عرض مشاركة واحدة
قديم 19-06-2011, 04:51 AM   #4
شـــجن
قنــاص مبــدع
 
الصورة الرمزية شـــجن
 
افتراضي ما أبيك اليوم وباكِر / أحتريك

.









إلى مسافر لم يرحل :

كان يفهمُني هذا المسـاء حينَ يبكِيك مَعي !
هاهي الأقدار تأتيني مُحمـلة بِما كنت أخشاه
هاهي تقذف الفُقد في طَريقي , وقلبي , وعينيّ
هاهي الأيام تصفعُني , بعد أن مَنحنتني الأُنس حينَ زرعتكَ الأقدار أمـام بابي
لاشيء أسوء مِن أن تستيقظ ذاتَ صباح لِ تجد ما أودعته أدراجك قَد فًقد
لاشيء يُشبه المُفاجآءات المُفجِعــة ,
لاشيء مثلها يَسرق الفرح بَعد أن تَكدست غيومه في سمائِنا
لاشيء يلوِن الأيام , والليالي , والوجُوه , كُـل شيء يبدو مُكتظاَ بـِ الظُلمة !
مَثقوب ذلك القَارب الذي آعتَـليتُه, حين قصَدتُ محيط النسيان
مريضَة تلك المُدن اللتي شَددتُ الرِحـِال إليها , كل شيء يُعيدني إلى ماكُنت عليه ,
إلى الحنين المتُلبس بـ قلبي
إلى كرآكِيب الوجَع
إلى دَهشـة الفرآق
إلى حيث ينام وجهَك في ذآكرتي !
ثمةَ أشياء أسقطتها عـنوةً مِنك , حينَ قررت أن تختَـفي من أمامي
كأنك تُحاول أن تُبقي في ذاكرتي صورتك لأطول فترةِ مُمكنة !
كأنك تحاول أن تزرَع أصابِع عديدة في قلبي , تَمحي الأسماء القادمِة قَبل وصولِها !
لاشيء سَيخبرك حينها أنني تجاهَلتك , أنني نَسيتُك , أننَي أزحت أطيافك عَني ولو لـِ ستون دقيقه ,
كان علي أن أبصِر مايدور في قَلبك المكسور , لم أعتد أن أقحم نفسي في أي شيء أمامي
إنسللنا بِ صمت من ضجّة أحاديثنا , وأسئلتنا , التي لا تفتأ تعبر شفاهنا فَ تُقتل كل مرة !
كان الفِراق يغرس خنجره في قلبينا
كُنت قد أعددتَ حقائبك التي تَكدس بها كُل شيء سِوى تفاصيلنا الصغيرة
كان شيئاً في قلبكَ يموت كُل يوم , شيئاً مايتآكل , يلتحق بالايام والساعات الماضية , يَهرب مع الأشخاص الراحلين
كُل الطرق التي تأخُذنا قد تُعيدنا إلى حيث كنا , سِواها دروب الغياب تتلقف الراحلين دون أن تمنحهم تذآكر عودة
كَكل الاشياء الجميلة أنت , سَتبقى عالقاً في أعلى سَقف مِن الذاكرة
سَتبقى تَسكُب الذكريات الطويلة في كُل ليلة
تلك الذكرى التي بُنيت من طِين الحزن , ودموع الفراق المًـرة
سَتبقى حتى تَمنحني إطمئناناً , ويقيناً بأننَا ذات يوم " قد نلتقي
سَبتقى أنشودَتي التي أرهقَت قلبي كُلما ردَدتًها
سَتغفو في قلبي كَما تنامُ الحسنات في رصيد المؤمن
مَطلع العام الحالي تواطئت أنت والنسيان علي ,
بكيتُك كثيراً , كثيراً بـ حجم لقاءاتنا التي جَعلتنا نضحك كثيراً ونتوجـَع كثيراً ونغرق بها كثيراً أيضاَ ,
مُمتنة أنا لِ قلبك الذي تَلقفني حين أويت إلـيه ,
مُمتنة لِ إحتوائك لحماقاتي وكأن شيئاً لم يكُن
مُمتنة لِ الربيع الذي إكتسَاني بعد الشِتاءات البائِسه
مُمتنة للقدر الذي جمعني بِك ذات يوم , ومالبثنا " أن إفترقنا


شـــجن غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس