تعلمتْ كيف أستبِيح حُرمة الحروف في حال سئِمت " منذُ طفولتي والساحره تعبث بمُخيلتي ، تعبث بذاكرتي ، بكتبي ، بألواني الخشبية ،
تأتيني كل ليله بردائها الأسود وشعرها الأشعث وأنفها الطويل في الوقت الذي تكون فيه الشوارع عارية والأضواء خافته
تخبرني : إني " فتاه سيئه " تخبرني إن أصدقائي لايحبونني وإن أمي ستقتّص مني إذا علمت إني كسرت اللوحه وأفسدتْ
الشتلاتْ ، وتُخبرني إنه يحيط بي نوايا سوداء وأرواح شريره تجتّر أحلامُنا إلى مقبرة الكهف المظلم تعصُر نزيف ألمي
من ذاكرتي المثقوبه وتسكب الأحلام من يدي وتتركني وحيده وتطير بعد ما سلبت نعاسي وأحلامي وعرت ذاكرتي
وخبأتها تحتْ سرِيري وكتبت أوهامي على جذعْ شجره وهربت .
أمي ، أنا لا أنام لوحدي ، تختبى الأشباح في غرفتي ، تحت سريري وفي طيات قصصي وخلف ستائر نافذتي ،
تسخر مني عندما ألون الشمس في كراستي بلون الزهر .. ألا يحق لي أن أتخيل الأشياء كما أريد !
ألا يحق لي أن الون عالمي كما تشتهية طفولتي ! طفولتي التي نسجت أول خيوط الخيبه لأحلامي الواهية
التي تسكن مخيلتي المرتع لأشخاص وهميين ولدوا في الوقت التائه من الفراغ ومشطوا الشوارع إلى أن استقروا
في رأسي الصغير ، وخيالي الكبير ، حاولوا أن يصنعوا حقيقه فيّ ولم يستطيعوا خلق حقيقه لهم في حياتي فَ ظلّوا
" واقع غير ملمُـــوس "
- هكَذا كُنت أستحضرْ طفولتي الآن , أنَا اميره , نعمْ لهذا الحد كان يتّسع خيَالي , الذي كان أجمل من قصص الأميرات الصغيرات في كُتبي
طفولتي ليست جميلَه فَ حسبْ بلْ كَانت غريبه , مُثيره , , هل يمكننِي أنّ أخبئ رائحه طفولتي حتى لاتختنق بضجيج الأيَام وتختفِي ,
هل يمكننِي أن أمارس الفرح كمَا كنت أمَارسه في طفولتي دون أن أأبه لغضب وإمتعاض وتذمّر
من حولي , كيف يمكننِي أن أسعدْ بأبسط الأشياء كما كنتْ أفعل في طفُولتِي , طفلَه تظنْ أن العالمْ ينتهي بعدمْ تحقيق سعادتها , تؤلمُها التفاصيل الصغيره ,
تنام وهيَ تلعبْ , تتحدثْ مع ألعَابِهَا , تلعبْ لوحدِها ,وتروي عن قصص ملامح لاترحلْ , وتحِيط بِهَا حيَاه تأخُذُهَا إلى هُناك
حيثُ : لا أحدْ ,فقط هي والسمَاء بعيداً جداً عن الساحره اللتي عبثت في خيالي .
أنا الطفله اللتي لم تكن تلعبْ كثيراً
والمراهقه اللتي تبكي طوال الوقت
وأنا الآن المرأه اللتي تفكر قبل أن تبتسمْ
