عرض مشاركة واحدة
قديم 16-07-2011, 03:18 AM   #3
ORKID
مشرفة قسم المجلس
 
الصورة الرمزية ORKID
 
قلب ..














كَان رضِي الله عنه يُوصَفْ بـِ حُسنْ الخلقْ وَ الحلمْ الزائد وَ التواضعْ - فَ عَنْ الحَسنْ : قاَل رسُولْ الله - صلَّى الله عليه وَسلمْ :
( مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ لَوْ شِئْتُ لأَخَذْتُ عَلَيْهِ بَعْضَ خُلُقِهِ ، إِلاَّ أَبَا عُبَيْدَةَ ) .
- قدْ انصبّ لـ مسمعه إنبهارُ الناس فيَ الشام بهِ , فَ لمّ جمعهم و خطبَ فيهم قائلاً :
( يا أيها الناس ، انَّي مُسلم من قريش ، وما منكم من أحد أحمرْ ولا أسود ،
يفضلني بتقوى الا وددت أني فيَ إهابهَ !! )
- حينَ زار أميرَ المؤمنينْ عُمر الشامْ سأل عن أخيه ، فقالوا لهَ : ( منْ ؟ ) قالْ :
( أبوعبيدة بنَ الجَراحْ ).. وأتىَ أبُوعبيدة وعانقه أمير المؤمنين ثم صحبهِ الىَ دارهَ ،فلمْ يجد فيها منَ الأثاث شيئا ، الا سيفهَ و ترسهَ و رحلهَ ،
فسأله عمر وهو يبتسمْ : ( ألاَ اتخذت لنفسك مِثلما يصْنع الناسْ ؟ ) ... فَ أجاب أبُوعبيدَة :
( يَا أمير المؤمنين ، هذا يَبلغني الَمقيلْ ) .
- وَقد قال عمر لِجلسائهَ : تَمَنُّوْا .
فتمنَّوا ، فقال عُمرْ : ( لَكِنِّي أَتَمَنَّى بَيْتاً مُمْتَلِئاً رِجَالاً مِثْلَ أَبِي عُبَيْدَةَ بنِ الجَرَّاحِ ) .



* ذَاتْ شِـدَّهَ :

بلغَ عُمر - رَضي الله عنه - أنَّ أبا عبيدة - رضي الله عنهُ - حُصر بالشامْ ، ونال منه العدوَّ ، فَكتب إليه عمرْ :
( أمّا بَعدْ ، فإنّهُ ما نَزَل بِـ عَبدٍ مؤمنٍ شدّة ، إلاَّ جعَل اللهُ بَعْدَهَا فَرَجاً ،
وَإِنَّهُ لاَ يَغْلِبُ عُسْرٌ يُسْرَيْنِ : "يَا أَيُّهَا الَّذِيْنَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا..." )
فَ كتبَ إليه أبو عبيدة :
( أَمَّا بَعْدُ ، فَإِنَّ اللهَ يَقُوْلُ : " أَنَّمَا الحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ"، إِلَى قَوْلِهِ : " مَتَاعُ الغُرُوْرِ" )
فخرج عمرْ بـِ كتابهَ ، فقرأهُ على المنبرْ ، فقالْ :
( يَا أَهْلَ المَدِيْنَةِ ! إِنَّمَا يُعَرِّضُ بِكُم أَبُو عُبَيْدَةَ أَوْ بِي ، ارْغَبُوا فِي الجِهَادِ ) .
- وَ .. عَنْ ابنِ عُمر:
أنَّ عُمر حين قدِمَ الشامْ ، قال لأبي عُبيدة : ( اذْهَبْ بِنَا إِلَى مَنْزِلِكَ )
قالْ : ( وَمَا تَصْنَعُ عِنْدِي ؟ مَا تُرِيْدُ إِلاَّ أَنْ تُعَصِّرَ عَيْنَيْكَ عَلَيَّ )
قال: فدخل، فلمْ ير شيئا، قالْ : ( أَيْنَ مَتَاعُكَ ؟ لاَ أَرَى إِلاَّ لِبْداً وَصَحْفَةً وَشَنّاً، وَأَنْتَ أَمِيْرٌ، أَعِنْدَكَ طَعَامٌ ؟ )
فقام أبو عُبيدة إلى جَوْنَة ، فأخذ منْها كُسيْراتَ ، فبكىَ عُمرْ ، فقالْ لهُ أبو عُبيدة:
قد قلت لكَ : ( إِنَّكَ سَتَعْصِرُ عَيْنَيْكَ عَلَيَّ يَا أَمِيْرَ المُؤْمِنِيْنَ، يَكْفِيْكَ مَا يُبَلِّغُكَ المَقِيْل )
قال عمرْ: ( غَيَّرَتْنَا الدُّنْيَا كُلَّنَا، غَيْرَكَ يَا أَبَا عُبَيْدَةَ ) .











كانَ أبُو عبيدهَ أميراً علَى بلادِ الشَّام حينَ حلّ بهمَّ مرضْ الطاعُون " طاعُونْ عُمواس " فـَ علِم بِذلك عُمرْ بنَ الخطابْ - رضِي الله عنهُ - فَ كتبَ إلَى أبي عبيدة يقول لهَ :( إنّه قَد عرَضتْ ليَ حاجَة، وَلا غِنَى بِي عَنْكَ فِيهَا، فَـ عَجّل إِليّ )

فلمّا قرأ أبو عبيدة الكتاب عَرف أن أميرُ المُؤمنين يريد إنقاذه من الطاعون،
فتذكر قول النبيَّ - صلى الله عليه وسلَّم - :
( الطّاعُونُ شهَادةٌ لِكلّ مُسلِمْ ) مُتفق عليهَ .
فكتب إلَى عُمر يقول لهَ : ( إنّي قد عرَفتُ حاجَتك فـ حلّلنِي مِن عزيمَتك، فإنّي في جُندٍ مِنْ أجنَادِ المُسلمِينْ ،لاَ أرغبُ بِ نفسِي عنهُمْ ) .
فلمَّا قرأ عُمر الكتابْ ، بكى، فقيل لهَ :( مَاتَ أبو عُبَيدة ؟!) قال : ( لاَ ، وَ كأنّ قَد ) أيَّ : وكأنه ماتْ .


حينَ ذا ..
كانَ الأمين بينَ ستة وثلاثيَن ألفاً مِن الجُند ،
فلم يبقَ منهم إلاّ ستَّة آلاف رجُل ,
وقد توفي فِي الثامنة عَشرة للهِجْرة , وَ تربة قبرهِ
الطاهرة فيَ غورْ الأردُنْ - رَضيَ الله عنهَ - .
-


ORKID غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس