الســـلام عليكـــم و رحمة الله و بركاته
::
أشد الآلام ..
آلام لا يكشفها الطبيب
و لا يستطيع التحدث بها المريض
.
قصــــة قرأتها في الماضي
أعيد صياغتهـــا لكم بـ أسلوبي المتواضع
أرجو أن ينال أسلوبي على إعجابكـم
.
.
( 1 )
الظلام سيّد الموقف
و تكتكة السّاعة لم تقف حتى الآن من
إصدار ذلك الصوت المزعج
الصّمت يخيّم على المكان
كيف يُمكن لي أن أنعم بالنوم
و أنا أعلم تماما ما الذي سأراه في المنام
يا إلهي
إن ذلك الحـلم يأتيني كل ليلة
أي حلـم إنه كـابوس
و على كل الأحوال
فالنوم كما يقولون " سلطان "
استسلمت للنوم
و بعد برهـة
صرخت بكل ما أوتيت من قوتي
أيقظ صراخي جميع من في البيت
أتت أمّي مسرعـة : ابنتي .. ما هذا الصراخ .؟ هل أصابك سوء
نظرت إليها نظرة المقبل على الموت و تمتمت بصوت متقطع :
لا شيء .. مجرد حلم مزعج
أحلام .. كل هذا الصراخ و تقولين حلم .!
هكذا قالت والدتي
نظرت إليهـا بـعيني طفلة ما زالت تحتاج إلى من يرعاها
أمي أرجوك دعيني و شأني
لم تكن تتصور أمي مني هذا الجفاء
أعطتني ظهرها مولية و قبل أن تخرج
أمّـي .. أرجوك لا تدعيني لوحدي
.
ذهبت إلى فراشي المبلل بالدموع
آه .. كل الناس ينتظرون الليل لينعموا فيه بالراحة و الهدوء
إلا أنا ، فمجيئه يعني عودة ذلك الكابوس المرعب
يا اللـه .. لماذا يحدث لي هذا ..؟
استغفر الله ، ولما الاعتراض على قدر الله
نظرت إلى فراشي و كلي أسى ، عدت إليه
استلقيت على ظهري ، حاولتُ النوم لم أستطع
أخذت أفكر في ذلك الحلم ، يا ترى ماذا يعني ذلك .. ؟
أيعقل أن يحصل ما رأيته في يوم من الأيّام
لا لا .. لا يمكن كيف ..! لا أكاد أصدق
و أنا أسبح في محيط أفكاري نمتُ فجأة
و فجــأة .. صرخت مجددا
يـا إلهي .. ما هذا الكابوس المخيف
أمي أتت مسرعة و قلبها يكاد يسقط
نظرت إلي ، ثمّ بكت ..
آه يا أمـي .. أنا أعتذر عن إزعاجك كم أنا غبية جدا
فوالدي مسافر ، و بدلا من أن أخفف عنها متاعب الحياة أزيدها سوءا
نظرت إلي أمّي باكية
ابنتي الغاليـة ، و الله لن أرحل حتى تخبريني بـما يحصل .!
و لكن يـا أمّي .....
لا أريد أي أعذار .. أرجوك فقلبي يبكي قبل عيوني التي تذرف الدم
فمنذ 6 أشهر و أنت هل هذه الحال التعيسة
بلعت ريقي ، أخذتُ نفسا عميقا ثم صوبت عيني في عين أمي
وضعت يدي على صدري التي أثقلته الهموم
ثم تحدثت بصوت يصدر من أعماقي :