عرض مشاركة واحدة
قديم 15-08-2010, 04:26 PM   #7
الجـابـري
قنــاص فعــال
 
الصورة الرمزية الجـابـري
 
افتراضي رد: نافذة .. على قلب رجلاً " شرقي " ( مُدونة )

×
×
×
قريتي الصغيرة الحالمـة ...
هناكـ في أقصى الجنوب الحر بدأ يُداعب أطراف جسدهـا الضامر وبدأ يعبث
ويشوه جمالية صورتها لتظهر بثور الجفاف على تقاسيم وجهها الشاحب

رحلت
رحلت
رحلت
رحلت
من قريتي دون أن أُلقي تلويحة الوداع في لحظة هروب من شبح الحر وسموم الصيف
التي تُجيد العبث بملامح ببني بشر وبني حجر وبني شجر ...


الهروب
الهروب
يبدو أنه الحل الأخير والممكن طالما أن الخيارات تكاد تكونها
كلهـا تشير بطريقة أو بأخرى الإبتعاد من هنا ...

بعد هذا الغياب
بعد هذا الغياب

زُرت قريتي على أن زيارتي لن تدوم طويلاَ فاأنا عابر سبيل حتى لو كُنت فرداَ
ينتمي إلى جسد وعائلة القريـة .


فالظروف والأقدار قد تحكم على علاقتك حتى مع مسقط رأسك !
ولاغرابة في هذا ...

قبل الوصول همستُ بإذن صاحبي : كم ستكون قريتي فرحة بقدومي ؛
فقد تمتم صاحبي بكلمات لم أفقهٌ منها إلا قوله " رُبما " ...

ومن بعدها إلتزمنا الصمت جميعاً ولم أتفوة من ناحيتي بكلمة ربما أن صاحبي مُنهك
من السفر لايطيق الكلام في هذا الوقت ؛ يبدو لي للوهلة الأولى هكذا !!

المُهم واصلنا طريقنا ولايزال الصمت يطلق لنفسه العنان وكأنه يضع قاعدة مفادهـا
أنه إذا أحسسنا بالتعب يجب أن نلتزم الصمت المُطلق !

بل نسيتُ أقول أن صاحبي بعد تمتمته شغل المذياع ( إذاعة القرآن ) في محاولـة ناجحة لإمتناعي عن الكلام وإخضاعي على إغلاق فمي الذي يهوى ممارسـة ثرثرتة المعهودة !

وأخيراً ... وصلنا كان وصولنا في ساعة متأخرة من الليل قريتي كانت في سُباتٍ عميق
لم أُلقي لها السلام خوفاً من أن أُوقضها من نومهـا فاأنا الابن البار الذي لايرد إزعاجهـا وهو
نفسه الابن الذي تركهـا تقاوم رياح الصيف في عز احتياجهـا لمن يقاسمهـا كعكعة المعاناة


كُلاَ من ذهب لحال سبيله ( أنا وصاحبي ) !
صاحبي إلى بيت أحد أصدقائٍة ... أمّا أنا فقد كان بيتي في انتظاري ربما كان
فقد طرحت راسي بعد وصولي للبيت على أن أنام ؛ كُل هذا ولايزال يُرسم في مُخيليتي أن فرحة
قريتي بوصولي ستتأجل حتى ساعات الصباح وحين تطل الشمس برأسهـا من خلف ذلك الجبل
الشامخ بوقار وبعزة بين كل الجبال المتراصة حوله !

فعلاً في الصباح قُمت من نومي وأنا أشعر بنشوة القرب من مقاربة أنفاس معشوقتي
" القرية " وإذا بي اسمع صرير ريح تكاد تُهز أركان بيتُنـا المتواضع فتحت الباب علني
أباغت قريتي بقدومي وأني مشتاق لرؤيـة وجهها الشاحب ذو الملامح المحروقة التي نسجها
الحر الحارق !


ولكن !
ماحدث كانت صورة طبق الأصل من غضب المعشوقة على عاشقهـا !

نعم ماحدث أن قريتي ...

التي يبدو أنها كانت في انتظارقدومي لتحُث في وجهي بالتراب في لعنـة وغضب جبروتها الطاغي
!!



ومع كل هذا سأكون ابن القريـة البار بهـا !

×
×
×


التوقيع:
الجـابـري غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس