طالت قمة الفضائح والفساد الكالتشيو الإيطالي، بعدما وضعت فرق ميلان وفيورنتينا ولاتسيو يوم الجمعة تحت رحمة التحقيق القضائي بسبب مزاعم اتهمتها بالتلاعب بنتائج بعض المباريات.
وأعلن المدعي العام في نابولي أن 41 شخصا، بينهم إداريين في أندية الدرجة الأولى وأعضاء من الإتحاد الإيطالي ولاعبين وحكام وصحافيين، سيتم التحقيق معهم بسبب هذه التهم. ويشتبه المحققون الذي يشرفون على هذه القضية، أنه تم التلاعب بنتائج 19 مباراة في دوري الدرجة الأولى خلال الموسم الماضي.
وحددت السلطات القضائية المعنية يوم الاثنين المقبل، للتحقيق مع مدير عام يوفنتوس لوتشيانو موجي، فيما يتعلق بالتسجيلات الصوتية، التي نشرتها وسائل الإعلام، لمكالمات هاتفية أقامها مع بييرلويجي بايريتو، وهو عضو سابق في لجنة الحكام في الاتحاد الايطالي، طالباً منه تعيين حكمين معينين لمباراتي اليوفنتوس ضد ميسينا وميلان عام 2004.
وقد لا تتمكن التحقيقات التي يجريها الادعاء العام في نابولي والمتخصص في الفساد الرياضي، من تجريم الأطراف المعنية بهذه الفضائح. وفي حال قرر مواصلة سعيه الجدي واللجوء إلى المحكمة فهناك احتمال أن تحتاج هذه المحاكمة إلى وقت طويل للوصول إلى نتيجة، وبالتالي سيكون القضاء الرياضي الحل الأنسب للوصول إلى عقوبات سريعة.
وضربت الشرطة اليوم طوقاًً امنياً حول منزل رئيس الإتحاد الإيطالي فرانكو كارارو، الذي استقال من منصبه يوم الاثنين الماضي، عقب فضيحة اليوفنتوس ومديره موجي، وهو من بين 41 مشتبه به ذكرهم مدعي عام نابولي، كما داهمت الشرطة مقر الإتحاد في العاصمة روما.
وعبر رئيس مجلس الوزراء السابق سيلفيو برلسكوني، الذي يشغل منصب رئيس الميلان عن اشمئزازه مما يحصل في الكرة الايطالية.
والأمر نفسه بالنسبة لخليفته في رئاسة الوزراء رومانو برودي الذي اعتبر أن الوضع خطير جدا، مضيفا "أنها عاصفة أثارت مشاعر البلد برمته". وتابع برودي "يجب أن نتذكر أن المنتخب الوطني يتوجه بعد فترة قصيرة إلى ألمانيا لخوض كأس العالم ونحن في أزمة حقيقية".
وانطلقت شرارة هذه الفضائح عندما نشرت صحيفتا "لا غازيتا ديللو سبورت" و"كورييري ديلا سيرا"، تسجيلات صوتية لمكالمات هاتفية أقامها موجي مع بايريتو، وشارك فيها عضو مجلس إدارة اليوفنتوس أنطونيو جيرودو، لتعيين حكام معينين لبعض المباريات الودية لفريق السيدة العجوز، وكذلك لمباراته مع ديورغارندز السويدي عام 2004 في إطار مسابقة دوري أبطال أوروبا، إذ كان بايريتو يشغل في الوقت نفسه نائب رئيس لجنة الحكام في الاتحاد الأوروبي.
وتضم اللائحة المشتبه بهم، التي تم الإعلان عنها اليوم بايريتو وجيرودو، إلى جانب موجي. كما تتناول هذه التحقيقات التي يقوم بها مدعي عام نابولي، الأعمال التي تقوم بها جمعية وكلاء اللاعبين، والتي يرأسها نجل موجي اليساندرو.
وأدت هذه الفضائح إلى استقالة مجلس إدارة اليوفنتوس بحيث أعلن في بيان له "أن مجلس الإدارة قدم رسالة استقالته إلى مجلس المساهمين في النادي ودعا إلى جمعية عمومية في 29 الشهر الحالي".

وتوسعت حلقة الفساد لتطال الحكم الشهير ماسيمو دي سانتيس، الذي حضر إلى مكتب المدعي العام في نابولي، للتحقيق معه بعدما تناولته وسائل الإعلام أيضاً، في إطار مسلسل الفضائح. وحضر دي سانتيس (44 عاما) بإرادته يوم الأربعاء إلى قصر العدل في نابولي، بمرافقة محاميته ليستفسر عن وضعه القانوني، بعدما ذكرت الصحافة المحلية، أنه موضع تحقيق من قبل السلطات المختصة.
وذكر الإتحاد الايطالي لكرة القدم انه أرسل برقية إلى الاتحاد الدولي للعبة (الفيفا) مؤكدا فيها انه سيعلمه بكل المستجدات المتعلقة بوضع دي سانتيس الذي سيكون احد حكام مونديال الشهر المقبل في ألمانيا.
وانضم بعض اللاعبين اليوم إلى اللائحة الطويلة من المتورطين، إذ ذكرت بعض وسائل الإعلام أن أحد اللاعبين الحاليين وثلاثة سابقين خضعوا للتحقيق من الإدعاء في تورينو وبارما، بتهم التورط بالمراهنات الغير قانونية على مباريات الدرجة الأولى.
وتحقق السلطات المعنية بمعلومات تتعلق بتحويلات مالية ضخمة انتقلت بين 7 حسابات مصرفية، ويعتقد أن أحد اللاعبين راهن بحوالي 600 ألف يورو خلال عام واحد.
وأكدت المصادر الصحافية أن اللاعب الحالي هو من اليوفنتوس ويلعب أيضا للمنتخب الايطالي، أما اللاعبين الآخرين فأثنين منهما كانا يلعبا في الدرجة الأولى الايطالية، والثالث يلعب في الدوري الاسباني. مع العلم أن من تثبت عليه هذه التهم يواجه عقوبة السجن من 3 أشهر إلى 3 سنوات.