.
الليلة العاشرة , السحور العاشر , العشر الأوائل مضت !
أيامه كعقد لؤلؤ حُلت عقدته فباتت لآلؤه تسقط , واحدة تلو الأخرى .. وكأنه ابتدأ بالأمس ..!
شعور روحاني , إحساس يفيضُ حباً لهذا الكيان الروحاني / الرمضاني
جميلٌ أن نستشعرَ لذة الاعتصام عن الطعام وعن كل شيء مشين في رمضان ..
سواء كان ليلاً أم نهار ..
رقيقٌ أن تستطعمَ لذة الفطر .. تلك اللذة الغريبة / الفريدة أثناء الفطر وأثناء السحر ..
لذييييييذٌ طعم تلك " التمرة " التي تدخل إلى أفواهنا
عند سماعنا لصوتِ المؤذن .. يعلن : أن أُذن لكم بالفطر
أيها الصائمون .. أيها المبتهلون .. أيها المؤمنون ..
ساحرٌ هذا الجو الرمضاني , ساحرٌ بصيامه .. بفطره ..
بـصلاته .. تراويح كانت أوقيام ..
بـدعائنا عند الفطر , و السحر
بـخروجنا خفية , لنجدَ أحدنا ينتظرنا ليتصدق علينا بأجره
مقابلَ بضعَ تمرات .. وشربة ماء .!!
تلكَ السعادة التي نستشعرها أثناء إمساكنا في النهار ...
وأثناء سواكنا دبرَ كل صلاة ..
وأثناء حضورنا لمجالسَ الذكر .. عندما تُنهي / ينهي قائل المحاضرة
تلك الكلمات المصفوفة بعناية وبدقة وجمال حيث تنساب إلى أسماعنا باطمئنان ..
بدعوات عظيمة – استشعرتها اليوم وبكيت – لها مذاقٌ غيرَ الذي يدخل إلى جوفنا
ذاك الدعاء الجاف / المنشغل عنه قلب ناطقه !..
في كلّ ساعة تمضي من يومنا الرمضاني الذي لا تأتي إلا في السنة المقبلة ..
بعيدة جداً هذه الساعة ولكنها قريبة من القلب , يريدها الجميع ..
يرديها جميع من يحب هذا الكيان الروحاني .. ولكن , من منا يُجزم بقدومها ؟!..
من منا يضمنها ؟!
يومنا في رمضان بات يضيع بين نومٍ و " طبخٍ " و إفطار ..
وليلنا لا نلبث أن نبدأ بهِ إلا وإذ بهِ ينتهي ! ..
نستبطؤ الساعات وتستعجلنا ..
نشحذها التأني , وتأبى الانتظار ..
ليس لها أن تقف , علينا أن نلحق بها .. نسابقها , فـتسبقنا ..!
ساعات / دقائق .. رمضان غالية , وثمنها ليسَ برخيص ..
لا تضيعوها أرجوكم بين مسلسلات / مسلسِلات وتمثيليات لا تنتهي , ولن تنتهي !
إنما ماعُـدّت إلا لنضيّع هذه المتعة الحقيقية الجوهرية
بمتعة مزيّفة لا طعم لها أو لون .!!!
وهانحن على مشارف آذان الفجر , ليعلن انقضاء الليلة العاشرة ..
ليقول لنا .. ذهبت عشرَ ليالٍ بخيرها الكثير ..
سيزيد خير رمضان بوسطه / و آخره أوفر ..
يا ربّ الأنام ..
لا تحرمنا لذة الصيام والقيام
" اللهمّ اجْعَلنا مِمّن صَامُوا رَمَضَانَ إيمَانَا واحْـتِسَابَاً ".
كتبته فجراً , و أنزلته لكم عصراً 
فارق زمني كبير , فعذراً .! 
.
لي إن شاء ربي هنا ~ بقية