.
في ساعةٍ من ليليَ الحزين ..
جاءني , صوتُهُ قائلاً :
اِهدئي , سآتي ولو بعدَ حين !
قلتُ لهُ : أأهدأ ؟!
وأتكئ على الأريكة
و أأكلُ عنباً و رماناً و تين !
و [ أنتَ ] بعيد .. جداً بعيد ..
و قلبي لِ قربك جداً يريد
و أنا هنا , أناجي البعيد ..
قلبي بدونك , وحيدٌ وحيد ..
أراقب الأطيار عصراً ..
تطيرُ لأعشاشها فرحاً
تحملُ في فمّها أكلاَ
يملؤ خافقها شوقاً
تلك الأطيار ,
تشتاق للصغار
وأنا يا شهريار
ألتمسُ بأطرافي الجدار !
ألتمسهُ .. و ما العجيب !
أتفقّد , إن كان أتى الحبيب
لأن الجدار سيدفأ إن كان قريب
فهذا الحبيب .. هذا الحبيب
بمجيئه .. يختالُ الهوى
و ينطق الخافق : آهٍ ويلي !
و يتمردُ الخافق : ف يشهق
فأحمرّ , و أبرّر : اِشتاقكَ قلبي ! 
يُهرول إليّ قائلاً :
كِدتُ بدونك أن أضيع
وقلبي غدا كَ الطفلِ الرضيع
يريدك أمّاً .. يريدكِ دفئاً
يريدك غطاء .. يريدك ماء
وليته وصل لحد الاكتفاء
بل ردّدْ : أيا سَــمَاء
إني بدونكِ قمراً
قد ضيّعَ نوره
إني بدونك رجلاً
لم يخجل أبداً من البكاء !
آآهٍ لو تدري .. يا أنا
ما تهتُ قَبْلك
ولا تردّدتُ في أنْ أعرفَ من أنا
ولكنّكَ ضيّعت عناويني
أنسيتني اِسمي و شتت براهيني
قتلتني مراتٍ مرات ..
و أحييتُكَ آلاف المرات ..
تقتلني أشياؤك ..
عطرك ..
صوتُك
أنفاسك ..
تقتلني اللهفة فيك 
تحييني ابتساماتك
تجعلني زهرة في الربيع
تختال من بين أزهار الفصول
لستُ الوحيدة أدري
ولكن , من منكم إليه يؤول ! 
ليسَ غَيري .. ليسَ غَيري
يأتيني مهرولاً أو يجري
تبهجني أنتَ يا قَدَرِي
أحبك , أوتسمعني يا بَدري !
شُوقي لِك ..
مَدري كيفْ ترجَمْ حرفي احسَاسَه ..
لكن ,
يشهد علي ربي
ماغيره قلبك اشتاقه !
.