لا يحن المرء إلى ماضية إلا من عاش طفولة كاملة
بحلاوتها وشقاوتها من غير تعقيد ولا نكد ..!
والدنيـــــا !! ... آخر همه .. يعيش يومة فقط ولا يفكر بالغد ..!
أتحسر على أطفال اليوم الذين يقضون جُلّ وقتهم في المنزل
من مشاهدة المسلسلات والبرامج والأغاني وآخر صيحات الموضة
أجساد صغيرة بعقول كبيرة .. لا يفقهون من الطفولة شي ..!
أعشق طفولتي كثيراً فمن حلاوتها عصيت أبي عندما أمرني بلبس العباءة
وأنا بسن الخامسة عشر فلازلت صغيرة
يا أبي ..!
طفولتي يا بيلسان مشابهه لطفولتك, كنت أذهب مع والدي لشراء حاجيات المنزل
من أنبوبة غاز إلى الخضار وغيرها ..
كنت أخرج مع أبناء الجيران منذ الصباح الباكر
لرؤية شروق الشمس بين أشجار الأثــل
كان منظرها جميل جداً
وكنت أتغيب من المدرسة كثيراً ليس لأني أكرهها أو ضعيفة دراسياً بل لأن وقتها يتعارض مع وقت متعتي
أتذكر بأني لا أعود إلى المنزل إلا بعد مشاهدة غروب الشمس وظهور الشفق الأحمر
لا اعلم سر تعلقي بالشمس آنذاك
وفي العطل الصيفية أو الإسبوعية أعود عند الحادي عشر مع إخواني الصبية
والغريب في الأمر لا أجد معارضة من والداي أو أحد إخوتي بتأخر عودتي إلى المنزل
أو عندما آتي إلى المنزل بملابس متسخة أو مغرقة بماء الوادي القريب من منزلنا.
هذا الوادي جاف طوال السنة ما عدا فصل الشتاء عندما تهطل أمطار غزيرة
فكل الأهالي وأبنائهم يخرجون لإستمتاع بمنظرة الساحر المحاط بأشجار كبيرة تسمى الأثــل ..........
أحن إلى طفولتي كثيراً ؟؟
.. وما أصعب الحنين إلى الماضي ..!