عرض مشاركة واحدة
قديم 25-02-2011, 02:24 AM   #10
GivenChy
. . : زعيم القناصين : . .
 
الصورة الرمزية GivenChy
 
Exclamation رد: { .. لا شيءَ يستحقّ !!

..

- الورقة الرابعة
" أحتاج أن أخلع صوتك من ذاكرتي ..
أحتاجُ ألف ينبوعٍ يتفجـّر أسفلَ وجعي حتّـى أغتسـِل منك !
أحتاجُ صيحةً كـُبرى لـ أنزِع روحـكَ من صـدري !
وأنـا أوقـِنُ بأنه يلزمـُني الكثيييير من الاحتضارات حتى أعيشَ لحظةً بـ دونك !
وأدركُ أيضاً أن رحيلـك سـ يـُكلّفني شقاءَ الدُنيـا , والذاكرة ! "
- محمد العقيلي -


لستُ صاحبةَ روئ ولا تستهويني رواية الأحلام وتفسيرهـا , ولكنني كنتُ أحلم بك ليلة لـ تقصّ عليّ أمراً ما حدث لك في الليلة التي تليهـا !
" مجيد / قوول وش صاير معـاك ؟! "
" بسم الله .. ماصار شي ! "
" بيبي لا تكذب .. اكيد صار شيء معاك امس , او اللي قبله ! "
" قلت لك مافي ..
اوهـ .. اوكي / امس ابوي اكتشف اني اكلّم بنات و زعل مني كثير ..!
أول مرة اشوف ابوي تدمع عيونه .. ماتصوّرت انه ممكن يكون خايف عليّ لهـالدرجه ! "
حينهـا / تذكرتُ دموع أخي الوحيـد حينمـا قرأ –مصادفةً- احدى رسائلك الالكترونية في جهـازي المحمول ..
لكَ أن تتخيل يـا صغيري مقدار الدهشة التي علَت وجهه , و الصدمة التي بدت على محيّـاهـ حينما اختتمتَ رسالتكَ
بقولك / I miss you too !!
دعـاني لـ غرفته ذات صبـاحٍ بـاردٍ متجهّم ..
" اغلقي الباب خلفك اذا سمحتِ "
لم أكن أعهـدُ منه كلّ تلك الجديّة !!
افتتح حديثه قائلاً / حلمت فيك امس .. حلم مُخيف .. حلمت كأني أشوف
حولك ثعبان ملتفّ عليك .. وانتِ كنتِ تصارخين ومو قادرة تتخلصين منّه !!
إنهـا المرة الأولى التي يحادثني فيها اخي بـ تلك الطريقة .. أخي الذي تعلو محيّاهـ ابتسامة صفـاء وحبّ .. لم أكن أعلم أن هذا الحـُلُم ماهو إلا استدراجٌ لمـا بعد ذلك ..
تلوّن وجهـي بألوان الطيف كلّهـا حينمـا سألني عنك .. ومن تكون ؟! ومـا صلتُك بي اصلاً !
لأجلك / ولأجلي .. أنكرتُ أن تكون تلك الرسائل خاصّتي .. بل بكيتُ .. لم يكن ذلك تمثيلاً / بكيتُ لانني أكذب يـامجيد .. لانني اضطررت إلى هذا , لم أكن أريدُ لـ صرحي أن ينهدم ..
حادثني مطوّلا , لستُ أدري عن ماذا كان يتحدث , كنت أبكي لأنهم كادوا أن يبعدوكَ عنّي يـا مجيد !
يـا لـِ سذاجتي .. ماذا فعلتَ بي بـ ربّك / يـا ولد ؟!
" بنت / انتِ لا يكون معلّقة عصفور ازرق على كتفي ! "
لا يـا صغيري .. لقد علّقتُ قلبي !

..

متغلغلٌ أنت في أعماقي يـا طفلي .. أشعر بـ وجودك في كلّ خليةٍ من خلاياي .. ملتصقٌ بي طيفك وليس أنت !
" فاجعة الفراق لا يخفّفها إلا الذكريـات .. مقطع صوتيّ و إطار صورةٍ مزيّن بالورود كفيلٌ بـ تخفيف وطأة الحزن و لوعة الحنين !"
وكأنني لم أصدق ماتفوّهت به أستاذة علم النفس , سارعتُ الى الاحتفاظ بـ صوَرِك التي بلغت العشرين , و طلبتُ منك أن
تسجّلَ لي مقطعاً صوتياً ..!
" قول أي شيء يامجيد .. لك دقيقة كاملة ! "
لو طلبتَ منّي الآن عدّ أنفاسك في تلك الدقيقة لم أعجز عن ذلك !
أكـان حديثهـا في ذلك اليوم و انصياعي للأمر بلا تفكير إشارة من إشارات القدر ؟!
كلمـا عصفت بي ريـاح الحنين , أغلقتُ باب غرفتي و قذفت بـ نفسي على فراشي , و سكن كلّ شيء إلا صوتك !
صوتك لا يشفيني ولا يُدميني يـا صغيري / إنه يبقيني على حافّة الوجع و لوعة الانتظار , يثير فيّ الرغبة في البكاء بـ صمت .. يشعل بركان الحنين يـا مجيد ..
ألم تشعر أستاذتي يومـا بـ هكذا شعور ؟!
ألا تعلم أن ماتفوّهت به يجعلنا مكبّلين بـأصفاد الشوق والحنين .. معلّقين إلى مشنقة الـموت البطيء !
يقول واسيني الأعرج : " كلّ إلتفاتة هي محاولة يائسة للبقاء ! "
وأنـا أقول / كلّ حروفك التي أسمعهـا كل ليلة كـ فرض : هي اليأس بـ ذاته !




- يتبع !!


* على حسب الـمتابعة !! = |









..

GivenChy غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس