*
لماذا يعودون دائماً؟
ليس بالمكان الجميل
أو بقليل لُطف..ليس الجميل الذي كان
لماذا يعودون دائماً؟
الذكريات هُنا
ليست كُلُها جميلة
الناس الذين كانوا هنا
الذين يعودون دائماً
لم يعودوا موجودين
العناوين الزاهية الألوان المتباهية
كلها مضت
انقضت
انطفأت
لماذا يعودون دائماً؟
لمن؟
أي وجهٍ أضلّوا أي عين ؟
عني؟
عنك؟
عن أنفسهم؟
عمّن؟!
أم التاريخ الذي تهواه أصولنا
يعيدنا؟
لمَ هذا العشق لما مضى
لمَ اعتناق الشوق وهو لاسِع لظى
ألا يشعرون بالألم؟
كيف ينسونه بمجرد الإحتشاد
هل يضيع؟
هل يصغر؟
هل يتزاحم بالمتخمين منه
فينعصر وتخرج عصارته على شكل ضحك أبلَه
مقرف/مُعدي.
يجعلهم جميعاً
يعودون دائماً
- ألهذا يعودون دائماً؟
لماذا.
لماذا لا يملكون المناعة
ضد هذه الجاذبية العكسية
التي تردهم إلى الوراء
يسعدون بشعور الأطفال الذي يأتيهم
بصحبة هذا الإرتداد, والريح
والأماكن والأشياء التي تتحول لمزيج من صور مموهة
وبعد لحظة يغمضون أعينهم..ارتطموا بالجدار
ليعودوا كالأطفال
رغم الأذى.. يعبثون دائماً
لماذا.. يعودون دائماً؟
وأعود معهم لأراهم
ساعة مُتأخّرة وضحكة باهرة
وتلك هُناك كانت لساناً لاذعاً
وهذا حذفني بفردة حذاءه لأني سخرت منه
من يلبس هذا في هذه الأيام؟
أما الصامتون الصامتون
يتساءلون
عمّ؟
عن كيف لهم أن يعودون!
ولماذا يعودون دائماً
إلى متى.. سيعودون دائماً.