.
تغيّرتُ كثيراً . هذا ما قلتُه عندما رأيتُ ملامحي مُختلِفةً .
ظلَلْتُ طِيلَةَ الليلِ أَمْسَحُ مَلَامِحِي بِ أطرَافِ أصَـابِعِي ,
لِأَتَأكّدَ مِن أنّ مَا رَأيتُهُ كانَ صَحِيحَاً ..
وَلكنْ .. لمْ تَتَغَيّر على يَدَيْ !
بدَتْ مَلَامِحِي مُتعَبَةً / مُرهَقَةً ..
حَاوَلتُ أنْ أمْتَصّ حُزني بِ فَرَحٍ عَابِرِ .. و لَكِنْ هَيْهَاتْ .
جاهَدتُ لِكي لا أُطبِقَ شَـفَتَايَ أَلَماً / صَمْتاً .. وَ مَاذا بَعْدْ ...!
لا شَيء .. سِـوَى العَبُوسْ !.
اِفْتَقَدْتُ اِبتِسَـامَتِي التِي تَشُقُّ عَتِيمَ نَوْمِكَ ..
اِفْتَقدْتُ بَهْجَتِي التي اِبْتَلعْتُهَا أيّـامَ رَحِيلِكَ ..
لمْ تَكُنْ شَـخصاً عَادِياً بالنسبة لي ..
بَلْ رَجُلاً أيقَنْتُ بأنّه تربّعَ على عَرشِ قلبي و أسَـرَني بِدَاخِلِه .
كُنتَ اليَدَ التِي تَقِي نُورَ الشّـمْعَةِ من الانطِفَاء ..
في كُل مَرّة تَأتِيهَا الرّيَاحْ مُحَاوِلَةً إخْمَادَها .
كنتَ أكثرَ مِنْ [ هَوَاءً أتَنَفسُهُ ] . كُنتَ الشَّهقَةَ التي أشهَقُها في كُل صَـبَاح .
و السَّاعَة التي أحْسِبُ بِها سَـاعَاتُ يَومِي .
و الكَونُ الذي أعيشُ فيه .
لمْ أحْتملْ – الريَاضْ – يَوْماً , إلا حِين قُلتَ لي بأنّك مِنْ مَوَالِيدِها .
لمْ أركُضْ " تحتَ المطرِ " , إلا عِندَما سَـمِعتُ صوتُكَ بعدَ اِنقِطاعْ .
تَمَنيتُ أنّي أركُضَ نَحْوك فَ ألْتَقي بِحُضنِكَ . و تَلفَني بِ ذِرَاعَيْكْ .
احتجتُكَ في كُل حِين ..
تحتَ المَطَر , و تحتَ الشّـمسِ , و قُبيلَ الغُروب .., وَ وَقتَ السَّحَر .
افتقدتُ صَوتك .. صَمتك .. جِدّك و مِزَاحَك ..
حتى إني واللهِ اشتقتُ غَـضَـبَك .
صوتَك المَمَزوجُ بالعِطرِ .. يَـجْعَلني أَثمَل .
وحينَ تُناديني بِ - اسمي دلعاً -
أتمايلُ طَرَباً / وَ وَلَعاً ..
و حينَ نَقتسِـمُ الليلَ , أرتاحُ على صَدرِ طَيفِك ؛
و أُغنّي لكَ ..
ولكن ...
حين غبتَ , انطفأتُ .
و لمْ تقِيني ذِكراكَ مِنْ حُمّى السَّـهَر و البُكاء .
كنتُ في كل لَيلةٍ أسْـمَعُ هَمسَكَ في أُذني حتى خِلتُهُ أنت !
و ذَاتَ ليلةِ ...
سَـمِعتُك تُنَادِيني .. لَبّيتُك . فَ صَمَتّ .
لبّيتُكَ أُخرَى .. و لمْ تُجبْ .
حينها أدركتُ ... بأنّي أَتهَاوى , على الحَـافّة ..
التي تَفصِلُني / عَنْ الوُقُوع في الجُنُون !.
كُنتَ تأتينِي عندما أَغفُو ..
لِ تَمسَـحَ على شَعْري ..
وَ تُهمسُ في أذُنِي ..
" أُحِبّك "
وَ مُذ رَحَلتْ .. لمْ أغفُو !.
.