عرض مشاركة واحدة
قديم 15-01-2011, 12:57 AM   #1
! Different
مشرف قسم البرواز
 
افتراضي راشد الماجد ..مابين كَثْرَة في السِينًغل ..و شُحٌّ في الحَفَلاتْ ‏

راشد الماجد .. مابين كَثْرَة في السِينًغل ..و شُحٌّ في الحَفَلاتْ

ولا زلنا نتوخى الحذر من القادم ، ولا زلنا نأمل الجميل فيه ،
حقيقة تبيحُ لنا ملامحها قُبيل أي عملٍ ماجدي نأمل فيه أن يكون
بقدر التطلعات ، فَ بقدر ما تحتوي الألبومات على حجم انتظارٍ طويل ،
ها قد حان في عصرنا هذا موضةً جديدة ، لعل جمالها في نُدرتها ،
بل أصالتها أن تكون ذو ظهورٍ قليل كظهور فناننا النادر حينما تُشد
إليه الرحال من قبل أهل الإعلام بأنواعه الثلاث ، وهو لهم خجولٌ
بحديثه ، غامض بطبعه ، وإن كان الغموض هو نوعٌ من الذكاء
الذي ينتهجه فناننا في الظهور الإعلامي ( وما ظهورهـ المفاجئ
في برنامج أبشر إلا دليل على ذلك ) .. المهم في ذلكـ أن فناننا
الكبير بكل ما يحتويه من أرشيف فخم ، ومن حاضر مُشرق ،
وأعمال مستقبلية بانت ملامُحها الأولى في " هذا الطريق " ..


لكن ما أريد الحديث عنه هو المنهجية التي يتبعها راشد في السنتين
الماضيتين ، أسلوب السينغل الذي ينتهجه راشد كثيرًا ، أو بلغته
عدمُ الغياب عن ساحة التواجد بالذات لمحبيه ، بحيث أن إشباع
النهم هو الطاغي في ذلكـ ، فمن بعد أغنية " ادعي علي بالموت
" في 2008 التي لاقت القبول لدى الجماهير العريضة ،
كانت الفكرة لدى راشد أن تستمر هذهـ الطريقة التي
نجحت كبداية حتى بعد إصدار الألبوم ، بالفعل في الـ26
من شهر ديسمبر 2008 أصدر راشد ألبوم
" نور عيني " الذي كما يعلم
الجميع نجح في بعض من الأغاني وكانت الأغاني الباقية نوعًا
ما جيدة ، لكن لا تليق بما نتمناهـ أو بما ننتظرهـ ، في العموم
كان مخيبًا للآمال على أقل تقدير من وجهة نظري ،
من بعدها كان الغياب أو بالتحديد عدم ظهور الفنان للجمهور
ترقبًا للانطباعات التي تلي ما بعد الألبوم ، حينها
وبالتحديد بداية من شهر 9 لعام 2009 ابتدأ الماجد في
العودة لطرح الأغنية المفردة .. ومنها شهدنا أغاني
في قمة التواضع كـــ " أنا ضايق "
و " ما خبروك " وكلها على نهج لحني مُستهلك ،
وقبل أن ينتهي العام كان الخبر جميلاً بوجود ديو
مشترك بين راشد الماجد وحسين الجسمي في
" الغرقان " ، لكن للأمانة بقدر انتشار الأغنية خليجيًا
و عربيا إلا أني أرى أن مثلها كانت جيدة ، لكن كقيمة
فنية تعتبر في طور النسيان أو أكثر من ذلك ، عمومًا
ما تم ذكرهـ إنما أمثلة محدودة في ثقافة تشربها الماجد
وجعلنا في حالةٍ أقرب ما تُسمى بـــالتواجد الفني المُكثف
لكن بدون أن يحوزَ على الرضا ، طبعا باستثناء ثلاثة أ
عمال كانت مرضية لشغف الجماهير التي دائمًا ما تأمل
بالعلو أكثر وأكثر ،
وهي البتول ،
و ديو الموعد الضايع
مع النجمة اللبنانية يارا ، وديو "
يا صبي عيني " مع النجم ماجد المهندس ،
بالتحديد كل هذا الزخم تتابع مع الجدل الكبير الذي أُثير حول
هذا الحالة التي تدعو إلى تعدد الأسئلة حول الماهية التي
يرسمُ لنا فيها الماجد خطته في الظهور الغنائي المُكثف
، ( وهذا تساؤل مني إليكم )
هل وضع الأولوية للكم أو للانتقاء في أعماله ؟ ..

لكن من جهة أخرى وفي ظل هذا الحضور القوي لراشد في
مجال السنغل لم يكن للحفلات إلا نُدرة لم يُشد فيها الوثاق من
قبل السندباد بمثل ما ارتبط حبله بشكل أقوى في مجال السنغل ،
تمر الفصول جميعها ، وتأتي المناسباتُ جميعها ، كـ هلا فبراير
ومهرجان الدوحة مثلا ً ومهرجان قرطاج الصيفي ، وغيرها الكثير ،
فبينما يكون الفنانون في طورِ التجديد لأغانيهم القديمة ،
أو لنقل في التقاءٍ حميم بجماهيرهم ومحبيهم ، نكونُ نحنُ
وحالنا مع الحفلات التي نتمناها لراشد ، كالمُعتقل الصيني
الذي حينما يترقب الارتواء بعد عطشه لا يدخل في فمه
إلا قطرة تزيدُ من لهثه ، بدلاً من أن تروي ظمأهـ .

قد يقول لي قائل ، لا نريدُ حفلة قبل أن ينزل ألبومًا جديدًا ،
لكن السؤال : هل راشد في حاجة للجديد في ظل أن لديه رزمة
من الأغاني التي لم يُلق لها أي اهتمام ٍ على المسرح ،
ولم يسبق لها أن غُنيت على الستيج ؟ فلو قلنا أن راشد
وضع له عدد من الأغاني ذوات الوزن الثقيل كــ
: عذاب العاشقينا ، و رجاوي ، أبشر من عيوني
وتعودنا ، وعلمتني ، وقهر ، وساعات ، ويا قلبي ،
وألف رحمة ، وتجرحي ، وطبعًا كبيرتهن الخالدة
( مستغربة ) وعدد محدود من الأغاني
السريعة لوجدنا أنفسنا أمام حفلة تاريخية للصوت
الأجمل بمثل حفلاته التي أقامها في سنواتٍ خلت كحفلة
باريس 97 .. ولندن 98 .. وفبراير 2000
وبيروت 2002 والدوحة 2002 وفبراير 2004 ،
وجدة 2007 ، تلك الحفلات التي لا تُنسى تجعلنا
نترقب في السندباد طربُ يُرضي على المسرح ،
حتمًا أن تلك الافتراضات أن راشدًا لن ولم يغني حفلاته
في الفترة الأخيرة وبالتحديد من بعد حفلة جدة عام 2007 إلا
أغانٍ مُستهلكة أو ذو قيمة متواضعة أو ربما خفيفة لا تُطرب
وإنما تكون شبابية تخطاها راشد منذُ زمنٍ طويل ، سيقول لي
الكثيرون ذلك معللين هذا الصدود تجاهـ المسرح ، لكن هي
الواجبات التي يُناط بها الفنان أو هو واجبٌ تجاهـ جمهورهـ
الذي يتعطش لمشاهدته على الطبيعة أو على أقل تقدير
على الهواءِ مباشرة عبر التلفاز ،

من هُنا أُيضًا أعود وأتساءل
( وهو موجه إليكم كذلك ) هل هذا
الغياب عن المسرح أو بالأحرى التواجد النادر دلالة على
أن المسرح سيكون له مع راشد شأن كبير في المستقبل ؟
خصوصًا من يعلم عن أبو طلال والكيفية التي يتبعها في
منهجه تعتمد على الذكاء بالتحديد والغموض !! ،

على العموم ما سبق ذكرهـ إنما قراءة بسيطة في اتجاهين
أحدهما مغمور بالسقي لدرجة الغرق وهو السنغل ، والآخر
مُجحفٌ في حقه كثيرًا وبالطبع هي الحفلات ، وذلك ما وددت
الإشارة َ إليه .. وفي كل هذا نظرة أمل ، وتحري الليالي التي
لا تُنسى حينما يحضر الرجل صاحب الكاريزما الخيالية وهو
يصعد إلى المسرح والحناجر له تهتف ، والقلوب له تخفق ،
وبالطبع الأيدي له تصفق ، وكل الحضور في حضرته مبتهجين ،
ومن منا لا يعلم النوتة الموسيقية التي لا يُجيدها إلا راشد
وجمهورهـ عندما يغني معهم هم وحدهم ، بقدر ما يتفاعلون معه ،
وتذكروا الحفلات الخوالي و الليالي الملاح التي يصبح لها
الصدى كبيرًا ، والذكرى لها شامخة تعيشُ في الذكرى ،
حينًا تكون لنا الحفلات التي نمر منها مرور الكرام ،
لكن في السندباد تسكننا شئونه وشجونه ، إحساسه الذي
لا يدانيه أي إحساس ، بل أكثر من ذلك .




يناير 2011
الرياض


! Different غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس