.
الذين تقام مأدبات الحزن أمامهم صباحاً ومساء
الذين أخفَت خطوط اليأس بصمَات أصابِعهم
الذين يحفظون أناشيد البُـكاء أكثر مِن أسمائهم ,
الذين يُحلِقون فوق بساَتين الغياب , لايُطيقون البُعد عنها
الذين يُقدمون لنا الفرحَ بيدهم اليمنى , ويخفون الأسى في اليدِ الأخرى كي لانراها
الذين يحفظون أشواقهم لنا في صناديق أعماقِهم دون أن تصدأ
الذين ترتَكب في حَقهم الأمنيات مَوتاً كل مساء وصباح
الذين يرحلون عنا ونَهر الأنين الجارف في قلوبهم , لم يجُف بعد
الذين يودعوننا ومِلئ أفواههم إبتسَامه , بينما قلوبهم لم تعرف بعد كيف تبتسم
الذين تَختبىء في جَوفهم فوانيس حُزن لم تنطفيء ,
الذين فَشلوا في إقتناء البهجة من الليالي المُكتظه بالأصـدقاء, والأهل
الذين يُشاغب الحنين في رسائِلهم المرسله إلينا , وينسَون أن يُدونوا في أسفلها الأماكن اللتي ارتحلوا إليها
الذين أهدتهم مُكالماتنا , أملاً , لكنِه مايلبث أن يحترق حين نُغلق الهواتف
الذين كَبّلت الأيام خطواتهم , وأنسَتهم كيف أن أصوآتهم لازالت مُتكسره
الذين تتزاحم أسمائُنا في أدعيتِهم سِراً كل ليله
كيف للفرح أن نَزرعه أما عتباتهم
وعتبَات أبوابهم كسّرها مَطر الشجن منذ سنين طِوال !
