عرض مشاركة واحدة
قديم 20-04-2010, 02:58 PM   #10
أغـنـيـــة الورد
مشرفة منتدى صدى المشاعر ( النثر )
 
الصورة الرمزية أغـنـيـــة الورد
 
افتراضي ماهقيت أسمع صدى صوتك !


.














كان علي أن أتفحص وجوه الرجال المارين والقاعدين ..
والذين اقتربوا مني كثيراً ..
والذين حدّقوا فيّ .. كان علي أن لا أغض الطرفِ و أتركهم خلفي ,
بل أذهب وأنظر إلى أعينهم , لمَ كنتم تنظرون ؟
كان علي أن أفعل كل هذا لأجدكَ تنظر إلي تابعاً إحساسك ,
جاعلني فتاة لا تعرف ما إذا كان ابنُ عمّها يحبها أو لا !
من المفترض أن تنظر إلى عينيه كلما بزغ طيفه أمامها ...
كي تنظر إلى مدى صدق مشاعره تجاهها .
و ليس ثمة مفر من الواقع , الذي تمنيتُ أنني كنت أحلم به ..
وددت لو أن أحداً صفعني كي أدرك أنني لازلت نائمة وأن ما أسمعه
ليس إلا مجرد حلمٍ خبّأتهُ لي الأيام ...
كي أتذكر الماضي الذي لم أنساهُ أبداً !
كانت مشاعري متخبطة حينها ,
مرة أبكي , و أبتسم بفرح مرة !
أنا جُننت هذا ما قلته حينما استيقظت من الحلم الواقع ..
أفصحت عن كل ما ابتلعته كالجمر في السابق ,
بددت جميع الآلام و الأفراح في وقتٍ واحد ..
اقترابك لي من جديد ..
كان بمثابة خنجر مع كل كلمة تقولها كنتَ تقطعُ غرزة قد
حِكتُ بها جرحٌ غائر في صدري ...
ولم استيقظ إلا عندما رأيت جرحي قد نُكِأ كله ..
و دمي سالَ على جميع أوراقي و أشعاري و صوري أيضاً !
بكاءٌ جامح اعتصر قلبي فأبيت أن أخرجه ..
لم أستطع , سألته لمً عدت .. لمَه ؟
ثم انفجرتُ باكية ,, ك طلقاتٍ ناريّة كانت دموعي
تجعلني أهتز معها .. أرتبك ...
لا أريده يسمعني أبكي أكثر .
لا أريده أن يشعر بمدى الحزن و الألم الذي رماني فيه
لا أريده أن يفكّر للحظة أن كبرياء قلبي انجرح بمجرد ابتعاده !

قلتها في السابق .. الراحلون لا يعودون كما كانوا أبداً .!
فهم يومَ غابوا لم يودوا العودة . و عادوا لِ حاجةٍ في أنفسهم ..
لم يعُدْ من أجلي .. بل ليسمع صوتي .. اشتاق لي !
هل عليّ أن أصدقه بعد غيابٍ طال ؟
هل أنسى أنه تخلى عني يومَ احتجتُه !
لا لن أنسى .
قلتُ له : لا أستطيع أن أسامحك هكذا بدون أن تخبرني بسبب غيابك ,
أتريدني أن أمحي الماضي بمجرد ظهورك أخرى !
لستُ مَلَكاً .. يمسحُ الخطيئة حين تَسْـتَغفر .
بل إنسانةً ضعيفةً .. لم تكُن أقوى منكَ أبداً ..
و بدت لكَ أقوى مما تخيلت في لحظة ,
و ظهرت في اللحظة التي تليها أضعف من السابق بكثير .
لم تبكِ غياب أحد أبداً .
ولكنها بكت غيابكَ كثيراً .
لم تغفر لأحدٍ جرح قلبها أبداً .
ولكنها غفرت لكً ماضيك كله , زلاتُك عظيمها وصغيرها .
وبعد هذا كله ..
تعود من حيثُ أتيت , لتشعرني بأني كنتُ أحلم فعلاً .
وليس هناك شخصاً هاتفني للتوّ يدعى "أنت " !
تتلاشى اللحظة .. و الساعة التي هاتفتُك فيها .. و أنتْ !







.

أغـنـيـــة الورد غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس