سكن الليل وأسدل ستارة على العالم..أقبل بظلامه ليعم أرجاء الدنيا .. لطالماشدني بهدوئه وسكونه.. يرحل بي وينقلني بين صفحاته .. تداعبني نسماته البارده .. وتحدثني همساته الدافئه عن عالم آخر.. عن ذكريات مضت.. وخيالات أسرت بداخلي تاره تأخذني الى أرض فلسطين الطاهره،هناك أقصانا .. قدسنا التي دنسها الأوغاد .. وبين هذه وتلك ذكريات عز وسمو شمخت في علياء السماء ، لكنها سرعان ما تلاشت وأندثرت هنا تحت رمال الواقع ..
حينها أيقنت أننا على أرض شرفت بالإسلام..بيد أنها أمست موسومة بالذل والخذلان.. شتان بين أرض تعالى فيها صهيل الجياد وأخرى حال بها الرقاد ..
حينها حار قلبي وجفت مدامعي رأيت أن المشاعر من حولي تبلدت..كيف لا!!والكرامة بيعت فينا بأرخص الأثمان، غابت عنا شمس العزه وخلفت ورائها ظلمة من ذل وهوان
ها نحن نشهد ما آل اليه حال أمتنا.. دنس يتبعه دنس.. ظلام يعقبه ظلام ..
هذا هو واقعنا لأننا سلمنا أنفسنا لقمة سائغة للعدو، لأننا لا نملك القرار ولا القوة في الحق، كل مانملكه هو أن نقول:سمعاً وطاعه ..بأسلوب حضاري منمق!
ومع ذلك ندعي الشجاعه والقوة، ندعي أننا نملك العقيده ولكننا لم نملك سوى الدنـيا..!
أما آن لنا أن نعـود؟؟ أما آن لقلوبنا الميته أن تحيا وتنبض بالإيمان الصادق؟الدمع يجري في كل بقعه يشهد فيـها أن لا إله إلا اللـه..أما لأمتنا عزة وجهاد ؟..
سئمنا الكلام..سئمنا العويل والملام.. فلنكن أبناء عقيدتنا أقوياء بديننا شرفاء به ، أروحنا شامخه وهممنا عاليه،ولا إله إلا الله في قوبنا نحيا بها ، ولأجلها نسعى ، تسمو بنا عالياً وتقودنا إلى النصر، وقلوبنا تطير بنا شوقاً إلى الجنـه..
إن همنا رضا الله.. والله هو من سينصرنا بإذنه .. والنصر قريب لمن نصر الله "إن تنصروا الله ينصركم"..