عرض مشاركة واحدة
قديم 04-09-2009, 03:06 AM   #6
Just Doll
طَفّلَةُ اَلْمَاءْ
 
الصورة الرمزية Just Doll
 
افتراضي ياما يموت الحكي , و تذبل رسايل !

.

Tow years and 12 days


و هي تُـحافظ على مبدأ ثابت " قلبي ينبض لشخص أحافظ عليه في وجوده و غيابه " !
الطرقُ الطويلة التي تُدخلنا في رحيلٍ أغبر , فنعتزل الأشياء و لا تعود الأيام هي ذاتَ الأيام
مُذّ ذلكَ الحين و هي تُحافظ على كلّ تفاصيله الصغيرة بداخلها , تعتني بملامح ذكرياته
و تُرسم للغياب لوحاتٍ تحكي واقعًا مُرًّا .
أيامَ مَضتْ كانَ الليل فيها يحتفظ بسرّ رسائلها التي تكتبها إليه ولا يعلم عنها أحد ولا يقرأها حتى هو !
مَا مضَى وحتى إنْ كانَ لا يستحق الحديث كانتْ تُدونّ رسائلَ لا تصل و تُشمّع عناوينها
بكلّ مَدينة تعلم أنّه يتنفسّ هوائها الآن .. كَم مدينة ضاعَ عنوانها و ذبُلتْ رسائلٌ دسّتها في دُرجها الأوسط !
و كَم جهَلتْ عناوينه فَ بعثتْ رسالاتها المكتوبة إلى اللامكان !
كانتْ في كل لحظة تشعر به , تحملّه الرياح إليها و تجدّه بينَ طيّات حديثها
و حتى بسماتها كانتْ تشعر أنّها تحكيه
أرادت لوفاءها أنْ يكون صامتًا حتى عنه , أرادت لنبضها صِدقًا أبيض لا يحتمل الكلمات المُتوترة
أرادت حتى لبُعدها مِعطفًا يُخفي انتظارًا هزيلاً , كانَتْ تُواري رَغباتِ بوحها بِسكونٍ يُطفئ ضجّة في داخلها
الضحكات المخنوقة التي يعقبُها انقطاعٌ مُفاجئ كانتْ تُوحي بعزاءٍ يُقيم مراسمه بداخلها
لمْ يُكن شيئًا عاديّ !
هي لم تجعل منه مُحور يومها فقط , كانَ البريق الذي تنظُر به
وكانَ الصوت الذي تتحدث به , و الحرف الذي ترسمُ به .. و حَتى اليدّ التي تلّوح بها !
خَذلها العالم , فَخذلتها الرسائل التي كَتبتها له
خَذلتها إحدى تلكَ الرسائل حينَ وجدتْ قُصاصة منها في جيبها الخلفيّ و كادتْ في زحمة الوجوه أنْ تَبكي
الرسائل التي لا تصل موتٌ بطيء , حديثٌ صامت يقتل الكلمات فلا ننطق بِها
الرسائل التي لا تصل هي وحدها كانتْ مَنْ يَعلم أيّ ربيعٍ أخضر كَانَ هو بالنسبةِ لها
في جيبها الخلفيّ حكاية هاربة , و تحت وسادتها دفترٌ أخضر يحتضن كلماتٍ صَدِئة
و على طرفِ الباب ثمّة ورقةً تحمل عنوانًا جديدًا لا مَرئي !
تلكَ اللحظة التي أدارت فيها وجهها عن اللوحِ المكتوب بقلبه " Forever "
تلكَ اللحظة حَملت بُكاءً دهريًّا صامتًا , و صوتٌ غائب , و قُصاصات وَرقٍ كثيرة
اللحظة التي كانت كافية لإغماضةٍ طويلة و أشياء تتمزّق أسى !
أظنّ أنّها ستذكر جيدًا أصابعها التي مارست الطرق كثيرًا دونَ إجابة
و صوتها الذي بدأ يتلاشى دونَ أدنى ردّ
و حتى قُصاصات أوراقها التي عزّ بنفسها كثيرًا أنْ تُنثرها في السماء
فضّلتْ الإحتفاظ بها ربطتها بشريطٍ أسود و أقفلت عليها ولا أظنّها ستكتبُ المزيد .
وقبلَ أنْ يُحرك الفَجر أغصان الأسئلة المُنحنية , قبلَ أنْ تُشرّع النوافِذ و يتساءل الحنين
كيف للأماكن المُوصدة أنْ تحتفظ بحكايةٍ لا تموت ؟
قبلَ كلّ الإجابات التي ستمنح مُنعطفات تُؤتي اليأس حيرة
قبلَ حتى أنْ يسألها صَدى صَمتها ...... رَحلتْ !
رحَلتْ لا أعلم عنوانًا لها ولا زَمنَ عودة ... رَحلتْ رُوحًا نقيّة تحمل بداخلها روحًا أنقى !
رحلتْ و هي " مُتعبة " جدًا .

Just Doll غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس