«بن سعيد» .. شيخ الإنجـازات

عيسى الجوكم

** من يقرأ صمته .. يجد هلالا تتهادى في فضائه الألقاب .. كان شمعة وما زال .. وكان البذرة الأولى التي غرست رياضيا فأنبتت ليثا , وأضاءت هلالا, وشيدت مع آخرين بناء قلعة حصينة..!!
** من يمنح صمته بردية الوقت, ليشهق بالكلام, فثمة نجمة في الأفق كانت تجوب السماء لمائة عام هبطت الآن بين زوايا منزله لتكمل عقد الزهور والورود التي أحاطت جدرانه الزرقاء, فهنا زهور من داخل الوطن, وهناك زهور من الخليج, وهناك ورود عربية, وسنابل آسيوية زينتها نجمة هبطت من سماء أكبر قارات العالم ..!!
** من حقه أن يشهق بالكلام, لكن وقاره يمنعه من أن يرفع صوته, فهو مؤسس لناديين كبيرين، هما الهلال والشباب, ومساهم بدرجة امتياز في تأسيس النادي الأهلي, وواحد من أهم الكشافين المحليين الذين لم تخب نظرتهم عند الحكم على أي لاعب ناشئ, وقصته مع سامي الجابر عندما كان الأخير شبلا تغني عن أي كلام.
** وهو أحد الذين لم يهتموا بجمع المال ومضاعفته رغم تجارته الكبيرة في ريعان شبابه, فقد صرف كل ما يملك على بناء صرح كبير، كان يتوقع له أن يكون هرمًا عاليا في سماء الإنجازات السعودية محليا وقاريا , وكان له ما أراد يوم أمس بتربع هلاله على قمة القارة الآسيوية لمائة عام مضت.
** يستحق الشيخ عبد الرحمن بن سعيد عيديـة الشاعر عبد الرحمن بن مساعد بإهدائه لقب نادي القرن الآسيوي الذي حصل عليه الهلال رسميا يوم أمس عن طريق لجنة الإحصاء بالاتحاد الدولي لكرة القدم, وهو لقب تقاذفته أمواج من الجدل ولكن في نهاية المطاف قال الهلاليون وقبلهم لجنة شرعية في الفيفا «لا يصح إلا الصحيح».
** مع عبد الرحمن بن سعيد لا تتساقط الأشياء, بل إنها تكبر وتنمو ويصبح الماضي حاضرا بعنفوانه, فالبذرة التي غرست لم تذبل مع تقدم السنين, بل إنها نمت وتفرعت وأثمرت, وما زالت الأجيال تقطف ثمارا من بنى صرح الهلال, حتى أولئك غير المنتمين له.
** عبد الرحمن بن سعيد عريس اللقب الأهم في تاريخ الهلال, نهر ممدد في أوردة الإنجازات الزرقاء تأسيسا ومكافحة واجتهادا وتواصلا ودعما واكتشافا وواحة خضراء يستظل بها من اختلف من أبناء البيت الأزرق, فهو العاشق لكل من اكتسى اللون الأزرق دون ترجيح شخص على آخر أو مجموعة على أخرى, وهذا ما يفسّر لنا أن غسيل الهلال لا ينشر مثل غيره عبر وسائل الإعلام.
** باللقب الأخير للهلال يكون دفتر العمر لعبد الرحمن بن سعيد مغلفا بالإنجاز المئوي القاري, وهو إنصاف لرجل قدم ماله ووقته وفكره لكيانه الهلال, وتصدى بعزم وإصرار لكثير من سهام خصومه, ولقب نادي القرن خير هدية لمؤسس خدم الرياضة منذ نعومة أظافره، فكان الكاسب الأكبر الوطن قبل الهلال.
** وإذا كانت قدرة الله شاءت أن يرى (بن سعيد) ثمرة جهده في حياته «أطال الله في عمره ومتعه بالصحة» بفوز الهلال بلقب نادي القرن في آسيا وهو حلمه بدون شك, فإن هذا الرجل يستحق التكريم والاحتفاء به ليس من قبل الهلاليين فقط ولا من قبل الرئاسة العامة لرعاية الشباب, بل المطلوب تكريمه على مستوى الدولة نظرا لإنجازاته الكبيرة وخدمته لرياضة بلده, وتأسيسه أكثر من نادٍ سعودي.