-2-
أنا أكذب .
" الخيال العذب .. كذب " *
لقدُ كذبتُ بكلّ مايتعلّق في أشيائي الجميلة, التي في الحقيقة كلّها أنت
أخطأتُ حينَ سمحتُ لنفسي بِحُبك, وأردتُ أنْ أوراي خطأي خلفَ وهمٍ جميل
ولم تكُ يومًا الأوهام جميلة !
ما سِرنا يومنا نُمسك أيديّ بعضنا, وما رأينا العالم إلا بأعينُ مُنفصلة, أسير وحديّ صورتكَ مُعلّقة في صدري
تحت قميصي في قلادةٍ فضيّة , خشيتُ أنْ يروها فيتنزِعوها بِشدّة و تُدمى رقبتي !
أعضُّ شفتيّ يا هذا و تعبرُنيّ دمعة, كم أشفقُ على نفسي حينَ أتظاهر أنيّ مُهمة لقلبكَ
كم أكره الشفقة, التي أجرّها ورائي و أنا أتبعكَ و تحجبُ كتفيكَ العريضة الشمس عنيّ
كم أكرهني حينَ أتقوقع و أُلقي بنفسي على شطِّ أملكَ الواهي, و أكون محّارة فارغة تكتمُ البحر في جوفها
قلبيّ داكن, يختزنُ الماء من اللقاءات القليلة التي تحدُثُ في مناسبات إجتماعيّة كُبرى
تلكَ المُناسبات التي ما أحببتُها يومًا إلا لأرتوي منها قليلاً لقلبيّ فلا يجفّ .
شدّنيّ الحنين وأنا أعتلي " كوباريّ " الرياض و أهبط, شدّنيّ الحنين مُقتلعًا عقلي من هذه الضجّة
شدّنيّ الحنين فَكتبتُ ألف رسالة ألقيتُ بها في العتمة, كيّ لا أُعكّر نهاركَ الواقعيّ بِ " ليلة أُنسٍ في فيينا " تمنيتُها .
سأبقى وحديّ .
لن تعرفنيّ يومًا فلا حيّز في حياتكَ يتسعّ ليّ, لقد عِشتَ مِنْ عِمُركَ مايكفيّ لتملأ كلّ الأماكن في حِياتك
ما عادت حياتُكَ تتسع ليّ, وما عادت حياتي تقبلُ غيرك, مرّتني أعيادُ كثيرة كنتَ أنتَ أول من أُهنئهُ بِها ولا يصلّ صوتيّ إليك
كانوا يهنوئني و كنتُ أبادلهم بِردود تقليديّة يُرددها الجميع في العِيد حتى هَمستْ إحداهنّ في أُذنيّ و هنأتني بِك !
و أخبرَتنْي أنَكّ صباحيّةُ هذا العيد كُنتَ سعيدًا جدًا و كانَ بينكَ وبين النُورِ جِسرٌ آمن .
ستبقى أياميّ معكَ " كَذِبًأ ", و كلّما سألونيّ عنكَ سأحتجُّ بِعملٍ وهميّ و أختبئُ خلف حائطٍ مُمسكة بقلبي كيّ يهدأ
و باكيّةٍ على كلّ خطوةٍ مُستحيلة لمْ أُفكر بِها حينَ أحببتُك
لن نكون يومًا معًا, لن تعرفنا " سالزبورع " ولنْ نتحدث الألمانيّة, و لن أُخبركَ عمّا حدث مِنْ قبلكَ و مِنْ بعدكَ
سيبقى الضبابُ كثيفًا بيننا, لن نلتقي و لن نفترق
لا زلتُ في ساحةِ المَعركة, خسرتُ الكثير لكنيّ لم أخرجُ بعد
سأخرجُ يومًا بدونكَ, و بِدونيّ .
انتهى