: لربما تكون هذه الليلة آخر ليله لي معك ...

كلمات سمعتها وكأنني اسمعها لأول مره كان صوته أكثر حنونيه من ذي قبل نزلت دموعي من عيناي لتسقط على وجهه..

أكمل حديثه:ولربما تكون هذه المرة الأولى التي اسمح لدموعك بالنزول دون أن امسحها كعادتي ومن المحتمل أن تطول الدموع هذه المرة ولكن ثقي بأنني أحببتك إلى حد الجنون...

قلت له ودموعي تنزل من عيناي: سأعطيك عمري ولكن دعك بجانبي سأعطيك نصفه لنعيش سويا ونموت سويا...أرجوك لا ترحل وتدعني وحيده...

قال لي:ولكن لابد لي من الرحيل...

لم استطع تحريك يداي لأمسح دموعي..فجأة أغمض عيناه ورأيت سبابته ارتفعت للشهادة,, مازال بين أحضاني عجزت عن مناداته فلساني قد شُل أريد تحريكه ولكن كيف وأنا لا استطيع تحريك يداي دموعي لازالت مستمرة بالنزول ولكن أكثر من قبل..
خرج صوت من أعماقي يصرخ باسمه
(محــــــــــــــــــــــــــــــــــــــمد)
لعل صوتي يعيده إلى الدنيا مره أخرى..

رحلت بعدها إلى عالم مليء بالسواد أصبتُ بانهيار عصبي شديد دخلت في غيبوبة...
لاستيقظ على نساء يكسيهن السواد... أصوات بكاء... وأناس من حولي كثيرون تحمل نظراتهم الكثير من الشفقه على حالي...
لم اعبأ بهن كل ما كان يهمني أين محمد الآن....

ابتعدت عن أبنائي كثيرا في هذه الفترة وبعد مضي 8 أشهر على وفاته عدت إلى الحياة... عدت بدون قلب ولا روح فقط جسد أمراه...
وجدت رسالة تركها لي قبل وفاته في احد أدراجه قال فيها:

حبيبتي وغاليتي"مها":
عند قراءتك لهذه الرسالة سأكون قد فارقت هذه الحياة ولكن لابد أن أخبرك بأعظم شيء في حياتي...
أحببتك منذ طفولتك ,كنتي أروع ما رأته عيناي استمر حبك يجري في عروقي حتى تزوجتك لم أكن احبك فقط بل عشقتك حتى الجنون...
وعشقت أرضا وطأتها قدماك...

أحببت فيك عفويتك وطفولتك...أحببت فيك غضبك وابتسامتك التي كانت تقضي على حياتي...
ملكتي حواسي جميعها قلبي وروحي وعقلي...
كنت ولا زلت متيما بك إلى حد الجنون..

اعلم انك الآن تبكين ودموعك على خديك أتمنى أن أعود إلى الدنيا لأمسحها بيدي ولكن هيهات أن يكون لي ذلك...
صدقيني لم أكن أريد أن أفارقك ولكن هذا ليس بيدي ولكن اعلمي أنني حتى وأنا في قبري لازلت احبك...

أرجوك سامحيني لما سببته لك من الدموع...

كوني عند وعدك لي بإكمال دراستك...

ختاما:
أتمنى أن يكون لي من ذكراك نصيب...

محبك الراحل:
محمد...

والآن عدت كما كنت الفتاه اليتيمة ولكن هذه المرة أرمله ومعي طفلان يتيمان..
عدت وأنا يتيمة القلب والروح..احمل بداخلي الكثير من الآلام...

لا اعلم حينها ماهو شعوري...
دموعي انسابت من عيناي...
فعلا لم يستطع قلبي التحمل..
لم أكن اعلم ماذا أقول لها هل أواسيها أم اعزيها؟..

ابتسمت لي قائله: اعلم أنني ضايقتك... ولكن كنت ابحث عمن احكي لها ووجدتك أمامي لأفتح لك هذه الصفحة من حياتي...

أحسست لوهلة أنني أصبحت مها سبحت في عالم الخيال... فقدت حبيبي وزوجي... مازلت مستمرة في البكاء... صوت هاتفي أعادني إلى الواقع نظرت إلى المتصل كنت أميزه من نغمته
توأم روحي
يتصل بك...
رفعت راسي لها وابتسمت علمت أنني لازلت على ارض الواقع و زوجي مازال بقربي..
أغلقت الهاتف وضممته إلى صدري كلمه واحده قلتها

احبك إلى الأبد...



اعذروا تقصير قلمي..
دمتم بكل الخير...

التوقيع:
............

التعديل الأخير تم بواسطة ^_^ دلوعة المنتدى ^_^ ; 10-12-2006 الساعة 11:48 PM
^_^ دلوعة المنتدى ^_^ غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس