عرض مشاركة واحدة
قديم 12-04-2006, 11:26 AM   #9
مياسة
قنــاص فعــال
 
الصورة الرمزية مياسة
 
افتراضي رد : لماذا تغير المعلمون (نقــــاش)

أن التردي الحاصل هو تردي شامل و عام في كافة نواحي الحياة وليس التعليم فقط

فقد تهيأت كل الظروف و تضافرت كل الجهود و شارك الجميع بما فيهم المعلم نفسه فيضياع هيبته و احترامه .

بداية أقول أن النشء الصغير فقد احترامهللكبير عموما و ليس للمعلم فقط و لو نظرنا لكيفية تعاملهم مع الأب أو الأم أوحتى الكبار في أي مكان لأدركنا أن الكثير من القيم بدأت في الاندثار في هذا الجيل .

فقضية احترام المعلم هي قضية يطول الحديث عنها فالظروف و العواملالتي أدت إلى تغير صورة المعلم و فقدانه لاحترامه و هيبته كثيرة ، و لكنني سأبدأبالمعلم نفسه لأنني على قناعة بأن الاحترام ليس هبة تُمنح و إنما هو سلوك ذاتييناله الفرد من الآخرين بقدر استحقاقه و أهليته له ..
فمن المفترض أن المعلمصاحب رسالة سامية ورثها له الأنبياء ، قال صلى الله عليه و سلم ( إن العلماء ورثةالأنبياء إن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما إنما ورثوا العلم فمن أخذ به أخذبحظ وافر ) فمن المفترض أن المعلم يحمل على عاتقه رسالة تكوين مجتمع كامل أخلاقياً وسلوكياً و تربوياً و علمياً . و من المفترض أنه قدوة حسنة للطالب إن لم يكن لجميعأفراد المجتمع .
فهل المدرس بصورته الحالية و شخصيته و أخلاقياته أدى رسالته وأوفى أمانته ؟؟!!
للأسف و دون تحامل أو تجني فإن الكثير من المعلمين حالياً غيرجديرين بالاحترام ، فشخصياتهم ضعيفة وحصيلتهم العلمية متواضعة وقدراتهم التربويةمتدنية ، بل للأسف بعضهم أسوء قدوة في سلوكياته و أخلاقياته و تعامله مع طلابه أوزملائه من المعلمين ومنهممن لايهتم بالحصة الدراسية يشرح المنهج المقرر عليه ويحاول الانتهاء منه بأي طريقة حتى لو كانت للتغاضي عن السلوكيات التربويةللطلاب .

أما وزارة التعليم – وصراحة لا أعرف ما هو آخر اسم لها حالياً – فقد شطبت كلمة ( التربية ) تماماً منمسماها و من أهدافها و خططها بافتراض أن هناك خطط محددة بالفعل العشوائية والتخبط هما السمة البارزة للوزارة بجميع هيئاتها، و فيما يتعلق باهتمامها بالمعلمفالواقع مؤسف و يجعلنا في حيرة من أمرنا إن كان المعلم جاني أم ضحية ؟! فلا حقوق ولا امتيازات من أي نوع للمعلم و لا رعاية و لا حماية و لا مساندة و لاتوجيه ، حتى أصبح حال المعلم يرثى له .
و إن كنا تحدثنا عن أن الكثير من المعلمين حالياً غيرجديرين بالاحترام ، فمن الأنصاف أن نذكر أنهم لا يتحملون المسؤولية وحدهم ، بليشاركهم في تحملها الهيئات التي تتولى اختيارهم و إعدادهم و متابعتهم ، بداية منالتحاقهم بكليات التربية إلى تعيينهم إلى إدارات التوجيه المعنية بالرقابة والتوجيه و التقييم ، و للأسف الشديد لا يوجد أي معايير دقيقة .

أحد الأطراف الرئيسة في هذه الجريمة التي قتلت احترام و هيبة المعلمهي ( الأسرة ) فهي التي تشكل السلوكيات الأولى للطفل و سلوكيات التعامل بين أفرادالأسرة داخل البيت تنعكس بالتأكيد على سلوكيات الطفل في تعامله مع المجتمع .. و إذاكان رسول الله صلى الله عليه و سلم حمل الأسرة مسئولية ديانة الطفل فقال عليهالصلاة و السلام : ( ما من مولودِ إلا و يُولد على الفطرة فأبواه يهودانه وينصرانهأو يمجسانه) فبلا شك أنها أيضاًتلعب الدور الأكبر في تكوين أخلاقيات و سلوكيات و أفكار و معتقدات الطفل .
نأتي إلى الطرف المباشر في ضياع و هيبة المعلم ألا و هو الطالبلم يعد من الغريب أن يتعامل الطلاب مع المعلمين من خلال الشغب و التمرد والعصيان و الاستهزاء و التطاول قولاً و عملاً داخل المدرسة .
هذا واقع لا يمكن إنكاره .. لكن لا أدري إن كانت مصيبة أم لا إن قلت أنالطالب ما هو إلا ضحية لا يمكن أن نلقي بالمسؤولية عليه ، فما بالنا بنبتة صغيرةولدت على الفطرة النقية ثم تضافر المجتمع بالكامل من أسرة و إعلام و مدرسة و شارع لإفساده (إلا من رحم ربي) كيف نتوقع منه أن يشب على القيم والأخلاقيات و الاحترام لنفسه و للغير ؟
بالتأكيد لو اختلفت العوامل المحيطة بهذاالطالب لاختلف سلوكه ، فعلينا قبل أن نلومه أن نلوم أنفسنا نحن ساهمنا في تشكيلشخصيته و سلوكياته بهذه الصورة.

التوقيع: يسألوني من له تبوح وتشتكي ؟

من اللي على صدره ترتمي ؟

قلت : حبيبي وروحي

قالوا : أحبابك بهالدنيا كثير

قلت : بها واحد ماله مثيل

هو فرحتي وأحزاني

له ضحكتي وآلامي

هو توأمي بالروح

ومالي أحد ثاني

لكن ...

للأسف راح وخلا ا ا ا ني
..!!
مياسة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس