القضايا تزاد سخونة ولغطا وتضادا في الوسط الرياضي السعودي، ولا تتوقف عند حد معين، خصوصا مع الانفتاح أكثر فضائيا وعلى مواقع الإنترنت.
وتوسعت القضايا إلى تداخل قانونيين وقضاة وطلاب علم ومشائخ.
وتبرز الآن قضية جديدة تجمع الكثير من القضايا في لاعب واحد أخذ الحيز الأكبر في أكثر من مناسبة، وهو الروماني ميريل رادوي الذي يلعب موسمه الثالث مع الهلال كأحد نجوم الميدان المؤثرين.
وطوال هذا الأسبوع أصبح الحديث حو (صليب رادوي) الشغل الشاغل لكثيرين.
وفي هذا السياق، تداخل الأمير عبدالرحمن بن مساعد رئيس نادي الهلال مع برنامج (إرسال – القناة الرياضية) أمس الثلاثاء، ونفى نفيا قاطعا أن يكون النادي قد تلقى أي خطاب أو توجيه من الرئاسة العامة لرعاية الشباب.
واستغرب التركيز على ديانة رادوي وإقحام الدين دائما في الأمور التنافسية بين الأندية، وقال "الدين الإسلامي عظيم، ويجب عدم إقحام الدين في الأمور التنافسية بين الأندية من جميع الأطياف لاينبغي أن تصل الأمور إلى إقحام الدين، دعني أسألكم: هل رادو ي الوحيد المسيحي في السعودية، ولدينا عمال وموظفين متعاقدين من عدة ديانات مختلفة منها المسيحية بعضها غير سماوية، يعملون بعقد عمل ويعتبرون (أهل ذمة)، الرسول صلى الله عليه وسلم قال: من آذى ذميا فقد آذاني".
وشدد رئيس الهلال على أن "هؤلاء المتعصبين وللأسف يسيئون للمملكة والإسلام من غير لايعلمون".
وزاد "الرسول اللهم صل عليه وسلم عندما جاء إليه نصارى نجران حملوا صلبانهم معهم، وهنا أسأل هل صليب رادوي سيجعل الناس يتخلون عن دياناتهم؟ إذن علينا أن نلغي علامة الـ (+) من كتب الرياضيات. وأكد أن هنا (لايدافع عن رادوي، ولكنه يتحدث بشكل عام، كم مرة جابت الكاميرا على لاعبين أجانب يؤدود حركات وطقوس).
وطالب الأمير عبدالرحمن بن مساعد بالرقي بالطرح "وأن نبعد الدين عن التوافه بما لايليق بأي سعودي ولا أي مسلم".
واسترسل بأن مايحدث (هو تصيد لرادوي، وهذا لاينبغي، والصليب لن يهز أي عقيدة، كما أن الدين الإسلامي يتقبل الديانات الأخرى والاختلافات).
واستشهد الأمير عبدالرحمن بن مساعد بالآية الكريمة "ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين ولو شاء ربك لجعل الناس كلهم أمة واحدة، أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين".
وأكد أنه ومن ناحية دعوية إذا أنت تريد أن تقنع الناس لابد أن تحترم دياناتهم ومعتقداتهم حتى نقنعهم، ورب العالمين جعل سنة الخلق الإختلاف، ولو أراد رب العالمين أن يخلق الناس على ديانة واحدة لجعلهم هداة مهتدين.
وشدد الأمير عبد الرحمن بن مساعد في هذا الجانب على أنه (ليس شيخا ولا مفتيا، ولكن يجب عدم إقحام الدين في الرياضة بأمور تعصبية).
وقال "هذا لايليق في بلد ملكها دعا لحوار الأديان، ولا يليق بأي مسلم، يجب أن نرتقي بالطرح وأقول اتركوا التصيد على رادوي، وهي ليست قضية رادوي لكن (شيلوا) الدين من هذه الأمور، وإذا كان صليب وضعه أحد كـ(وشم) سيغير معتقدات، إذا نلغي علامة الـ (+) من كتب الرياضيات".
وسأله الزميل علي الشهري حول مشاركة بعض الجهات الدعوية في توعية اللاعبين الأجانب وآخرها في الهلال قبل أسبوع، قال الأمير عبدالرحمن بن مساعد "الهدف من أي دعوة أن تصل الرسالة، ويفترض أن تصل بأفضل طريقة عرض شكلها محترم فيها بيانات واضحة، وهي تختلف من شخص لآخر، وقلت للأخوان لاتأتوا بأسلوب مباشر هذا قد لايكون مقبولا، بل بطريقة غير مباشرة، مثلا تضع الكتيبات المترجمة على الطاولات في المعسكر ويبدأ اللاعب أو غيره بقراءتها من تلقاء نفسه، دائما ضع نفسك مكان الشخص المقابل، وكثيرون ينسون أننا أصبحنا عالما واحدا، لو أنا كنت مسافرا من باريس إلى لندن وفاتح المصحف أقرأ فيه، هل أرضى أن أحد يقول لي أقفل المصحف.. إذا عامل الناس بما يحب أن يعاملوك به، وأعود للآية الكريمة التي ذكرتها ..أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة...".
وشدد الأمير عبدالرخمن بن مساعد على أن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر شعيرة، وأن دور هيئات الأمر بالمعروف والتهي عن المنكر لابد أن يجد الدعم من الجميع "ونحن نشد على أيديهم، و نحن لم يصلنا شيء، ويجب أن نعكس صورة جميلة عم الإسلام،هذه مسؤوليتنا جميعا".
(عكاظ) تستأنس برأي السدلان والغيث
وفي الصدد ذاته، واصل الزميل نعيم الحكيم من جريدة (عكاظ) متابعته ما يدور من قضايا ذات علاقة بجهات أخرى غير رياضية، واستنطق أستاذ الدراسات العليا في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية والفقيه الدكتور صالح بن غانم السدلان الذي استنكر تصريحات أحد مسؤولي نادي الهلال (ويقصد الأستاذ عبدالكريم الجاسر في حديثه لعكاظ)، حينما وصف تدخل هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في قضية تقبيل رادوي الصليب بالخطير وغير المحمود مطالبا بمعاقبة الشخص الذي تحدث بهذا الكلام الذي يخالف تعليمات الدولة.
وقال السدلان لـ«عكاظ»: هذا الكلام الخطير يعتبر تعديا على جهاز الهيئة التي تقوم بواجبها الشرعي والوطني وهو كلام مستنكر يجب أن يعاقب صحابه.
وتساءل السدلان ما مصلحة الهيئة باستهداف لاعب أجنبي من ناد معين؟!، مؤكدا أن التعصب أعمى البعض عن قول الحق والدفاع عن لاعبه حتى ولو أخطأ.
وأوضح السدلان أن قيام بعض اللاعبين الأجانب بتقبيل الصليب أو تعظيمه أمر مرفوض جملة وتفصيلا وهو عمل غير جائز لأن أنظمة المملكة تمنع هذا الفعل وقبله شرع الله.
موضحا أن قيام اللاعبين الأجانب أيا كانت انتماءاتهم تعتبر خطرا على النشء والشباب الذين لا يعرفون معنى الصليب من خلال إظهاره ووشمه على الأيدي وتقبيله أمام الشباب عند الفوز والنصر وتسجيل الهدف.
موضحا أنه خطر على العقيدة لأن تعظيم الصليب يعني التعلق به والإيمان بأنه هو سبب الفوز وهو أمر يخالف الشريعة الإسلامية، مشددا على ضرورة منع هذا التصرفات في ملاعبنا.
ولفت السدلان إلى أن بعض الشباب قد يندفعون لتقليد هؤلاء اللاعبين دون أن يدركوا خطورة تصرفاتهم على العقيدة والدين.
وطالب السدلان الرئاسة العامة لرعاية الشباب بالتشديد على الأندية بمنع هذه التصرفات من اللاعبين أمام الملأ ومنع إظهار الصليب أو رسمه على أياديهم وخلافه احتراما لأنظمة البلد وأن يراعوا مثل هذه الأمور.
واعتبر السدلان خطاب الهيئة وكلامهم شرعيا ومنطقيا، مبينا أن للهيئة الحق في الإيعاز للرئاسة بمنع هذه التصرفات لأنها تخالف الشرع وأنظمة الدولة.
مشيرا إلى ضرورة أن تعود الرئاسة العامة لرعاية الشباب لهيئة كبار العلماء وللمفتي للاستئناس برأيهم في مثل هذه الأمور التي تشكل خطرا على العقيدة، مطالبا الجميع بأن يتسع صدورهم لسماع الحق.
وشدد السدلان على أن شرع الله وأنظمة الدولة فوق الجميع وتطبق على الجميع ومن يتجرأ عليها يجب أن يطبق بحقه العقوبة الرادعة.
الغيث: خطوة (الهيئة) عقلانية
من جانبه وفي تصريح لـ (عكاظ) اعتبر القاضي في محكمة الرياض الدكتور عيسى الغيث ما أقدمت عليه الهيئة بالخطوة العقلانية والإيجابية والتي لاتستهدف لاعبا بعينه وإنما تستهدف جميع التصرفات الخارجة والتي تخالف الشريعة ونهج الدولة.
مشيرا إلى أن خطوة الهيئة تقطع الطريق على المحتسبين الغوغائيين وتؤكد على منهج الدولة بأن كل المخالفات غير الشرعية مرفوضة.
الجاسر: تدخل (الهيئة) أمر خطير
وقبل ذلك كان الزميل الأستاذ عبدالكريم الجاسر عضو مجلس إدارة نادي الهلال ومدير المركز الإعلامي قد تحدث عن القضية معتبرا "تدخل الهيئة في صليب رادوي بالتوجه الخطير، ويعد تدخلا جديدا في الوسط الرياضي، ويمثل كذلك محاولات من خارج الملعب لاستهداف الهلال ونجومه وبالتحديد الروماني رادوي خصوصا مع اقتراب مراحل الحسم في الموسم الرياضي".
وطالب بإيقاف التدخل من جهات أخرى في الوسط الرياضي، واصفا ذلك «بالاختبار القوي» للرئاسة العامة لرعاية الشباب مشيراً إلى أن الأجانب ومعتقداتهم الدينية المختلفة موجودة في السفارات والمنازل والأماكن العامة.
وتساءل الجاسر فلماذا يكون الحديث عن الروماني رادوي بالذات، وعدم الحديث عن كافة اللاعبين الأجانب في الدوري والملاعب الرياضية، وما يمارسونه بشكل واضح واقتصار الحديث على لاعب بعينه، لافتا إلى أن التعرض للديانات المختلفة توجه خطير وغير محمود، فالإسلام دين سماحة ويتقبل الديانات الأخرى كما أنه يسمح بالزواج من النصرانية مثلا.
هنا
الصراحه كلآم كبير من شبيه الريح 
وكلآم شدني مالله عليك ياسمو الآمير مثقف وعقلآني..
الله يديمك رئيس بلهلآل يارب