..
* أرجو أن تصلَ في الوقت المناسب .. أو | لا تصل !!
" طفلي العزيز :
أكتبُ إليك بعد أن اخترتُ أن أغادرك إلى عالمٍ لا يكون لـ جمالك وجودٌ فيه ..
ولا تحيطُ بي هالاتك القاتلة وتطوّقني | حدّ الاختناق !!
اخترتُ أن أغادركَ حتى وإن كنتَ أنتَ من سبقني لإعلان ذلك , لقد كانت رغبةٌ خجلى في داخلي أؤجّلهـا كل
يومٍ علّه يـأتي فرحٌ يقتلهـا | حتى النخاع !
ولكن , لم تكُن يومـاً أحلامي ’ ولا توقّعاتي ’ ولا أمانيّ " صادقة !!
أكتبُ إليـك وأنـا أعلمُ أنك سعيدٌ لأنني ابتعدتُ ولربّما أزحتُ عن كاهلـك إلتصاقي الشديد –غير المرغوب فيه- بك !
ليتك تعلم أنني حاولتُ جاهدةً –مرّاتٍ عديدة- أن أنزع روحي الملتصقة بك ولكنّ الرباط كان صلباً قويّا مالبث أن
تهادى حينمـا رأيتَ أنتَ سهولةَ حلّه !
ألم أقل لـك بأن الله يختار دوماً الأفضـل ؟!
مؤمنةٌ أنـا بالله , و متيقّنة بأنه يرى مالا أرى , ويخطّط لي بـ مستقبلٍ أفضل !!
حتى وإن بكيتُ ورجوتهُ في ليالٍ عدّة ألا يبعـدك عنّي , وأن يحفظك لـي ويبقيك أكثر !
ألقيتُك في المنفى , أعلم هذا , ولكنّه خيارٌ حسن لـ كلينا , لا .. بل لي أنـا فقط !!
اخترتُ المنفى حتى لا أجدكَ مرةً أخرى , ولا حتّى صدفة أو لقاءٍ عابر ,
المنفى | حيث لا أجدك أبداً !
المنفى : حيث يقتلني الحنين , و تموت احلامي احتراقاً , و تُسقِط دمعاتي بقايا ذكرى !
أوصَيتهم بكَ خيراً صدقني , رجوتهم أن يُشعلوا أصابعهم العشر شمعـاً لا يذووب , علّك لا تشعر بفراقي أبداً !
عليهم أن يغنّوا لك أغاني ماقبل المنام حتى تغفى , وأن يربتوا بـ حنان على شعـرك حتى يداعب النوم جفونك ,
وإن أطبقتك جفونك ’ عليهم ألا يُغلقوا الأنوار , حتى لا تقوم فزعـاً ,
طفلي لا يحبّ الظلام !!
عليهم في كلّ مرة يجدوا فيها عود ثقاب أو علبة نيكوتين ملقاة في غرفتك ’ أن يقذفوهـا بعيداً عن ناظريك
وأن يحيطوك بحنانهم وحبّهم ويملئوا عليك أوقاتك ,
أخبرتهم أنك لا تلجأ لـ مثل هذا إلا حينما تشعرُ بأنك يائس !!
طفلي يهرب من الحياة والأفكار اللعينة / بـ سيجارة !
لقد حلمتُ أنك وعدتني ذات يوم أن تتوقّف عن مثل هذهـ العادة السيئة ,
أشعر بأنني سـ أحلم مجدداً بأنك أقلعتَ عنهـا !!
كم اتمنى أن أكتب إليك كلّ شيء , لن تكون كـ مثل كتاباتي السابقة ’ ياصغيري | إنهـا رسالة وداع !!
لـ ربّما حينما تعلمُ أنني راحلة للأبد , تعيدُ قراءة ماكتبت حينما تخلد للنوم , وحينمـا تقوم مبكّراً !!
علّهـا تصبح فاكهتك الشهيّة , و ذاكرتك التي لن تموت !
علّ حروفي تخبرك بأنك ظلمتني كثيراً , وسامحتك ليس لـ شيء ’
سوى لأن المحبّ لا يرى خطيئة ولا يحمل في قلبه ضغينة مهمـا حصل !!
علّك تعلم | أنني لم أكن أريدُ شيئاً , ولكنّ قلبي البائس قد اختارك منذ زمن ’
" مـا احدٍ يحبّ اللي يبي !! "
لقد امتلئت الورقة , أشعر بأن حروفي أغرقتـك ولا بدّ من التوقّف الآن ,
لا , لم أكتب كلّ مافي جعبتي ’ حتى وإن امضيتُ ليلي كلّه ..
عليّ الإسراع ’ إنهـم يريدونني أن اذهب ..
" أعطني دقيقةً أرجوك , أخاف إن كنتُ نسيتُ أن أخبرهـ شيئاً !! "
بين ثنايا ملابسك –في الحقيبة- وضعتُ بقايا عطري , أرجو أن تستنشقهُ كل ليلة قبل المنام ,
وأنـا سـ افعلُ أيضاً , سـ يُشعرني هذا بأن روحي قريبة !!
لا تُسرف في التدخين , وحافظ على صلاتك جيّداً ..
طفلي الذي لا يُمكن التنبّؤ بما يفعل | كُن بخير !! "
P.s.
" ترحل المرأة عن رجلٍ تحبّه حينمـا تعلمُ أنها ليست مُشتهاة , حينمـا تعلم أن كلّ السُبل التي بذلتهـا
وسـ تبذلُهـا ليست مُجدية .. وبـ أنّ هذا الانسان : يسرقُ من أيامهـا وجُـهدهـا الكثير بلا نتيجةٍ وفائدةٍ تُذكر !
ترحلُ المرأة وهي تعلمُ كم تحبّ هذا الانسان وتؤثرهـُ على نفسهـا , ولكن لا سبيلَ لـ البقاءِ أكثر ’
ولم يبقَ في العـُمر أكثر مما مضى !
يرزقنـا الله دومـاً بـ الأفضل .. ويختبرُ قوّة إيمانـنا بـ حرماننا من أحبّ الأشياءِ إلينا ! "
.