عمياء :

موسيقى حسب الطلب في قاعة متحف فرعونيّ .. و قريع كؤوس و تمايل رؤوس
منجنيق الأنظار يتهاطل في كل مكان دون الإنقياد لبقعة الضوء أو ستار الأقدام القصير أو سور [ الخد ] العظيم
سيّدة ثلاثينية تستمع بإمعان .. إلى [ صخب ] ذكوريّ في أقصى زاوية من المكان .
كانوا يضحكون بسبب أو بدون سبب .. و كان أحدهم ينظر إلى عرجون اتكّائها بشغب ..
أشاحت بالنظر عن مصدر أصواتهم .. هاجس قلبها : [ ليتني معهم ] أما ,, عقلها أرسل >> لها و لقلبها : [ لا أسمعكم ] ..
همّت بالقيام بعد أن فقدت بريقها ... و أصبحت أنوثتها مهدرة ... و أصابها [ دوار ] بحر الضجيج
ناولها النادل [ تكيلا ] .,, و أقسم بالرب إلا الرحيلا .. رجلاً من خلفها نبيلا ..
قال : أنا من غمزت لك بالبصر ,’’ و أنتي تشيحين بالنظر .. يا عنقاء شطّ البحر
قالت : لا أسمعك جيداً .. و لكنني أشتّم رائحة العطر .. فمن تكون ؟
قال : أنا أدعى [ هوميروس ] لقد سألت عن اسمك .. من عبدك الذي معك ..
و رسمت تحفة المومياء ... أمامك يا جوليا .. بفنّ الفسيفساء
قالت : لم أرى شيئاً مما تقول .. لقد أرهقتك الكحول !!
قال : يا لك من مغرورة .. أأرسمه على بلّورة .. أم أجعلها منشورة .!!
قالت : حقاً .. ؟!! أين [ يعسوب ] ؟؟
و سألت عبدها : هل صدق فيما يقول ؟
فأجابها : فعلاً سيّدتي .. فلقد أذهل كل الحضور .. و رسم اسمك كما يقول ..؟
قال الرجل بغضب : كيف تسألين العبد عن شيء منظور .. و تجعلين ما رسمته هباءاً منثور .. و هل يسأل الدود عن مصيره بمنقار عصفور ؟!
تتبعت [ جوليا ] عطر [ هوميروس ] .. حتى وصلت يديها إلى عنقه ..
و همست بأذنه و سط الضجيج : أنا [ عمياء ] .. قدني إلى المومياء ..
وسط دهشة [ هوميروس ] أخذها إلى فنّه المجهول .. و هو لا يعلم ماذا يقول ؟!
و في وسط حيرته .. طبعت [ جوليا ] عليه
أول قبلة عمياء أمام نظر المومياء

كن كالمومياء .. إذ أنه ليس بالضرورة أن تجلب الإعجاب منذ الوهلة الأولى .. فالعميان سيبصرونك مع مرور الوقت !
لكل شئ جماله حتى الظلآم الذي يخلقه ذلك العمى في عيونك لابد ان يجعل لك شئ احس بفقدة من يبصرون
هنيئاً للمومياء بَ تلك السآحرة ،