عرض مشاركة واحدة
قديم 22-08-2010, 12:34 AM   #1
أغـنـيـــة الورد
مشرفة منتدى صدى المشاعر ( النثر )
 
الصورة الرمزية أغـنـيـــة الورد
 
Post وَ الصُّبحِ إذا تَنَفَّسْ !..




.












 
صباح الفرح والياسمين و سوار .. صباح الكرز و الزهر و الخير الكثير..
صباح لا يعرف الكثير عن جاره الليل . سوى , أنّهُ مضياف للشاكين والباكين
والنوّاح و الموات و الأموات .
لا يقدّم لهم إلا قهوته السوداء , و لا ترى إلا ضَوء السيجارالمنتشر في كلّ الأنحاء .
كأنّه سراجاً وهاجاً .
في العتمة , تجِد هؤلاء الفتيات اللاتي لا يُجدن استخدام السيجار ,
ولم يتعلمنَ كيف يصنعنَ لهنّ منديلاً
كي يمسحن دموعهن / جروحهن .. من بعد غسيلها !
حينَ مَررتُ بهم ذا غُصّة , و فراق . رأيتُ صبية و أزهار .. و رجال و أبكار .
لا يطعمون و يمشون . و لا يرجون و يبكون . صابرون مثابرون .
يرون أن للصبر في الحب والصبابة ثواباً .
ويحهم ألا يتفكرون , في أن البكاء عذاباً .. و الحب والعشق سراباً ..
و الآلام والأحزان تتخذُ من القلوبِ ركاباً .
وليتهم يفقهون ! لا يسمعون ويستغشون . و إذا رأيتهم تحسبهم في النعيم مخلدون .
وقلوبهم شتّى , ليس كما أظنّ وتظنون . فهم في الليل لا ينامون . و في النهار للنومِ يدّعون .
و إذا مرّوا يضحكون . و إذا خلوا بذواتهم ينوحون و يبكون ويصرخون .
و لأحبابهم ينادون ويستجدون . لو أنهم تعلّقوا بخالق الأكوان . رب الإنس و الجان .
خالق قلوبهم من مضغة
وجاعلها تنبض لمن لا يستحقون .
لكان حالهم أصلح . و ليسَ كَ حالهم أكلح .
و أظنني استرسلتُ و استطردتُ في حديثي عن الليل . بالرغمِ من بدئي بالصباح ,
ولكن سأعود له من دون حيدٍ و ميل .
سأكتب عن الصباح . و عن الحظ إذ به طاح . و عن أمّي والقهوة و الصاح .
وعن الجامعة و مابها من علمٍ و صلاح .
سأرتل آياتَ الكتاب . و سأغفر لمن أخطأ و أتبرأ من كل غضبٍ و عتاب .
و أردد أن سلامٌ عليكَ يا أبي
أرقد بِ سلام .. في كنفِ الرحمن . سأستغفر لك ربي ..
و أدعو أن يجمعنا في عالي الجنان .
صباحي دائماً جميل , برؤية وجهكِ أمّاه .
و يتجمّل أكثرو يحمرّ حينَ أقبّل يديك .
و عندما أجلس أمامك و أجعلُ فنجان القهوة يطمئن في راحتك .. أغار منه .
و كيف لا وهو أقربُ مني إليك .
يَسقيك المشروب الذي لا تقوين على فراقه . وأنا عليّ أن أسكبَه فقط !
وفي صباحي أحدّثُ صاحبي , أني بدأتُ أتعلم الكتابة و التصوير .
و أنهما وجهان لِ عملة واحدة !
علينا أن نصوّر ما نشعر , و نكتبَ عنه . كي نخَلّد الشعور ,
و نجمع المنثور في دواخلنا . على ورقٍ حقيقي أو غير ذلك .
أما الحظ يومَ تعثر . لم يكن ليتعثر لو لم يشـاء الله .
لذا ليس عليّ إلا أن أسلم بهِ تسليماً .
نعم .. في الصباح ذاك الذي ظننتُ أنه يوم ميلادي ,
و أنني سأكون سعيدة و أكثر . خاب ظنّي وتعثر حظي .
و سقطت الأوراق الحالمة / الحانية . و نبتت أوراقاً غير الذي كنتُ أرى .
و رأيتُ النهار ليلاً أسوداً معتماً .
لم يشقّهُ نور نجم ولا ضياء قمر . ولا قبسٍ من نور في لحظةٍ كنتُ على شفا حفرة .
لو لم تمسك أمّي بيدي الخائبة
لما تمكنتُ من العبور . بل كنتُ سأسقط في غياهب البعد والألم والحسرة .
بعيداً عن السعد و الأمل و الفرحة .
أمّي .. لا تملكُ قلباً واحداً .. بل أكثر . و لا تحملُ روحاً واحدة بل أكثر .
وليست وردة .. بل عقدٌ من وردٍ و لا يشبهها أحد .
هي أملٌ .. قنديلٌ لا ينطفئ . ينير لي حياتي المظلمة .
تشفقُ علي من أي شيء لا أحبه فكيف به يؤذيني!
و ينتهي الصباح . و يأتي المساء . و أبتعد عن البكائين والنائحين واللاطمين .
و أقترب من حضنكِ أمي . تقرئين علي آياتٍ عدة .
و تهمسين في أذني أن أخلدي لنومٍ كله سلام .. كله سلام .




.


التعديل الأخير تم بواسطة أغـنـيـــة الورد ; 23-08-2010 الساعة 04:05 AM
أغـنـيـــة الورد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس