عرض مشاركة واحدة
قديم 13-11-2009, 01:05 AM   #1
R A D O I
هسيس الوطن
 
الصورة الرمزية R A D O I
 
افتراضي [..حديث ياسر القحطاني في (دنيا الرياضة)..حينما يتجلى الإبداع عبر الرسم بالكلمات..]




السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهُ


اعداد/
RADOI






تحدث كما لم يتحدث من قبل وطرق أبواباً كشفت عن جوانب مهمة من شخصيته..




الجمعه 25 ذي القعدة 1430هـ - 13 نوفمبر 2009م - العدد 15117
محمد الشيخ



يقول نزار قباني في إحدى مقاطع قصيدته الشهيرة "الرسم بالكلمات":


إني كمصباح الطريق .. صديقي
أبكي.. ولا أحد يرى دمعاتي


ويقول:


كل الدروب أمامنا مسدودة
وخلاصنا.. في الرسم بالكلمات


قفزت تلك القصيدة من صندوق ذاكرتي، بينما كنت أجول في ثنايا الحوار الغني بالمعلومات، والسخي بالرؤى لقائد المنتخب ونجم الهلال ياسر القحطاني الذي نشرته "دنيا الرياضة" يوم الأحد الفائت.


تكلم القحطاني بعد صمت طويل، فجاءت كلماته ليست كالكلمات،
بدأ ياسر القحطاني حواره بالحديث عن إصابته، فبدت مساحة الألم كبيرة في حديثه، خصوصاً لحظة قال: "الإصابة هي الأمر المحزن والمؤسف للاعب كرة القدم، وقد تصاب وأنت في أوج عطاءاتك.. منذ أن بدأت في ممارسة الكرة وحتى بداية موسم 2008، ومشواري بعيد عن الإصابات، ولكن قبل بداية تصفيات كأس العالم 2010 تعرضت لإصابة الفتق"


هنا تتبدى لوعة الألم، فالإصابة هي العدو الأكبر لأي رياضي، فما بالنا حينما يكون هذا الرياضي نجماً بحجم القحطاني، وفي وقت يتطلع فيه أن يتواجد في أعظم تظاهرة كروية (المونديال)، وفي مشهد الإصابة عند القحطاني تظهر حالات أخرى، تؤشر على مدى إخلاصه للشعار الذي يرتديه، خصوصا حينما يكون هذا الشعار بقيمة الوطن، إذ يؤكد القحطاني ذلك في حواره حينما يكشف: "كان من الواجب بعد العملية الخضوع لبرنامج تأهيلي لمدة أسبوعين، ومع الأسف لم استجب لذلك وعدت بعد ثمانية أيام وشاركت في ربع ساعة من لقاء إيران و45 دقيقة من مباراة الإمارات".


فبقدر الثقافة الرياضية والعامة التي يختزنها القحطاني إلا أنه في لحظة إخلاص يسقطهما، ليتحامل على إصابته في سبيل المشاركة مع المنتخب في أهم استحقاقاته، ليؤدي ذلك إلى تفاقم الإصابة، وبقدر ما يحسب له ذلك، إلا أن هذا الإخلاص اللاواعي كان يمكن أن يتسبب في فقدان موهبة تعتبر اليوم قيمة وطنية كبرى، خصوصا حينما بالغ في الأمر بالمشاركة مع ناديه لمجرد الانصياع لرغبة مدربه وزملائه اللاعبين، حيث يشير إلى ذلك عندما سئل عن سبب عدم التزامه بالبرنامج بقوله: "السبب المدرب الروماني كوزمين لأنه ذكر للاعبين أن ياسر لن يشارك لمدة شهر ونصف وبعد ثمانية أيام قال أنا احتاجك في الملعب ولو على الواقف، طبعا التزمت بالأمر وشاركت مع الفريق، والاهم من ذلك أن زملائي اللاعبين كانوا يطالبون بمشاركتي ويقولون وجودك في الملعب فقط يطمئن وطلب زملائي لا يمكن أن أرفضه"!.





ياسر القحطاني





وفي سياق الحديث عن هبوط مؤشر مستواه في الموسم الماضي، بدا ياسر محتداً، ما أزاح الستار عن مدى تأثير ذلك على نفسيته، إذ يرفض ذلك التحليل اللافني، إذ اعتبره حديث إعلام وجماهير، بل أعظم من ذلك إذ وصف هذا الرأي بالكذبة حينما قال: "هبوط مستوى ياسر كذبة صدقها الكل، وكان مصدر الكذبة الجمهور والإعلام وتم تصديقها مع مرور الوقت".


وحتى لا يظهر نفسه متعكزاً على الحديث الإنشائي الذي لن يصرف عنه شبح (الكذبة) يستحضر القحطاني لغة الأرقام مرتدياً ثوب المحاماة ليدافع عن نفسه: "ربما لا تصدق إذا قلت أن كلام الناس الكثير بأنني في غير مستواي جعلني أشعر أنني أعظم لاعب في العالم، فإذا كنت في أضعف مستوياتي وأشارك أساسياً مع المنتخب والنادي، وسجلت الموسم الماضي 10 أهداف في الدوري بدون ركلات جزاء والهداف ب 12 هدفاً، ومع ذلك كله انتقد بتلك الطريقة فالأمر غريب".


ويجد القحطاني نفسه محتاجاً في حملة الدفاع عن النفس لفلسفة قضيته، لإدراكه أن ثمة من يؤمن بكيميائية الرياضة والثقافة، وذلك حينما يقول: "أصبح المستوى يحدده تسجيل الأهداف، وإذا أردت ان أصبح الهداف فبإمكاني ذلك ولكن يجب أن أكون أنانياً وكل هجمة لا أتعاون مع زملائي وابحث عن الهدف وأحب نفسي وأنسى أن معي 10 لاعبين بالفريق، فهنا اصبح المقياس هو التسجيل، بدليل عندما سجلت أمام الفتح الجميع قالوا إن ياسر رجع لمستواه وهذا يعني أنني إذا لم أسجل فمستواي منخفض!".


وتتجلى في ثنايا الحوار البراعة في التحليل الفني لدى القحطاني، وهي مهارة ليست بالضرورة أن تتواجد لدى كثير من اللاعبين، ذلك نراه في السؤال الذي يتعلق بالمقارنة بين المدربين الروماني كوزمين والبلجيكي غيرتس، حيث يجيب بوضوح ودقة متناهيتين: "سأقول لك أفضلية كل مدرب، كوزمين الأهم لديه المحافظة على الدفاع فإذا لم أفز لا انهزم، أما غيرتس فاختلف الوضع، يطمح بالهجوم حتى لو دخل مرمانا هدف فسنسجل بالمقابل أربعة لهذا أسلوب كوزمين دفاعي وغيرتس هجومي وكل منهما ناجح في أسلوبه".


ويطرق القحطاني في حواره إحدى أهم القضايا الشائكة في مسيرته الرياضية دون تردد أو وجل، وهي القضية التي تتعلق بالإساءات التي ظلت تطارده في الموسم الماضي، وبذلك يكشف لنا عن قوة كبيرة في الشخصية، مصدرهما الإيمان بالله، ثم الثقة بالنفس، وهو ما أكده في إجابته: " ثقتي بالله ثم بنفسي كبيرة، ومادام انك مذكور بسلب أو إيجاب؛ فمعنى ذلك أنت موجود وناجح، وعظماء العالم يذكرون بأعمالهم وأفعالهم سواء كانت إيجاباً أو سلباً".


ويضيف في لحظة انتشاء بالنفس الناجحة، وتعالٍ على السفاسف الرخيصة: "إنني أؤمن بمقولة واثق الخطوة يمشي ملكا".


ولأن الفوز بحوار مع ياسر في هذا التوقيت تحديدا يعتبر صيداً ثميناً، لا ينسى المحرر سؤاله حول واحدة من أهم مراحل مشواره الكوري وهي تجربته في مانشستر سيتي الانجلي ي، والتي أحدث لغطاً كبيرا يومها؛ لكنه يقفز على المرحلة وعلى السؤال بذكاء لافت إذ أجاب: " الموضوع بسيط وهو أن الأمير محمد بن فيصل رئيس النادي آنذاك وقع العقد هو ومسؤولو نادي مانشستر سيتي الانجليزي؛ ولكنني رفضت التوقيع بقناعة شخصية على الرغم أنها كانت أمنية بالنسبة لي".


ويأخذه المحرر بسرعة تنم عن ذكاء في الاستنطاق إلى مشهد آخر يتعلق بعلاقاته الشخصية حينما يسأله عن من خذلوه، فلا يتردد ولا يتعلثم بل يجيب وكأنه قد انتظر السؤال منذ زمن: "كثيرون وبدون ذكر أسماء، لأنهم مثل أوراق الخريف تتساقط وتبقى الشجرة".


ويعود المحرر لمباغتته بسؤال أصعب من سابقه حول تجديد عقده ومدى استغلال الهلاليين لظروفه النفسية والفنية آنذاك لتأتي الإجابة بذكاء السؤال :" أبداً أنا وقعت بالمبلغ الذي اطمح إليه من غير ذكر للمقدم، ويكفي أنني جددت عقدي في عهد الأمير عبدالرحمن بن مساعد وهذا بحد ذاته أكبر مكسب حققته".


وبالحديث عن استعصاء بطولة آسيا على الهلاليين يظهر القحطاني من جديدة قدرة تحليلية وبلاغية في آن، إذ يرى ان البطولة تحتاج الى مهر غال قد يستوجب التخلي عن بطولات الموسم من أجلها، ويمرر ذلك بأسلوب بلاغي بارع: "أشبه بطولة آسيا بأنها الزوجة التي لا تريد زوجها أن يتزوج مرة ثانية، لذا كأس آسيا تريد أن يحقق الهلال لقباً وحيداً في الموسم، ولكننا سنقدم المهر المناسب لها هذا العام لكي نكسبها".


ويتفنن القحطاني في تحريك ريشته لاسيما حينما تأتي اللوحة على الجانب "الأزرق" فيتحدث عن سامي الجابر ومحمد الدعيع وعيسى المحياني ونواف التمياط، بطريقة تنم عن مدى العشق لكل ما هو هلالي، فضلا عن قدرته على توصيف الجانب اللامرئي في علاقة الهلاليين ببعضهم البعض.


ويسكب القحطاني عطر إبداعه الكلامي في أهم زاوية من زوايا الحوار حينما يأتي الحديث عن شارة قيادة "الأخضر" وعلاقة ذلك بنور وعبدالغني، فيتجلى الذكاء وتبرز الحصافة، وقبل ذكر نكران الذات حينما قال: " قبل مواجهة إيران في تصفيات كأس العالم تحدث المصيبيح والمدرب ناصر الجوهر بأن ياسر القحطاني هو من سيحمل الكابتنية بتواجد محمد نور وحسين عبدالغني، فقلت إن نور أو عبدالغني يستحق أحدهما هذا الشرف".


ولا ينسى ياسر القحطاني قبل أن يسدل الستار على مشاهد حواره، أن ينقل المتلقي إلى بوابة لا يكاد يطرقها اللاعبون، وهي البوابة التي أسماها (الكتابات التعصبية) ، إذ يستغل وجوده عبر (الرياض) باعتبارها الجريدة الرائدة، بحسب وصفه لينادي بإطلاق حملة ضد هذا النوع من الكتابات " لعل وعسى أن تتطور العقول، وتتغير تلك الكتابات؛ خصوصا أن الريادة كما هي دوما لكم والغير يقلدونكم".




واضح من الاستاذ محمد الشيخ اع ـجابه في ياسر من خلال ردوده لـ الاسئلة بطرق رائعة
شكراً لـ الاستاذ محمد الشيخ ع المقال الرائع لـ قناصنا
اترك لكم الاستمتاع في المقال

التوقيع:


التعديل الأخير تم بواسطة R A D O I ; 13-11-2009 الساعة 01:08 AM
R A D O I غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس