.
.
الناس كل الناس لا شيء هم من بعدها
لا جمال أنثوي أراه أو ألمحه في عيون أناث جيلها!
هي وحدها تسكن المُخيلة وتدور في أفق واسع من ذكريات مضى عليها
من السنين ما مضى لكنها وكأنما كانت بالأمس إلى جواري تتبسم وتضحك وتُقبلني وتُداعب أطراف جسدي!
النحيلة الرشيقة .. تلك الطفلة
التي وُلدت وهي تحمل شامة الخد وتتباهى بها أمام بنات الحي!
حتى أن خولة صديقتها ذهبت تستنجد والدها الغني
ليشتري لها شامة كما كانت هي !
آه يا صغيرتي .. جمالك لا يُشترى ولا يُباع
آه كم كُنتي غصة في حلق كل بنت تدعي الجمال أمام مرأى الناس
لتأتين إنتي ببرائتك وتفوزي بكل الرضا والنظرات من بين الحضور
آه كم كنتي طفولية جداً
وإنتي تُغنين بصوتك مقطوعة أبو نورة " تقول باكر وأنت باكر تبرا "
آه من تبرا الآن ؟!
من ذهب بعيداً ولا نعلم أصغر أصغر تفاصيلة؟
أين ذهبتي أرجوكِ أجيبي عن تساؤلاتي الُمدوية في هذا الفضاء
المعمورة كل المعمورة يتضامنون مع حزني عليك وألمي ووجعي من بعدك
فهل تضامنتي لو يوماً ..
أفتقدك أفتقد إلى سنينك البيضاء الرشيقة الشابة التي شابت عيونها من بعدك
أنتظر من الرب أن يمنحني هدية عودتك أو خبراً يطمئن قلبي الملهوف عليك