الموضوع: - راااح ْ !
عرض مشاركة واحدة
قديم 27-05-2010, 04:25 AM   #1
ريح المطر و الهبايب
. . : زعيـــم قناصيـــن : . .
 
الصورة الرمزية ريح المطر و الهبايب
 
Post - راااح ْ !

.





أحس أن للوقت عينان ساخره
يرمقني بها قائلاً " لن أمضي " !

ألم يقضّ صدري
نشيج يخترق صمت المكان
تصطحبه تمتمات بدعاء خفيّ !
اخاف ان انظر الى ساعة يدي فأدرك مرارة الوقت بدونك !
خشيت من هول مصيبتي
ان افتح حاسوبي لأكتب لك " كعادتي "
فتعلق سبابتي بـ زر " Delete كثيراً !
خشيت ان يكن حزني بك هذه المره ، أكبر من وصفه بكل حروف الأبجديه !

مضيت وقتي و لا زلت
أعدّ الأشياء التي ستفتقدك ..
و أفكر في حديثك الأخير إليّ .

ظننت ان الطريقة المثلى لتجاوز محنتي هذه ،
ان استعين بتوسلاتك بأن " أكن بخير " لأجلك
لأبتهج و اتناسى !
لكنني ايقنت بأن توسلاتك تلك ، لم تخرج من عقلي
كأنها احتبست بين جدرانه ، و تحورت !
فما لبثت أن تشكلت كـ ذرات ،، تسربت إلى مجاري الدمع
فتظل تثير بكائي بين الفينة و الأخرى .

يشغلني خوفي عليك
مضى وقت طويل على الإحساس بتحلل قلبي لأجل شعور كهذا ..
و كأنما يتحلل في سائل حمضي بدرجة ٢٠٠ فهرنهايت .. يفور و لا يهدأ .

بكيتك كثيراً ، تورمت عيناي حتى ضاقت
لا أطيق ان اغمضمها ،
ألمي حين افعل ذلك يوازي ألمي القلبي لرحيلك .

صوت نداء الركاب الذي كان خلفك
يرن كـ جرس انذار في عقلي
لا يترجمه قلبي بغير نذير شؤم !
لأتوجّس أن بالأمر شيئاً
فـ أطلق المزيد من " تباً " لكل من سرقك مني !

أعلم ان رحيلك لأجلي ،
لتثبت أنك لا تخلف الوعود ابداً
كيف ان تعلقت بحياتي معك .. !!

و أعلم اني شجعتك كثيراً
و باركت لك كل ما قد يقربك مني !
تراجعت عن كل هذا
و استرددت كل ما أيدتك به ،
حينما تسرقك تلك الطائرة اللعينة مني
حينما قلت أنت " وداعاً " و عنيتها للمرة الأولى مذ التقينا
حينما أدركت أن للريح صفير مزعج بداخلي لا يسمعه أحد غيري
حينما يسكن الفراغ جوفي و يخدرني الحزن بغازه السام
حينما أدركت ضياعي و فقدان هويتي حتى في مواجهة الشؤون الصغيره
حينما أيقنت ان لـ " المسافر راح " انعكاساً حقيقاً في حياتي

وساوس تسكن صدري
و يباركها ابليس كلما ازداد غيابك عني ،
لأدعو بأن يبعد الله عنك الشر كله
و لا يحيرك
و لا يشتتك
و لا يهمّك
و لا يحزنك
و يؤنس غربتك
لأدعو بأن ما سرقك مني
هو نفسه من يعيدك إليّ بلمح البصر
بلا خسااااائر !

جلّ ما اعرفه
أنه مضى وقت طويل لأجدك
وقت طويل لأعرفك
وقت طويل لأطمئن إليك
وقت طويل لتسكن روحي إليك
وقت طويل لأتعلق بك
و لا أريد
أن يمضي وقت أطول لأنتظر
لأخاف
لأقلق
وقت ، لأدعو كثيراً بأنه لا يوجد شيئاً سرقك مني
و ان غيابك
ليس سوى عثرة تعرضت لها في منامي
أفزعت قلبي ثواني ، و مضت !



التوقيع: .
.
.
Years Active: 2005-2012
.
.
ريح المطر و الهبايب غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس