.
رمضان , بتنا قريبين من ليلتكَ الوسطى في شهرك ..
أصبحنا قريبين جداً ..
أعاتبُ نفسي حينَ أحدّثها .. إلى متى نلهو !!
سأبقى أعاتبُ نفسي حتى الليلة الأخيرة منك أيها الفريدُ من بين شهورنا
الجميل من عُمُرنا ..
المتأنّق في كل ليلة .. وفي كل إفطار ,
ومع كلّ آذان للفجر أو للمغرب , آناء الليلِ وأطرافَ النهار ..
تُسكننا في كَنَفِ الإحسان , والدفء والاطمئنان
في كل صُبحٍ , عندما أتدثرُ بغطائي ..
أتأمّل صباحك من خلفِ النافذة , أحدّثُ نفسي ..
ماذا لو لم أعد موجودة غداً ..!!
لمَ لمْ أأخذَ من ليلة الأمس ما يقربني إليكَ ربي ..
لمَ لمْ أتوسد سجادتي وعليها أغفو ..
سواكي , قرآني , تسبيحاتي واِستغفاري ..!
نعتدّ بها لغدٍ , للنجو ..!
وبين حسابي لنفسي .. و حديثي
أدعو ربي أن يغفر لنا ويعفو ..!
...
يقول الشاعر (معروف الرصافي ) ..
ولو أني استطعت صيام دهري
لصمتُ فكان ديدَنيَ الصيام !
ولكن لا أصومُ صيامَ قومٍ
تكاثرَ في فطورهم الطعام !..
فإن وضح النهار طووا جياعا ..
وقد هموا إذا اختلط الظلام ..
وقالوا يانهار لئن تُجعنا ..
فإن الليل منك لنا انتقام ..!
وناموا متخمين على امتلاء ..
وقد يتجشئون وهم نيام ..
فقل للصائمين أداء فرضٍ ..
ألا ماهكذا فرض الصيام ..!!
,
وبعد ثلاثة عشر ليلة , أيقنتُ أن لا جدوى من هؤلاء القوم ..
يحبون اللهوَ حباً جمّـاً .. و الطعام قريبٌ لهم .. وهوَ لا يزيدهم إلا ثقلاً وغمّـا ..
وإن قلتُ دعوكم من طعامٍ , يُخملَ المتعبّد لا يُقوّمَ صُلبه .. قالوا .. وماذا نفعل إذا !!!
|