الموضوع: ظُلمات سَبع ..!
عرض مشاركة واحدة
قديم 05-06-2009, 06:19 PM   #1
احساس العالم
قلم فاخر الطراز
 
افتراضي ظُلمات سَبع ..!



ــــ


ألوك أفكـاري كثيراً كقطعة خُبز جافة سقطة من سلة عجوز قبيحة ولكن حكيمة جداً , إن بصق عقلها جُمله حادة بوجه هذا الزمن المختل لأعتدل , أستطعم شقوق كفيها التي عجنتها وبكل شق قصة طويلة أسقط داخل غورها لظلمات سبع , ولستُ أملك قنديلاً ولا شمع , فقط يحك رأسي أظفر التأمل فيشتعل لأرى ما نُقش على الجدران من رموز لا أملك لغة لفك طلاسمها بالكامل ولكن ابدأ بربط ما قدر لي من فهم بكل ما أنا مؤمنُ به , القي بحبال الحبر عالياً لأعلى سطر وأبدأ بالتسلق حروفاً لأنجو بعقلي , فأجوع كثيراً وأشتاق طعم الخُبز .

تلك هي رحلتي بين الشك واليقين , أُصَدِقُ قلمي متى تحدث لي , مُؤمن به فلم ينطق عن الهوى وما ظل وما غوى أوحيتُ له فأبتل قلبي منه , لن أعدمه إن وصفت أحاديثه بالخُرافات فشهادة استحقاقه أنه لم يكن من ضمن الخِراف يستجدي النساء عطف عَطِش ينحني لأي فكر يمْلكُ أثداء , كآدم طولاً , فِراشه الأرض وسماءه اللحاف , يروي لي ما أقوله له , ما أؤمن به بلا تحريف , يرى ما أراه بلا أعين فالبصيرة كافيه , يرى غالب الأشياء متقنعة مفرده , فالألم واحد يلبس ألف قناع ليختلف , والحزن واحد يلبس ألف قناع ليختلف , والعقل واحد يلبس ألف قناع ليختلف , والاختلاف يلبس ألف اختلاف ليختلف , فالشوك إن لبس الورد قناعاً يختلف عن الورد إن لبس العطر قناعاً ليختلف .

جوهر الأشياء واحد بالأصل متعدد بالفعل , فالماء واحد واختلاف أقنعته - الملح , السكر , النقاء , الاتساخ - تعدد , متى ما رغبنا بكشف حقيقته - أحاديته - نزع قناعه بيد التبخير والتكثيف عاد لأصله الواحد , والإنسان واحد خلق واحد بالأصل والفعل وتعدد بالفعل وتوحد بالجوهر , ليشارك من بعد الطبيعة فلبس القناع ليختلف ويتعدد .

تُكبل الأشيـاء بسياسة واحدة بالأصل تلبس قِناع الاختلاف لتختلف وتتعدد , وتُحشر كل الأفكار بقالب مُتقلب متقَنع إلا من تشبث بالجوهر وأقتنع , من كان بالأصل موخُوزاً بالتَفَكُر , لا آكل الزُهد مغمُوساً بالفُسق , ولا أشرب الفُسق لأهضِم الزهد , أظلم بعدل , امتَنع باقتناع , لا أشد العفاف ربطة عُنق فتختنقُ لذتي , ولا أفلتها ليصبح مظهري الروحي رث بالنسبة لي , أعلم أن وجود العفة لا يعني موت اللذة , فأصل اللذة العفاف لا الفسق , أصل العفة واحد لبست ألف قناع فاختلفت وتمددت وانكمشت , أصلها واحد يقف بمنتصف الشارع بين لونين – إشارتين – لا يعني أحمرها التفريط , لا يعني أخضرها الإفراط , حقيقة الأمر بالمسافة بينهما – الوسط - فوسط الأمر أصدقه , لا يعني المَنع الكمال بالتعفف , بل هو غلوا يشنق الإرادة , ويعطل مُنشئات المشيئة , ويقطع أيدي التدبر العاملة بمصانع الرؤوس , فتعم البطالة بمدينة الإنسان , فنساق بهذه الأرض فارغين من المبدأ , يملئونا الفراغ الداخلي حطب , يشتعل بالشعور السيئ فننتفخ بالونات تختلف بالألوان , مربوطة بيد مستغله تبيعها بثمن بخس لتختلف نهاياتنا .

سيجارتي هي الأكثر إغواء لي الآن , انزعها من روبها الأبيض , واشتم جسدها فتغويني أكثر , العقها من رأسها لقدمها قبل أن أشعلها , أعض إصبع قدمها الوحيد فتزيد اشتعالاً وغواية , لتخرج روحها من جسدها المحترق لتقبل أسفنج صدري وتصعد لترضع شفاه عقلي , لأذوب بفكرتي أكثر , فأنسنة الأشياء أكثر جذباً لي الآن , أعلم أن كل الأشياء ستنطق باليوم الموعود , هكذا فَهمت إذاً من سيشهد يبصر ويسمع , صامت الآن فقط وغداً سينطق , أحببت الحديث لوسادتي وسيجارتي وجداري , أخاف أنها ستثرثر عن أفكاري كثيراً متى نطقت وكأني أنظر لهم , غارقون بالعرق , لسانهم يلهث بذاك اليوم , سيتحدثون كثيراً, الآن يسدون آذانهم وأعينهم هرباً , لن أزعج سكينتهم , سأجد فسحه من الخصوصيه وانا أضاجع موسيقى yanni فوق النوتة وارتكب خطيئة الإصغاء , فبت أعتقد أن الإصغاء أصبح كبيره لا يغفر لها , وكل الأشياء تتهرب من فعلتها بداعي الخوف , الموسيقى تلك اللغة الو حيده المفهومة بإنصاف عند السماع الموبوءة بقلة صفاء الأرواح المنصتة بعمق , اغبط الموسيقى فلا يعلق عليها إلا بعد أن تكتمل , فلا تهتم ابدأ للأعور والأحول والأعمى , لن يتوقف الناي بسبب نظره قصيرة , ولن يقهقه البيانو ويخرج عن فكرة الموسيقار لنقد سمج من آخر القاعة كالفقاعة لا يستطيع التفريق بين الـ صول والـ ري .


قد يُتبع


..!

احساس العالم غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس