الموضوع: || 13 من أكتوبر !..
عرض مشاركة واحدة
قديم 20-09-2010, 07:38 AM   #2
أغـنـيـــة الورد
مشرفة منتدى صدى المشاعر ( النثر )
 
الصورة الرمزية أغـنـيـــة الورد
 
Post || 13 من أكتوبر !..


.


























الآنْ .. في صباح الثالث عشر من رمضان وليس من تشرين ,
أعترفُ بأني فتاة سيئة . .
لا تنظّم وقتها , تصحو متأخّرة كَالعادة ,
و تخلد إلى النّوم حين يستيقِظُ العالم .. و تَستقبلهُم الشمس بِ فرحٍ وَتِرحاب .
تغادر السرير .. و تتركه لتأتي الصباحَ الآخر فتجدهُ على حاله الذي تركتهُ عليه .
الوسائد متراكمة فوقَ بعضها البعض , الغطاء الذي إلتَفّ على نفسِه ,
و الكتاب الذي نامت وهو يُهدهدها كي تنام مُلقى على وجهِهِ عند حافة السرير .
قوارير الماء , المُعبّأة و الفارغة .. على كلّ شيء يملكُ سطحاً .
المكتبة .. هي الشيء الوحيد الذي أجدهُ أنيقاً في غرفتي .
الرفّ الأعلى أكثرُ نُضجاً من الذي تحتَه.
لم أعرفْ بأنني أصبتُ في أمرٍ , في هذهِ السّنة .
الجدير بالذكر ,
أنّ أمي لم تعترفْ بعمري الفعلي / القانوني .
لم تفتأ تُذكّرني بأنني لا زلتُ صغيرة ..
فتاة عفوية , جريئة , لا تخشى أيَّ شيء
حتى " سارق المنازل وفي رواية أخرى [ الحرامي ] .!
لا لها ولا عليها ... طَبّاخَة صغيرة , لا زالت تتعلم .
وما أجزِم عليه أنا و أناملي التي تكتب هذه اللحظة وَ شاشتي التي تشُعّ نوراً ,
أنني لا أملكُ من وقتي إلا القليل .
و لأنّ القليل هذا لا أستغله جيداً أصبحتُ مجهولة بالنسبة لي ,
خاملة , متكاسلة , حزينة , و قلقلة .
نعم ... قَلِقَة على الساعات التي تمضي دون أن أدفع عقلي
لِ يتعلم أشياء جميلة , و ليتقن الصدق و الصمت و النسيان .
وَ يجب أن أعترفَ أيضاً .. أنني أواجه مشكلة أخرى .
عقلي يكبُر , بيدَ أنّ ما حولي يريدُ أن يُحَوّل الازدياد إلى ضمور .
عقلي بدأ يتورم .. و جمجمتي / عالمي / عائلتي ... ضيّقة حدّ الاختناق .
أخشى عليه أن ينفجر , لا أستطيع إيقافه , و هم كذلك .
يحاولون قتلَ خلاياه , و لكن هناك من الوسائل ما تجعله قادراً
على صدّ كل شيء , حتى الصدمات .
التسَمم الذي يحدثونه لم يقتلني , بل أصبح مفعوله عكسي ..
وانقلب السّحرُ على السَّـاحر .
و انتهى الثالث عشر , وأتى الرابع ..
لم يتغير شيء ؛ السماء هي السماء وَ الشمسُ هي نفسها ,
و البحرُ لم يُغَيّر رائحته , و الموجُ لم يعتلي الصَّخرةَ الكبيرة إلى هذهِ السّـاعة .
و لازال أخي يحب عدنان ولينا , و أمي توبّخُني آناء الليلِ وَ أطراف النهار ,
و ردّي لها لم يتغير :
أمّي , لكلّ منا يومه .. وَ هوَ حرّ فيه ما دمت أصلي و أستغفر ربي ...
لمَ لاتتوقفين عن توبيخي !
وكل شيء كما عهدته ..
إلا أنتَ أيها الغائب المُسافرنحوَ بلدِ الأعاجم ,
المطلوب لدى محكمة العدل وَ النسيان .
لم تعُد تسكنني ... غادرتُ منزلك ,
و هدمتُ قلاعاً شيّدتها في قلبي لك / من أجلك ..
حطّمتُ العطور , أحرقت الصور ,
وألقيتُ بالقلادة التي تقلدّتها منذ ميلادي العشرين .
و ألقيتك بكل أشيائك ... في بحرِالنسيان ,
ذلك البحر الذي لا يملكُ ميناء أو سفينة و قبطان .
نزعتُك من صدري , كَ قلادتك ... وَ ألقيتُك بعيداَ ..
دونَ أن أضع في حقيبتك تذاكر للعودة .







.

التوقيع:
..
.
أنتَ الرّيح التي تجعلني أنحني ،
كَـسَــنابلَ شاهِقة ،
وَ ألتقطُ السَّـــعادة ..
ـ
.
.

التعديل الأخير تم بواسطة أغـنـيـــة الورد ; 24-09-2010 الساعة 06:00 PM
أغـنـيـــة الورد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس