عرض مشاركة واحدة
قديم 29-08-2006, 08:28 AM   #1
الملاك الحالم
. . : زعيم القناصين : . .
 
افتراضي لك حبيـــبٍ مـــا نســـا كلمـــته دايـــم عـسَـــى ...

نسير وحدنا في دروب الحياة ... نلتقي بالحب فيكون لنا رفيقا ...
ثم يصبح لنا جليسا ... ولا يرضى إلا بان يكون خليلا ...
فنكون أسرى له ...
ونراه متجسدا في كل ما نحب... وكل ما نرغب ...

يجعل للحياة طعما آخر ...
ويرسم للسعادة أرضا اكبر ...
ينسينا قسوة الحزن والألم ...
ولا نرى سوى العشق و الشوق واللهفة ...
حرفان لهما كل السحر في رؤية الأشياء من حولنا جميله ...
وفي اخذ ابسط الأشياء قيمه ...
فنحن عندما نحب ... نحب في اليوم والساعة و الدقيقة ...
نحب في التو واللحظة ...
ونعشق كل ماله صلة بمن نحب ...
ثم نتجاهل مستقبلنا ونعيش فقط لحاضرنا ...
فلا نعد نرى الحياة من دون الأحبة ولا نطيقها بفقد من نحب ...
قد نحزن أو نتألم أو نمرض أو حتى نهلك لفراقهم ...
وقد لا نشعر بمدى حبنا وعظمته إلا عندما نبتعد عنهم ...
ونحس بشوقنا لهم ...
فنتمنى عودتهم لأنهم هم الحياة هم السعادة هم الأمل ...
وهم كل شيء جميل أحببناه وتعلقنا به ...

فبؤسا لفراق الأحبة ...
.
.
.

نحن البشر عندما نحب ونحب بصدق نرى أخطاء من نحبهم كبائر في حقنا ...
وهذا لحبنا لهم فلا نقبل منهم الإساءة ولو كانت بسيطة ...
بل نراهاإجحاف في حقنا وتصعب علينا المسامحة لعمق تلك الجروح ومدى تأثيرها فينا ...
وقد يكون الوقت علاجها أو نجعل الفراق حلاً لها ...
وفي كل الأحوال لا تداوى الجروح إن لم يكن الحب ندا لها ...

(إن الغزال الذي ضيعت مشغول )

الهيثم بن عدي قال : كانت تحت العريان بن الأسود بنت عم له , فطلقها فتبعتها نفسه ؛ فكتب إليها يُعرض لها بالرجوع فكتبت إليه :

إن كنت ذا حاجة فاطلب لها بدلا
إن الغزال الذي ضيعت مشغول

فكتب إليها :

من كان ذا شغل فالله يكلؤه
وقد لهونا به والحبل موصول
وقد قضينا من استطرافه طرفا
وفي الليالي وفي ايامها طول !!
.
.
.

عندما نخطي ونندم ونكتشف أن حب من نحب زاد في قلوبنا ...
نشتاق لعودتهم و نتيم بكل ما له صلة بهم ونعشق كل محسوس وغير محسوس فقط لأنه منهم ...

(ما كانت لتعذب عينين نظرتا إلى سعدى!)

طلق الوليد بن يزيد امرأته سعدى , فلما تزوجت اشتد ذالك عليه , وندم على ما كان منه ؛ فدخل عليه أشعب , فقال له : ابلغ سعدى عني رسالة , ولك مني خمسة آلاف درهم! فقال : عجلها , فأمر له بها , فلما قبضها قال : هات رسالتك .
فانشده :

أسعدى ما إليك لنا سبيل
ولا حتى القيامة من تلاق؟!
بلى , ولعل دهراً أن يؤاتي
بموت خليلك أو فراق !!

فأتاها فاستأذن , فدخل عليها ,فقالت له : ما بدالك في زيارتنا يا أشعب؟.
فقال : يا سيدتي , أرسلني إليك الوليد برسالة . وانشدها الشعر , فقالت لجواريها : خذن هذا الخبيث !.
فقال : يا سيدتي , انه جعل لي خمسة آلاف درهم !.
قالت : والله لأعاقبنك أو لتبلغن إليه ما أقول لك .
قال : سيدتي اجعلي لي شيئا .
قالت : لك بساطي هذا .
قال : قومي عنه ! فقامت عنه , وألقاه على ظهره , وقال : هاتي رسالتك,
فقالت :
انشده :

أتبكي على سعدى وأنت تركتها
فقد ذهبت سعدى فما أنت صانع ؟

فلما بلغه وانشده الشعر , سقطت يده , وأخذته كظمه , ثم سرى عنه .
فقال : اختر واحده من ثلاث :
إما أن نقتلك , وإما أن نطرحك من هذا القصر , وإما أن نلقيك إلى هذه السباع ! فتحير أشعب واطرق حينا ؛ ثم رفع رأسه فقال : يا سيدي ,
ما كنت لتعذب عينين نظرتا إلى سعدى ! فتبسم وخلى سبيله .
.
.
.

قد نجبر على الفراق ونفارق تحت الضغوط ولكننا نعشق ... ونحب بصدق ونتألم ونتحسر ...
وقد لا نعذر على الفراق...
في وقت كنا فيه قد ظلمنا من نحب...
ولكن للحب سحره وروحه التي تبدو كأنها أزهار صغيره تحملها النسمات...
فهل فعلاً نحن مستعدون للصفح ؟؟؟

(في غير شيء تطلق!)

وممن طلق امرأته فتبعتها نفسه , عبد الرحمن بن أبي بكر : أمره أبوه بطلاقها , ثم دخل عليه فسمعه يتمثل :





فلم أر مثلي طلق اليوم مثلها
ولم أر مثلها في غير شيء تطلق

فأمره بمراجعتها .
.
.
.

قال الأصمعي : قلت لأعرابي : ما بال المراثي اشرف أشعاركم ؟
قال : لأننا نقولها , وقلوبنا محترقة ...

عندما تعشق قلوبنا وتذهب بنا عقولنا لحياة أخرى غير التي نعيشها ونتحدى الكل لنحيا فيها ونتخيل كل ما نحب و نرتبط بأصغر الأشياء وأدقها لأنها لمن نحب وعن من نحب...
ولان من نعشق يحبها ويفضلها أو حتى رأها ...
وعندما يرحلون ويتركونا متعلقين بالذكريات نجد أن ابخس الأشياء لهم أثمنها إلينا ...

(الأصمعي وجارية على قبر زوجها )

الأصمعي قال : دخلت بعض مقابر الأعراب ومعي صاحب لي , فإذا بجارية على قبر كأنها تمثال , وعليها من الحلي والحلل ما لم أر مثله وهي تبكي بعين غزيرة وصوت شجي ؛ فالتفت إلي صاحبي فقلت : هل رأيت أعجب من هذا ؟ قال : لا والله ولا احسبني أراه !
ثم قلت لها : يا هذه إني أراك حزينة وما عليك زي الحزن .
فأنشأت تقول :

فإن تسألاني فيم حزني فإنني
رهينة هذا القبر يا فتيـــــان
واني لأ ستحييه والتراب بيننا
كما كنت استحييه حين يرانـي
أهابك إجلالا وإن كنت في الثرى*
مخافة يوم أن يسوءك شانـي

ثم اندفعت في البكاء وجعلت تقول :

يا صاحب القبر يا من كان ينعم بي
بالا ويكثر في الدنيا مواساتي
قد زرت قبرك في حلى وفي حلل
كأنني لست من أهل المصيبات
أردت آتيك فيما كنت اعرفه
أن قد تسر به في بعض هيئاتي
فن راني رأى عبرى مولهة *
عجيبة الزي تبكي بين أموات


(*الثرى : التراب وهي ما زالت تعمل حسابه , ويعتريها الحياء منه كما كانت معه حيا , فهي تهابه إجلالا )
(*عبرى : باكية تسيل عبراتها , مولعة : ذهب الحزن بعقلها )
.
.
.

وقال الحكماء : أعظم المصائب كلها انقطاع الرجاء ...

سبحانك يا رب ... قد نموت من شدة الحزن على من فارقنا وقد نتمنى الموت أحيانا لنكون معهم ...
هم الحياة فكيف الحياة بدونهم ...

(محب وجارية له ماتت)

أبو جعفر البغدادي قال : كان لنا جار , وكانت له جارية جميلة وكان شديد المحبة لها فماتت , فوجد*عليها وجداً شديدا , فبينما هو ذات ليل نائم ,إذ أتته الجارية في نومه فأنشدته هذه الأبيات :

جاءت تزور و سادي بعدما دفنت
في النوم ألثم خداً زانه الجيـــــد
فقلت : قرة عيني قد نعيت لنـــــا
فكيف ذا وطريق القبر مسدود ؟!
قالت :هناك عظامي فيه ملحــــدة
تنهش منها هوام الأرض والدود
وهذه النفس قد جاءتك زائـــــرة
فاقبل زيارة من في القبر ملــحود

فانتبه وحفظها , وكان يحدث الناس بذالك وينشرهم . فما بقي بعدا إلا أياما يسيرة حتى لحق بها .

(*وجد : حزن عليها حزناً شديداً)
.
.
.

قالوا : كل شيء يبدو صغيرا ثم يعظم إلا المصيبة فإنها تبدو عظيمة ثم تصغر !

لو علم من فارقنا بمدى حزننا عليه وعن حالنا بعد الفراق لما سرته أحوالنا ... بل قد يعاتبنا على أفعالنا ...
ولكن كل ما نفعله هو من محبتنا لهم ...
فهل يسامحونا ؟؟؟

(للإسكندر يعزي أمه عن فقده)

لما حضرت الإسكندر الوفاة كتب إلى أمه :
أن اصنعي طعاما يحضره الناس , ثم تقدمي إليهم :
إلا يأكل منه محزون , ففعلت : فلم يبسط احد إليه يده , فقالت :
مالكم لا تأكلون ؟ فقالوا : انك تقدمت إلينا أن لا يأكل منه محزون , وليس منا إلا من قد أصيب بحميم أو قريب !.
فقالت : مات والله ابني !.
ومـــــــــــا أوصى إلي بهذا إلا ليعزينـــــــــــــــــي به !
.
.
.
يال ذاك الزمان الرائع وتلك المشاعر العظيمة وذالك الحب الصادق ...

فل تدم العروبة رمزاً للمحبة ...

الملاك الحالم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس