أغيب وأعترك في مدارات الحياة وأعيش اللحظات وأقاسي الأيام وأتذكر هذا المكان لأعود وأضع كلمتين أتذكر بها الأيام و أتذكر بها العهد الذي فات وانقضى أتذكر ماحدث أتذكر كل لحظاتي التي لم أكن أتخيل في يوم أني سأصل إلى هذه النقطة من حياتي إلى هذا المستوى إلى هذا الفكر وهذا الأمل وهذا التحمل فعلا صنعتني الأيام لاصبح امرأة يُعتمد عليها امرأة لا تبكي إلا بعد فوات الأوان وانقطاع الأسباب بكاء الظلام فلا يرقبني إلا ربي، كلما غبت وعدت كلما أطفأت الأضواء هنا وعدت لأشعلها كلما سافرت لأقصى بقاع الأرض وعدت يرتسم على مبسمي صورة أمل صورة تفضي إلى أنه مع انحصار الألم وتكاتف الغم والهم إلا أن الوقت كفيل بأن ينهيها بسرور كان أو حزن الأهم هو أن تنتهي، تنتهي فقط. أين كنت وأين أصبحت كنت يوما طالبة ثانوية لديها أحلامها البسيطة لديها آلآمها الخفيفة لديها دمعتها الرقيقة تضحك على السخافات وتلحق الهتافات لكني اليوم طالبة جامعية أهتف بصوتي وأصنع طريقي وأرى حلمي وينبثق من الظلمة الحالكة نور يشع فيريني طريقي بإذن ربي. أنا اليوم طالبة تكافح رغم التحيز تكافح رغم المعارضات لتصنع من نفسها امرأة تعلي كلمة الحق تعلي كلمة العدل التي قامت عليها السماوات والأرض كلمة العدل التي هي كلمة الله بين خلقة وقف أمامي الكثير أرادوا تحطيمي لأنهم رأوني بعزم وقوة أمضي لكني لن أهتم ومازلت أكمل المسير فوق سقوطي آلاف مليارات المرات ومازلت أنجح بعد كل إخفاق مازلت أجر ثوبي الطويل من خلفي مهما زاد طولة وتعثرت أقدامي به لأكمل مسيري رغما عن كل حاقد، كل خائب، كل من تسول له نفسه هدم مستقبلي. سأكمل لأجلي ولأجل الأمة، سأكمل لأن هناك من هو في القبر الآن أوصاني لمستقبلي لأكافح لأنه "لن ينفعك شيء ياسارة عدا مستقبلك" سأخلص لتلك الكلمات الرنانة وأحفظها وأكرر تلك الجملة المقدسة "المعجزة هي الأسم الآخر للعمل الجاد".

*التدوينة الثمانون