عرض مشاركة واحدة
قديم 20-08-2006, 07:42 AM   #10
ريميه نشميه
قلم المجلس الذهبي
 
الصورة الرمزية ريميه نشميه
 
افتراضي رد : شو جاني شو جاني .. من حبك يا اسمراني ..

.
.
.


مرت السنوات سريعة ، الكل يكبر ، الكل يتغير ، حتى مشاري تغير ، بات وسيماً رغم تأثير الحادث الذي تعرض له في بداية مراهقته ،
لازال يحتفظ بسمرته ، وبشعره الكستنائي الناعم ، وغمازتيه ، وابتسامته الساحرة ..

لم أعد ألتقيه كثيراً ، أصبحت الآن امرأة وهو رجل ويجب ألا يراني ..
الفتتيات الأخريات كن غير مباليات بمسألة الحجاب تلك " لا تفتحين علينا باب تكفين " خصوصاً ابتهال
حديث ابتهال عن مشاري كان يغيظني ، يقتلني ألف مره في الدقيقة ..
قال لي .. قلت له .. وهلم جر ....
ابتهال تقتلني بكلامها ، وتقتل معي مشاعري القديمة ، وحب طفولتي ..

.
.
.


صباح الخميس ، وأنا في الصف الثالث ثانوي
توفي جدي .. وصل الخبر إلينا بكل كأبة ، جدي يموت ، لا أًصدق ..

مر شريط الذكريات مع جدي سريعاً..
*مداعباته لي وأنا صغيرة ، وتعليقاته على كرتي التي أحملها كل اربعاء بيدي اليسرى
"متى بتعقلين يا بنيتي"
*موعظته التي ألقاها على مسامعنا عندما علمنا عن حادث مشاري (لا أعلم لمَ أصر على تسميتها موعظة) (اليوم يا جدي نحتاج إلى موعظة تطمئن قلوبنا ، لكنه ما من أحد يملك قدرتك العجيبة على تهدئة القلوب وإراحتها)
*الحفلة التي أقامها لأجل مشاري ، يومها همس جدي في أذني " هذي حفلتك أنتِ ومشاري .. بس لحد يدري"


جدي يرحل عن هذه الدنيا ، لم أستوعب ذلك البته ..
أيام العزاء كانت كئيبة ومملة ، مئات المعزيات ، بل الآلاف ..
الكل يردد الجملة التقليدية الأكثر إيلاماً "عظم الله أجركم"

.
.


في (المقلط)
يقف خالي عبدالرحمن مع ابنه مشاري ..
دخلت مع والدتي ، أغطي وجهي بطرحة تشفه ، لم أعلم بذلك الا عندما التقت عيناي بعيني مشاري ..
عندما قلت " عظم الله أجرك يا مشاري"
ورد بابتسامة متألمة " الله يجزاك خير ويعظم أجرك أنتِ بعد "
لم يرفع عيناه عن وجهي ، وتصرفه هذا أحرجني ، خصوصاً أن الوقت لم يكن مناسباً لمثل تصرفه (أكره الشاب الغير مبالي)

في الحقيقة كل اللوم يقع على والدتي التي لم تخبرني بأن تلك الطرحة كانت خفيفة وشافه
(بالمناسبة .. لقد كانت الطرحة تخص ابتهال ولم أعلم بذلك الا لاحقاً)

قطع حديث والدتي مع خالي دخول خالتي ساره مع خالتي عبير وابتهال معهم ايضاَ ..
خرجت أنا بكل هدوء ، أثناء خروجي سمعت صوتاً ذكورياً هامساً " من هذه "ثم سمعت صوت والدتي تقول : " انها ابنتي مرام .. كبرتوا وكبرتونا يا مشاري "

.
.
.


بعد وفاة جدي لم يعد لاجتماع الأربعاء تميزه ، لكننا نجتمع ..
قد نلتقي بالصدفة أنا ومشاري في ممر ، أو في ، أو في ، أو في ... ووقتها أكون محرجة حتى الثمالة ..
لكن ذلك لم يحدث كثيراً ، والسبب أن مشاري كان قليل الزيارات لبيت جدي خصوصاً بعد وفاته ، ولا أحد يعلم ما السبب ..

ذات اربعاء كنا -أنا وندى- (ندى ابنة خالي ماجد وصديقتي المقربة .. المقربة جداً)
كنّا في الفناء الخارجي ، نجلس على البساط الذي اعتادت جدتي الجلوس عليه عصراً ..

رأينا طيفاً ، شخص ما هنالك عند المدخل .. لم تكن الاضاءة كافية لتمييز ملامحه ..
ندى : أظنه عمي بسام
أنا : لا بسام أطول
ندى : أنظري .. انهما شخصان .. هذا بسام ، من معه ؟!!

(بسام هو الشقيق الأصغر لوالدتي ، أعزب ويكبر مشاري بسنة واحدة فقط)


أقبل بسام والشخص الذي لم نستطع التعرف عليه ..

صرخت ندى : إنه مشــــــــــاري .. يا إلهي ألا يعلم بسام ......
بسام بمفرده وبوجه باسم يقطع حديث ندى : مساء الخير ..
رددت عليه وأنا أضغط على يد ندى " مساء النور خالي العزيز "
.. وهدأت ندى ......

بعد السلام والسؤال عن الحال قالت ندى : عمي .. مع من كنت قبل قليل ؟!!
بسام : تقصدين عند المدخل
ندى : نعم
بسام : كنت مع مشاري وعندما أخبرته أني سآتي لأجلس معكما بعض الوقت اعتذر وذهب

نظرت إليّ ندى وملء وجهها ابتسامة خبيثة ثم قالت : منذ زمن لم نرى مشاري ، اصبح قليل الزياره ، أليس كذلك ؟
بسام : نعم .. لم يكن ينوي المجيء اليوم لولا أن أجبرته ..

بقي خالي بسام يتحدث مع ندى ، وأنا معهم بجسدي فقط ، لم ألقي بالاً لأي كلمة قيلت ..
ذهبت بتفكيري إلى حيث مشاري .. منذ سنوات لم أفكر به ..


ما عاد يشغلني ، وما عدت أهتم به وبأخباره ..
الآن أصدق " البعيد عن العين بعيد عن القلب "
ندى هي التي تشغل نفسها بتتبع اخباره ، ثم تقصها عليّ ..
وإذا أرادت إغاظتي نادتني " مرت مشااري "

تعتقد ندى أني لازلت أعشق مشاري ، وأني أكابر ..
ندى أنتِ مخطأة ..
كم مرةً سأقول : يا نــدى .. كبرت عن حب الطفولة


يتبع ..

التوقيع:
{ .. حتى إشعار آخر ..!

التعديل الأخير تم بواسطة ريميه نشميه ; 20-08-2006 الساعة 08:20 AM
ريميه نشميه غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس