الموضوع: أنا خَشبة .
عرض مشاركة واحدة
قديم 06-05-2010, 05:57 PM   #2
تشرينْ !
وَدَقٌ تَشّرِيِنِيْ
 
الصورة الرمزية تشرينْ !
 
افتراضي رد: أنا خَشبة .









- أ -
توقفتُ فجأة, بُكائي لا يُجديّ فَقلبيّ كانَ غارقًا بالمَاء, رُوحيّ تطفو وأشياء كثيرة تعبرنيّ وتودعنيّ ولا يُشاركني أحد
لأولّ مرّة أُريد أنْ أثرثر حتى لو لم يسمعنيّ أحد, أُريد أنْ أُخبر أيّ شيءٍ عمَّ يحدثُ معيّ
أُريد أنْ أصفّ الطيران المُخيف بلا أجنحة, ما كنتُ أقف أمامه طيلة عُمريّ لم يُكن بابًا مُقفلاً بل كانَ حائط !
وددتُ لو أنيّ مابرحتُ مكانيّ, واستمريتُ ألقي فوق رأسي بالأكاذيب الجميلة, الأكاذيب الناعمة التي تُخبرنيّ كم حُلمي عظيم
وكيف أنّه لم يبقى إلا بضعُ خطواتٍ وأصلّ, لا أدري حقًّا لِمَاذا لَمْ يعد إحساسي تجاه الأشياء يتغيّر
كيف يبكي الطفل أمامي فأحُدّق به ولا أُبديّ حركة لأجله, كيف أتصلّب كجذعِ شجرة يبدو مُهترئ لكنه لا يتزحزح
أبدو كطائرٍ حزين يقف على رجلٍ واحدة, ثمّ فجأة يختار الهجرة, ولا ينسى خلفه حياة قديمة بكلّ ماتحمله مِنْ أيام
منذُ عامين, والنوارس تبني أعشاشها فوق رأسي وتعود لتحلّق بُرهات على شواطئ أسبانيا, منذُ عامين نسيتُ كيفُ أمدّ يديّ لأُصافح,
نسيتُ كيف أأكل, نسيتُ كيف أرسم, نسيتُ كيف أصنع دُبًّا خشبيًّا, نسيتُ كيف أُشاكس
منذُ عامين وأنا أكره تصرفاتي العقلانيّة التي تجعلنيّ كبيرة .

- يّ -
خُذنيّ أطفالاً يجرون حولكَ, خُذنيّ معكَ طفولة تكبر بداخلك, خُذنيّ ابنتكَ الروحيّة التي نسيتَ أنّكَ محضُّ أبٍّ روحيّ .. وعشِقتك
خًذنيّ بريئة مِنهم لاجئة إليك, خُذنيّ سجينة اتكأتْ على قُضبانكَ حُبًّا, خُذنيّ لهفة تجريّ خلف ظِلالك
خُذنيّ الريح التي تتجرّح بينَ أشجاركَ لتمنحكَ موسيقى, خُذنيّ "إمرأة" كما لم أكُ مِنْ قبل, خُذنيّ النايّ الذي سيبكيّ بين يديك
هبنيّ منكَ شيئًا اسمه ضِحكة, هبنيّ ملامح لا تخذُل, هبنيّ قلبًا لا ينبض بك, هبنيّ إيّاك راحلاً مِنيّ
خُذ منيّ الذاتَ التي لا أعرفها, وهبنيّ أحدًا أعرفه كيّ أعيش به .


.. يتبع








التوقيع:
.


قلّ للغيابِ نقصتني; و أنا حضرتُ لِأُكملك *


تشرينْ ! غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس