أتعلم بما أحلُم ؟
بجنتكَ التي ما أن أخطُو إليها حتى يكسوني الفَرح من أعلى رأسي حتى مستقرَ قدماي
أحُلم بكَ أنت ، أنتَ وطني التي لا تعترفُ بك قوانين الجغرافية بل أنَا وحدي من أملكَ صكوك إعترافي و إمتلاكي لك !
أنتَ وحدك ، تلك الديار البعيدة التي ودّ الجميع الهجرة إليها من فرط جمال ما سمعوه عنها !
تلك الديار التي يراهن الكُل عليها ، و يحلمَ الجميع بها دون أن يروها
تلك الديار التي بالنسبة لهُم هي المطْمع ، الملجأ ، المنجا و المفر
تلك التي لا فيها مهموم و لا محزون و لا مخذول
ديار العجائب ، الأحلَام ، المعجزات و الأمَل
أن أحلمَ بك يعني أن أجعلك غايةَ حياتي
أن أُكرّس تفكيري لك .. أن أقللَ من شأن كل ما أحصل عليه أمامَ ما أطمع به معك
أن أحلُم بك .. يعني أن أحملك كـ بوصلة في قلبِي
تُرشدني إلى بهجة كبيرة .. كبيرة جداً .. كـ عيد سنويّ وحيد حلّ على قرية نسوا أهلها موعده
فجاء كـ هدية ربانية لهم مِن كل عناء تحمّلوه و أنساهم اياه !
أن أحُلم بك .. يعني أن أسبَح عكس التيار .. أن لا أهتم و لو أغرقني طوفان !
أن أحلم بك .. يعني أن أحصل على طفولتي من جديد .. أن أغدو شقية ، عنيدة ، مُدللة و لا أرضى إلا بك !
أتعلم ماذا يعني أن ألقاك ؟
هو ذلك الصَوت الذي يأتي من أقاصي قلبي " I'm home " و أتمناه أن يبقى و يعلو بقية عمري !
أن تكن بداية أيامِي و منتهاها عيناك .. أن يتعاقب الليل و النهار بتوقيتكَ أنت
أن أكن لامعة ، متوهجة كـ إبتسامة أم شعت من بين الدموع حينما حصلت على رضيعها الأول بعد انتظارِ أعوام !
أن ألقاك يعني أن يجريَ الوقت ، تتغير أشياء و تختفي أخرى
أحدهم يشيب و الآخر يُولد و البعض يموت
و نبقى نحن ..
لا نكبُر و لا نهرَم !
لوحَة بيضاء ناصعة
لا تتبدل و لا تتلونْ .. تزداد نقاء و صفاء و قد تغدو شفّافة
لا يلمسُنا الوقت .. لا يغير بنا و لا يستَطيع !
أن نكن اللوحة التي تستعصي عَلى التدنيس ، الفهم ، التَحليل
حينما ألقاك .. سألوّح بعلامة النصر .. سأضحك بهستيرية و سأُوزع الحلوَى
سأزرع وردَة ، و أنثُر دمعة
سأُغني حتى يملأ غناءي الأرجَاء
و أصرخَ بـ " أُحبك " حتى يسمعني كل من بالأنحَاء !
سأحكي حكايتنَا لكل العُشاق ..
حكايةَ الصمود و الخلود .. حكايةَ الموت و الحياة
أتعلم ما معنَى أن أحلُم بك ؟
يعني أن أكونَ أو لا أكُون .
July 24 , 2011