.
| تمَوز و الآفعـى . . ~
تموز مرّ على خرائبنا
و أيقظ شهوة الأفعى ..
القمح يحصد مرة أخرى
و يعطش للندى..
المرعى تموز عاد ، ليرجم الذكرى
عطشا ..
و أحجارا من النار
فتساءل المنفيّ :
كيف يطيع زرع يدي
كفا تسمم ماء أباري ؟
و تساءل الأطفال في المنفى:
أباؤنا ملأوا ليالينا هنا..
وصفا عن مجدنا الذهبي
قالوا كثيرا عن كروم التين و العنب
تموز عاد، و ما رأينا
و تنهّد المسجون:
كنت لنا يا محرقي تموز ...
معطاء رخيصا مثل نور الشمس و الرمل
و اليوم، تجلدنا بسوط الشوق و الذل
تموز ..
يرحل عن بيادرنا تموز ،
يأخذ معطف اللهب لكنه يبقى بخربتنا أفعى ! ,
ويترك في حناجرنا ظمأ
و في دمنا ..
خلود الشوق و الغضب ! ،
- محمـود دَرويـشَ