اعتذر مقدمــا عن الكثير من الكلمات التي ستأتي تباعــا بين طيات الموضوع والتي أجبرت عليها بعد أن تجاوز الصراع الرياضي ( التنافس الشريف ) ليصبح وكرا من أوكار الفساد وانتشار للكلمات الساقطة والسوقية بين أهم طبقات مجتمعنـــا والتي نعول عليها الكثير .. فمن رماه حظه العاثر مساء البارحة ليسمع الكلمات النشاز التي ضجت بها جنبات الاستاد أدرك أن الفئة الشبابية أصبحت في مهب الريـــح بعد أن أوكلت مسؤولية الحفاظ عليها لفئة لا تعي من المفهوم الواسع للرياضة سوى كرة تركل .. لنكون على مقربة من كارثة تعيد لنــا جزء مما يحدث لمدينة جدة ..!!
فكم من طفل مساء البارحـــة لامست طهر سمعه كلمات تقشعر منها الأبدان بل أنها كارثة لا يمكن أن نخفي أثارها السلبيــة ؛ فالصورة التي ترددت خلالها تلك الكلمات توحي أنها مستساغة عند الجميع ؛ لأن الصوت الذي طرق سمع البراءة لم يكن فرديا بل مدرج بأكمله يرددها بلا حياء أو خجل .. وبكل تأكيد أن تلك الطفولة ستتلقف الكلمات على عواهنهــــا وعلى أنها جزء من ثقافة الوسط الرياضي وبالتالي المجتمع بأكمله ..!!
وإن كان من عتب فهو بكل تأكيد يقع على عاتق لجان السيدة العجوز التي صمت أذانهــا عن مثل تلك القذارة التي تطل برأسها بين الفينة وأختها ومنذ زمن لتصبح اليوم كلمة تردد بلا حياء وعلى رؤوس الأشهاد .. لأن من يفعل ذلك أدرك أن هناك لجان سالبة القرار مع مثل تلك التصرفات التي تقشعر منها أبدان الفطرة السليمة .. بل تجاوز الأمر ذلك بعد أن ترسخ في أذهان تلك الشريحة أن الجهة المسؤولة قول بلا فعل وبنود ولوائح بلا قرار ..!!
والكارثة الحقيقية أن ترسخ عند تلك الفئة الساذجة أن ذلك جزء من حقها وحرية تعبير يجب أن لا تعاتب عليه والوقت وتكرار الحدث حتما سيجعل ذلك وأقع نسمعه ما دام أن تلك اللجان تظن أن دورها يقف على ثيل يزرع و شمعة إنارة تركب وإن شمرت عن سواعدها أعلنت عن ولادة متعسرة لإيقاف لاعب بصق على أخر .. أما تلك الكوارث فهي بردا وسلامـــا .. ولا حول ولا قوة إلا بالله ..!!
يا سمو الرئيس أسألك بالله ماذا ستقول لأبنك القادم قبل فترة حين يسألك عن معنى كلمـــة ( ك .. أمك ) التي رددها مدرج بأكمله وأي العبارات ستختار .. بل سألتك برب الكعبــــة أي تنافس شريف هذه هي مخرجاتـــه .. وهل تستحق تلك الكرة أن ننحر قيمـــا من أجلها .. وهل تستسيغ أن يعتاد نشء على أقبح وأقذر ما يمكن أن يسمع ولك بالأمس مثال قريب فلقد تردد صداهــــا في كل بيت عبر التلفاز وبكل أسف ..!!
سمو الرئيس أن هنـــا ورب الكعبـــة لا أمثل هلال أو اتحاد أو نصر بل صوت الأب الذي ساءه كلمات قبيحة تطرق أذن زهرة الدنيا بالنسبة له .. وبكل تأكيد أن مثلي الكثير بل جل مجتمعنــــا يرفض مثل تلك الكلمات ولله الحمد والمنـــة .. ولا أظن أن عاقل ( حتى ولو كان أب لمن فعل ) سيقر مثل تلك التصرفات أو يبحث لها عن تبرير أن وقع بحقها عقوبــــة بل سيكون عونـــا على لفظ مثل تلك التصرفات وهذه من نعم الله على هذه الأرض الطيبـــة ..!!
سمو الرئيس فلذات أكبادنـــــا أمانة لن تفر من مسؤوليتهـــا ولن نقبل منك أي عذر أو حتى تبرير بل خصومة ندخرهـــا عند الله أن تهاونت أنت ولجانك في الحفاظ عليهـــا .. فكل شئ يمكن أن نمرره ونقبل الخلاف والاختلاف عليه إلا أن تصبح فلذات أكبادنــــا لقمة تعبث بها شريحــــة ساذجة لا تفهم من الرياضة سوى فوز وخسارة وبطولة وكأس لتسوغ لنفسها القفز على القيم والمثل الإسلامية من أجل ما تظنه نصرا وهو والله الهوان والخسران ..!!
أحبتـــــي .. عشاق الكرة بكل أطيافها من شمال مملكتنا إلى جنوبها ومن غربها إلى شرقهـــا وأنتم أيضا مسؤولي الأندية والقائمين عليهــــا لكم من الأمر مثل ما على الرئاسة فإياكم أن تجد تلك الفئة وتصرفاتها أي تبرير فهل يرضى أي منكم أن يردد أحد أطفاله تلك الكلمة في داره .. وهل يقبل أن يمر طيفها على بناته وبناتنـــا .. وأي رياضة تستحق الدعم والمتابعـــة وهذه مخرجاتهـــا ..!!
جماهير وعشاق الإتحاد .. ندرك أن تلك الشريحة لا تمثل إلا نفسها ونعلم يقينـــا أن تلك الكلمات عكرت أسماعكم ولوثت صفاء داركم قبل غيركم .. ولكن عليكم مسؤولية نبذها والعمل على اقتلاع جذورهـــا مهما كلف ذلك من جهد ومال وتوعيه .. فعودتها أكثر من مرة يجبرنا أن نتساءل هل أصبح الإتحاد في مهب الريـــح .. وهل فعلا أصبحت الكرة كل هم القائمين عليه ليتنازل عن أهم أدواره ترسيخ القيم والمثل العليـــا .. إذن خسر البيع ورب الكعبة ..!!
أخيرا : ما يتعرض له ياسر وبتلك الصورة المخجلة أمر لاشك أنه محزن لأن ذلك يعني أن التنافس الرياضي دخل منعطف خطيرا بعد أن جره ضعفاء النفوس إلى مرتع الانحطاط .. ولا شك عندي أن تلك الشرارة خلفها جهل مركب من قبل بعض رؤساء تلك الأندية عن أدوارهم الحقيقية والتي يجب أن تكون على رأس أجندتهم .. فإن كان من بينهم خاوي الهدف ساذج الفكر كان على الجهة المسؤولة اقتلاعه من الوسط الرياضي برمته .. وهل بعد القذارة من شيء .. وإن لم تفعل فحسبنا الله ونعم الوكيل ..!!
الظاهرة