2 )
.
أمـي .. منذ 6 أشهر و أنا يراودني كابوس مخيف
إنــي أرى شقيقتي خلود في المنام و هي تحمل سكينـا بيديها الملطختان بالدماء
نعم رأيتها تحمل سكينا يقطر منه دم أسود اللون
و تأتي من خلفي .. و على حين غفلة مني تغرزه في ظهري
نظرتُ إلى والدتـي
رأيت في عينيها أكثر من معنى الخوف
ثم قالت :
لا عليك عندمـا يأتي والدك سأخبره بالأمر
عدتُ إلى فراشي
نظرت إلى السقف
توسدت يدي و أطلقت زفرة إحساس بألم مرير
متى ينتهي هذا الكـابوس المقيت ؟
هل أستمع إلى كلام صديقتي روان و أذهب إلى تلك العجوز ؟
أم أذهب إلى أحد أطباء النفس كما أخبرتني صديقتي أفراح ؟
أذّن الفجر
مـا أنداه هذا الصوت
إنه بالفعل يزيح همومي و يشتت آلامـي
استمعت إليه بكل حواسي
بقلبي و جوارحي و كل أحاسيسي
و لم يقطع عني هذا الشعور الرائع إلا صوت والدتي
أحلام .. أحلام .. هل ما زلت مستيقظة ؟
نعـــم .. يا والدتي لم يغزو النعاس عيني بعد
و لربمـا السهر خير لي من العودة لـ الصراخ و الألم
أديت فرضي
نظرت إلى فراشي
عدتُ إليه ..
و من دون شعور نمتُ فجأة
و على زقزقة العصافير
كان استيقاظي المُستغرب ..!
يـا إلهي .. أين ذلك الكـابوس ؟
لـم أرهـ في نومتي هذهـ
يـا للعجب ..!!
أتت والدتي مسرعة
أحلام .. سيأتي والدك غدا
و بإذن الله سيحادث من يستطيع تفسير حلمك
.
ذهبت إلى المدرسة
أتت روان مسرعــة
هل فعلت ما نصحتك به ؟
لا .. ليس بعد
و ربمـــا لن أفعل
غضبت روان
ألا تثقين في نصيحتي ؟
لا لا .. لا أقصد ذلك
و لكن الحلم لم يزرني في نومتي الأخيرة
انتظرتُ انتهاء ذلك اليوم الدراسي الممل و لا غرابة في أن يكون مملا
انتهى كما ينتهي كل يوم
عدتُ إلى البيت
وجدت خلود و هي مستلقية على أريكـة في غرفة المعيشة
يااااااه .. كم هي جميلة جدا
جمــال يفوق الخيـــال
و بالرغم أني أكبر منها سنا إلا أنها أطول مني
جمالي بالنسبة لهـا
" لا شيء "
أخذت أفكر
هل بالفعل خلود تكن لي بعض الحقد و الكره .. ؟؟
هززتُ رأسي .. لا لا
كيف لي أن أسمح لهذه الأفكـار أن تسيطر على عقلي
رنّ الجرس .. أتيت نحوه مسرعة
من ؟
و من غير والدك يا أحلام ؟
فتحتُ الباب و إذا بذلك الوجه النيّر
وجه والدي الغالي
تحلقنـــا حوله
أنا و والدتي .. خلود و أروى و سعد و أحمد
أخذ يحكي لنـا عن سفره و ماذا رأى و ماذا شاهد
و مرت الساعات سريعة
هاهي الساعة تعوي معلنة قدوم منتصف الليل
ذهبت إلى فراشي
سعيدة .. لا يشوب فرحتي أي شيء
نمتُ .. و يا ليتني ما نمتُ
عادت صرخاتي تدكـ أركان المنزل
أتت والدتي مسرعة .. و لكن هذه المرة بجانبها والدي
أحلام .. لا تقولي ...........
نعم يا أمـــي إنه هو بذاته
أخذتُ والدتي بكف والدي .. و ذهبت به إلى غرفتها
أغلقت الباب بالمفتاح .. و بدأت شوشرتهما تتسرب إلى أذنـأي
لا أخفيكم أني لم أنم حينهـا
فلقد انتظرت حتى الظهيرة على فراشي
فاليوم هو يوم الخميس .. و أحمد الله أن اليوم هو يوم إجازة
أتت والدتي
صرختُ من دون شعور :
هل تحدث والدي مع مفسر الأحلام ؟
:: أومأت برأسها أن نعـم ::
و ماذا قال ؟
.