عرض مشاركة واحدة
قديم 24-07-2011, 01:52 AM   #2
ـأَوْطَـانٌ .
مشرفة قسم المجلس
 
الصورة الرمزية ـأَوْطَـانٌ .
 
قلب






هُــوَ/ سَعَدَ بِنْ مُعَاذَ بِنْ النُعَمَانَ بِن امْرُؤ القَيِــس الأنَصَارِيْ الأوَسِيِ الأشَــهَلِي .
أُمه/ كَبْشَــة بِنَت رَاَفِعْ.
صَحَابِيَ مِنْ أَهِلَ الَمَدِيَنة، سَيِد الأَوَس. يُكَنــَى أبَا عَــمْر.
أسَلَمَ عَلَىَ يَدْْ مُصْعَبْ بِِن عُمَـْـير اَلَذَيّ أّوَفَده الَرَسَوَل لـ الدَعوةّ فِيَ الَمَديِنَة قَبْل الَهِجْرَة ،
وَ قَالَ لـِ بَنْي عَبْد الأَشَهَل: «"كَلاَمَ رِجَاَلِكُم وَ نِـسَائِكُم عَلَيِ حَرَاَم حَتَى تُسّلِمُوا"» فَـ أَسَلَمُوا .
فـَ كَانَ مِنْ أَعَظّم اَلَنَاسَ بَرَكَة فِيَ الإسِلامْ وَ أقـَام مُصْعَبْ بِِن عُمَـْـير فِي دَاِره يَدْعُو اَلنَاسَ إِلَى الإسلام.
كَاَنَ سَعَدَ وَ أُسَيد بِنْ الَحَضِير يَكْسُرَان اَلأصّنَام. وَ لَمّا هَاجَرَ الَنَبِي آخَى بَيِنُه وَبَيِن سَعَدَ بِنْ أبِي وَقَاصْ ..







ولِد سَعَدَ فِي السَنَة [ الَتَاسِعْة عَشَرَة قَبْل اَلبِعثَــة] .
وَ هَوّ أصّغَر مِنْ اَلَرسُول - عَلَيٍه اَلصَلاة وَ الَسَلام- بإحِدَى و عِشّرِينَ سَنَــة .
وَ اَسَلَم عَلَى يّد مُصْعَبْ بِِن عُمَـْـير قَبْل الهِجْرَة بِـ عَامَيّن .







كَانَ سَعَدَ بٍن مُـعَاذْ- رَضّي الله عَنْه - جَسِيماً جَمِيلاَ طَوَيِلاً أَبْيَض اَللَوّن,
مُحَبَب إلِى اَلَنَفَـسَ وَكَانْ هَـادِئاً قَـليِل اَلَكَلامْ.








حَمَلَ - رَضّي الله عَنْه - لِوَاء الأنْصَار ،
وَ بَنَى - رَضّي الله عَنْه - فِيْ بّدْر عَرِيشـاً لِـ النَبْي - عَلَيٍه اَلصَلاة وَ الَسَلام– لِـ يُشْرِف مِنْه عَلَى اَلَمَعْرَكَة ،
وَ قَــامَ عَلَى بَابْ الَعَــرِيَش شَــاهِراً سَيْفُه دِفَاعَاً عَنْ اَلنَبِي - عَلَيٍه اَلصَلاة وَ الَسَلام-
وَ عِنْدَمَا خَرَجْ الَمُسّلِمُون إلِى بَدْر لِـ مُلاقَاة المُشّرِكِين وَ اسـْتَشَـار اَلنَبِي الأنْـصَار،
فَـ قَالَ سَعَــدَ:
«آمَنَا بِكَ وَصَدْقَنَاكَ وَ شَـهِدَنَا أنْ مَا جِئّتَ بِه هُوَ الحَقّ وّ أّعْطّيِنَاك مَوَاثيِقَنَا عَلَى السَمَعْ وَ الَطَـاعْةَ
فَـ اِمضْ يَا رَسّوَل الله لِمَا أَرّدَت فَنَحْنُ مَعَك فَـ وَالذَي بَعَثَك بِالَحقْ لَو اسِتَعْرضْتَ بِنَا هَذَا البـَحْر
لَخَضْنَاه مَعَك مَا تَخَلف مِنَا رَجُل وَاَحِد وَ مَا نَكْره أنَ تُلقِى بِنَا عَدُواً غَداً إِنا لَصّبر عِنْد الحَرَبْ
صِدّقُ عِنْد اللِقـَاء لَعَل الله يُرِيَك فِيَنا مَا تَـقر بِه عَيّنك فَسِر بِنَا عَلَى بَـرَكِةالله»
فَسُر رَسَوَل الله لِقَولِه، وَحَمَلَ سَعَدَ لِوَاء الأَوَس فِي اَلَمَعَرَكَة وَ أبـْلَى بَلاءً حَسَناً.







سَعَدَ بِنْ مُعَاذَ فِيْ غِزِوِة أُحُد كَاَنَ - رَضّي الله عَنْه - مِنْ الأبَطَالَ ، وَكَانَ فِيَ طَليِعَة الُمٌجَاهِدَينْ ،
وَ عِنْدَمَا اضِطَرَبَ المَوَقِف ثَبَتَ مَعْ رَسُوَلَ الله - عَلَيٍه اَلصَلاة وَ الَسَلام– يُـقَاتِل َدُوَنِه.















-






شَهِدَ الَخنْدَقَ وَ رَوُيَ أنَه مَرَ عَلَىَ أُمِــه وَالسَيِدَة عَائَشِـة بِنْتُ أبِيْ بَكّر
وَ عَلِيه دِرَع لُهَ خَرَجَتَ مُنُها ذِرَاعٌه وَفِي يِدْه حَرَبَةَ
وَ هُوَ يُـنْشِد : «لاَ بَأَسْ بِالَمَوّت إذِا حَانْ الأجَلَ»
فَـ قَالَتَ أُم سَعَدَ: «الَحَقْ يَا بُنَي قَدْ وَالله أخَرَتَ »
فَـ قَالَتَ عَائـِشَة: «يَا أًمَ سَعَد لَوَدََدًتُ أَنْ دِرَع سَعَدَ أسَبَغَ مِمَا هِي»
فَـ خِافَتْ أُمـُه عَلَيِه فَأصَابُه سَهْم فِيْ ذِرَاَعِه فَقَطَعَ أَكْحَلِه (عِرْقُ مِنْ وَسَطَ الذِرَاَع)
فَـ قَالَ سَعَدَ: «اللهُمَ إنْ كِنَتُ أبَقَيَتَ مِنْ حَرْبَ قُرَيِشَ شَيِئاً فَـ أبَقِني لَهَاَ
فَإِنه لاَ قَوَمَ أَحَبْ إلِي أنْ أُجَاهِدَهُم فِيَك مِنْ قَوْم آذوُا نَبِيَك وَكَذَبُوه وَأخْرَجُوه
اللهٌم إنْ كنت وَضَعْتَ الحَرَبَ بَـٍيَنَنا وَ بَيِنَهُم فَـ اِجْعَلَها لِي شَهَادَة وَلاَ تَمُتْنِي
حَتْى تَقُر عَيِني مِنْ بَنِي قُرَيِظَة »
ثُمَ حُمَلَ إلِىَ الَمْسجِد فَـ أقَامَ لَهُ الَنَبِي خَيِمَة فِيَه لِـ يَعُوَده مِنْ قَرِيبَ
ثُمَ كَوْاَه النَبِيَ بِـ النَارِ مَرَتِين فَـ اِنْتَفَخَت يَدْه وَنَزَف الَدَمْ، فَـ لَمَا رَأَى سَعَدَ ذَلكْ قَاَلَ:
«اللهُم لاَتُخْرَج نَفَسِي حَتَىْ تَقْر عَيًني مِنْ بَنِي قُرَيِظَة فَمَا قَـطْر عَرِقه قَطَرَة بَعْدَها »




وَ لَمَا حَاَصَر الَنَبْي بَنِي قُرَيِظَة طَـَلٌبوا مِنْه أنْ يَنَزُلوا عَلَى حُكْم سَعَدَ بِنْ مُعَاذَ،
وَكَانُوا مُوَالِيه وِ حُلَفَاءِه فِي الجَاهِلِية. فَجَاء سَعَدَ رَسُوًل الله مُستَنِدَاً عَلَىَ حُمَارِ لَه،
فَـ لَمّا رَآه قَاَلَ: «قُوَمَوا إلِى سَيّدِكُم فَقَامُوا إلِيه فَأنْزَلٌوه»
فَقَالَ لُه النَبِي : «اٌحْكُمَ فِيَهم»
قَالَ: «فِإنِي أَحْكٌم أنْ تَقْتُل الرِجَالو َ تٌـقْسِم الأمْوَال وَ تٌسْبَى الذَرَاَرِي».
فَقَالَ : «لَقَدْ حَكَمْتَ فِيهم بِحُكمَ الله وَ رَسٌولِه »
فَلَمَا قٌتَل آخَر رَجٌل مِنْهم انِفَجَر الدّم مِنْ عِرقّه وّاحَتضَنَه النَبِي , فَـ جَعَلَت الدِمَاء تَسِيْل
عَلَى رَسُوِل الله وَجَعَـل أبَُو بَكْر وَ عُمَرَ يَبْكِيَان وَ يَسْتَرجِعَان .
وَ تُوُفِي عَلَىَ إثِرْها فـَ اِهْتَزَ لَهُ عَرْش الَرَحَمَنَ.





حَضَرَ رَسُوَلَ الله تَغْسِيٌله وَ دَفْنُه، وَ لَمْا وُضَعَ فِي قْبَرَه كَبَر رَسُوَلَ الله وَ كَبَر المُسْلِمُون حَتَى اِرَتَج الَبَقِيَع.
فَـ قَاَل َرَسُوَل َالله : «تَضَايَقَ اَلقَبَرَ عَلَىَ صَاَحِبَكُمَ وَ ضْمَ ضَمَةَ لَوَ نَجَا مِنْهَا أَحَدَ لَنَجَا سَعَد َ»،
ثُمَ فَرَجَ الله عَنْه، وَ لَمّا اِنَصَرَفَ مِنْ جَنَازِتَه ذَرَفَتَ دُمُوعِه حَتَى بُلَتَ لِحَيَته.
وَ نَــدَبَتُهَ أَمَه فَقَالَ : «كُلَ نَادِبَة كَاذِبَة إَلاِ نَادِبَة سَــعَدَ»
وَ أهَدَىَ رَسُوَل الله ثَوَبَ حَرِيَر جَعَلَ الصَحَابَةَ يَتَعَجَبٌوَن مِنْ لِينَه وَ حُـسْنِه،
فَقَالَ : «مَنَادِيلَ سَعَدَ فِيْ الجَنَةَ أَحَسَنْ مِنْ هَذَاَ»
- تُوُفِي وَ هَو َابِن [ سِتَـةَ وَ ثَلاثَيِنَ] سَنَةَ فِي سَنَـة خَمْسَــة مِنْ الهِجْرَة .








وَ قَدْ رَوَيِ أَنْ جِبْرَيَل - عَلَيٍه الَسَلام-أتى رَسُوَلَ الله - عَلَيٍه اَلصَلاة وَ الَسَلام-
حِيَنْ قُبِضَ سَعَدَ مِنْ جَوًف اللـيِل مُعْتَمِراً بِـ عَمَامَة مِنْ إسِتَبَرَق ,
فَـ قَالَ: «يَا مٌحَمَدَ مَنْ هَذَاَ المَيِت الذَيِ فُتِحَتَ لُه أبْوَابَ السَمَاء وَ اهَتَـز لُه العَرّشَ ؟»
فَـ قَامَ الرَسُوَلَ - عَلَيٍه اَلصَلاة وَ الَسَلام-يَجٌرَثَوُبِه إلِى سَعَدَ فَـ وَجَدَه قَْدْ مَاتَ.
وَ كَانَتَ أمُــه تَبْكِي وَ تَقُوَل:
«وٌيَل سَعَدَ سَعَداَ صَرَاَمةٌ وَ حِدا
و سُؤدَدَاً وَ مَجْدَاً وَ فَارِساً مٌعَداً
سُدْ بِه مَسَدَاً يَقُدٌ هَامَــا قَـدَاَ »
فَـ قَالَ عُمَرَ بِن ْالخَطَابْ - رَضّي الله عَنْه - : «مَهَلاً أٌم سَعَدَ .. لاَ تَذْكُرِي سَعَداً»
فَـ قَالَ الرَسٌول - عَلَيٍه اَلصَلاة وَ الَسَلام-: «كُلَ نَائِحَة تكَذٌب إلاِ نَائِحَة سَعَدَ بَنْ مُعَاذَ »








حَمَلَ النَاَسْ جَنَازِتِــه فَـ وَجَدَوا لَهُ خِفَة مَعْ انَه كَاَنَ رَجُلاً جَسِيماً فَـ قَالَوا ذَلِك ,
فَـ قَالَ الرَسَولَ - عَلَيٍه اَلصَلاة وَ الَسَلام-:
«إنْ لُه حَمَلَة غْيِرَكُم, وَالذَيْ نَفْسِي بِيَدِه , لَقَدَ اسِتَبْشَرَت المَلاَئِكَة بِرَوَحَ سََـعَدَ وَ اِهْتَزَ لهٌ العَرَشْ».
فَـ لمْا دُفَنَ سعََد تَغَــيَر وَجْه الرَسُوَل - عَلَيٍه اَلصَلاة وَ الَسَلام- فَسَبَحَ, فَسَبَحَ النْاَسَ مَعَه
ثُمَ كَبَرَ وَ كَبَرَ النْاَسَ مَعَه . فَـ قَالٌوا: «يَا رَسٌول الله مِم سَبَحَتَ؟»
قَالَ: «لَقَدَ تَضَايَقَ عَلَى هَذَاَ العْبَد الصَالِحَ قَبْرَه حَتّىَ فَرَجَه الله عَنْه».


وَ رَوْتَ عَائشِة - رَضْيَ الله عَنْهَا- أَنَ الرَسُوَلَ - عَلَيٍه اَلصَلاة وَ الَسَلام- قَاَلَ:
«إنْ للقَبَر لَـ ضَمَة لٌو كَانْ اَحَد مِنْهَا نَاجِيَاً لَكَانَ سَعَدَ بِنْ مُعَاذَ»
وَ قَالَ الرَسُوَلَ - عَلَيٍه اَلصَلاة وَ الَسَلام- لاُمَ سَعَدَ :
«ألاَيَرَقَأ دَمَعِكِ وَ يَذْهَبُ حُزْنْكِ إِن اِبِنْك أوَلَ مَنْ ضَحِكَ الله لهٌ وَ اِهَتزلهُ العَرَشْ»


وَ رُوَيَ عَنْ الرَسُوَلَ - عَلَيٍه اَلصَلاة وَ الَسَلام- انَهُ قَدْ حَضَرَ جَنَازَةَ سَعَدَ بِنْ مُعَاذَ
سَبْعُوَنَ أَلفاً مِنْ المَلائَكِة نَزَلَوا إلِى الأرَضْ لأِول مَرَة .
وَ ذَكَر مَنْ حَضَر قَبْره أنْ رائِحَةالمِسَكْ كَانَتْ تَفُوَح مِنْ ذَلِك الـتُرَابْ .



ـأَوْطَـانٌ . غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس