عرض مشاركة واحدة
قديم 16-06-2006, 10:59 PM   #1
علي معتـوق العمـــري
. . : كبــار الكتـاب : . .
 
الصورة الرمزية علي معتـوق العمـــري
 
افتراضي الملك الإنسان ،،، رمز العطف والحنان

بسم الله الرحمن الرحيم



خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز ، اسم لن ينساه التاريخ ولن يوفيه حقه أبناء شعبه ، فمآثره لا تعد ومواقفه مشرفة وهي نموذج للوالي المسلم المتمسك بكتاب الله وسنته ، ملك القلوب وحبيب الشعوب ومعشوق الناس من الشمال للجنوب ، أحب شعبه فأحبوه ، أعطاهم من وقته وكرمه وجهده فمنحوه قلوب تنبض بحبه وأيادي ترفع بالدعاء له وعيون تسهر من أجله ، قطع على نفسه عهداً بأن يكون معيناً لهم فردوا على ذلك وعداً بأن يكونوا على العهد والوعد والولاء بالإخلاص للوطن والمليك والأمة ، أكد أنهم كل تفكيره فحلفوا أنهم يمينه ، منحهم المكرمات فواصلوا تحقيق المهمات .

نزل للشارع السعودي فواسى اليتيم ونظر لحال الفقير ، احترم الكبير وعطف على الصغير ، دافع عن المرأة وأكد على أهمية حفظ حقوقها واهتم بالمساجين ووعد بعودتهم لأهاليهم وذويهم وتسديد كافات التزاماتهم ، نظرة شمولية لمن يعيش في بيته ومع أولاده وأُخرى لذلك القابع خلف القضبان لخطأ ارتكبه أو دين ألم به ، نظرة ثاقبة تدرك أن الحرية ميزة ولكنها تحتاج للدعم والمساعدة نظرة إنسانية للم شمل الأسرة وإعادة الراعي إلى رعيته ، جال الوطن وتفقد أحوال سكانها ، بدأت هذه الجولة بمشاريع تنموية واقتصادية كبيرة وإن كانت في الشرق فهي مفيدة لمن هو في الغرب ، وإن كانت بين جبال أجا وسلمى فهي تخدم من في تبوك وأبها ، مشاريع في القصيم سيستفيد منها أهل البديعة والنسيم ، فهذا الوطن منظومة واحدة مشاريع تصب في بوتقة واحدة وغيثها ينفع الجميع في الحاضر والمستقبل القريب والبعيد .

وستستمر الجولة الأبوية التنموية لبقية المناطق في الأشهر القادمة ليكون الملك للجميع يمنحهم كل اهتماماته وجل أوقاته فهو يدرك أنه ملك لهم ومن أجلهم وكل شبر في هذا الوطن المعطاء حق عليه تفقده ومنحه من جهده ورعايته ، يدرك أيده الله أن هذا هو واجب الوالي المسلم لذلك فهو يسير على نهج قويم واتجاه ديني صرف وهذا سبب نجاحه وتوفيقه من الله .

يبدأ مجالسه بشعبه بالقرآن الكريم والتفسير الميسر لتكون البداية خير وبركة وليكون الله معيناً له وهاديه إلى سبيله ، يحبب في الشعب القران ويرغبهم في الدين فيبدأ بنفسه ويفتتح به مجالسه ، لم يمنعه الحكم والسلطة أن يتعالى على دينه أو أن تصرفه ملذات الدنيا عن واجباته الدينية رغم أنه يستطيع ذلك ، ولكنه الملك الملتزم عبد الله بن عبد العزيز لقبه خدمة الحرمين وهمه رفعة الدين وراحة المسلمين فلا غرابة أن يكون هذا منهجه وعمله .

صلى الجمعة مع الشعب في القصيم ونقلت تلك الشعائر لكل أبناء بلده في المناطق الأُخرى ، لم يجعل تلك الصلاة سرية بعيدة عن أعين التلفزة والصحافة ، لم يحرم شعبه من البحر للخليج ومن العقبة للخوبة من أن يشاهدوه يصلي مع جزء يمثلهم ، وكان اللقاء بعد الصلاة مثيراً ومميزاً خرج الملك الفذ وسلم على أبناءه الذين ينتظرونه عند باب الجامع ، بادلوه بالتحية ومنحوه كل تفكيرهم وانشغلوا به وبلقائه ، اصطفوا طوابير يحيون مليكهم ويدعون له بعد الصلاة بالحفظ والصحة والتوفيق والسداد ، يدعون له لأنهم يعلمون أن توفيقه وسداده هو توفيق لهم وسؤدد لهم ، تركوا همومهم الدنيوية ومشاغلهم اليومية ومتطلبات بيوتهم وأسرهم وبقوا تحت أشعة الشمس يحيون ملك البلاد ويتمنون له النصر من رب العباد .

كان المنظر رهيباً في التفاف الراعي بالرعية ، تواجد الملك بين أفراد شعبه ، لم يكن هناك حاجة للحراسات ولا للتعقيدات الأمنية الروتينية المنطقية بين رئيس وشعب ، فهنا المنطق مختلف والوضع مطمئن فهذا ملك الإنسانية لن يخاف عليه من شعبه فهم يحمونه بأرواحهم ويفدونه بأهاليهم وكل ذلك لأنه يستحق ، فما يقدمه للشعب يغني عن الحراسة والشرطة والتشديدات الأمنية ، فالملك الإنسان بإمكانه أن يسير في الشوارع لوحده فالكل سيتهافت على الترحيب به والسلام عليه والدعاء له .

شاهدنا ذلك في أحد أسواق الشرقية قبل فترة ، حيث شارك أبناءه في أكلهم وجلس في مطاعمهم وشرب مما يشربون ، لم يكن حوله حراسات فكل العيون تحرسه وكل الشعب يعشقه ومن سيعتدي على معشوقه ومن سيتهجم على محبوبه ؟؟؟

سلم في القصيم على أبناء شهداء الواجب في لفتة أبوية صادقة حانية كلها عطف وحنان واهتمام بأطفال حرموا من آبائهم بسبب معتد آثم ، دمعت عيون الملك الإنسان وبكى معه خلف الشاشات 16 مليون سعودي ، أحسوا بموقفه الأبوي وأدركوا حجم عطفه على هؤلاء اليتامى فشاركوه الحزن كما يشاركونه الفرح ، إنه موقف تاريخي يدلل على تلاحم القيادة مع الشعب وتفاعل المواطن مع الملك ، بكى الملك فبكى الرعية ، ياله من موقف باهر رغم الصورة الحزينة التي كان عليها الملك والمواطنون إلى أنها جميلة ومعبرة وتؤكد أن الملك الإنسان رمز العطف والحنان .










*** قـــفــــلـــة ***

الــمـلك مـــــواطـــــــن ،،، والملك هــــو الــوطــــــن




التوقيع:
علي معتـوق العمـــري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس