عرض مشاركة واحدة
قديم 21-05-2009, 11:35 PM   #1
الأمل الحائر
قلم واعد
 
Exclamation عوالم تسكن حواء ][ قصة قصيرة ][

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته




حضور بعد مساحة من الغياب ..و متواضعة قلم أضعها بين أيديكم وآمل في أن تنال على رضاكم ..
****
جلست هند في ذاك الركن الهادئ من حجرتها حيث الوحدة جليسها الوحيد ، أخذت ترسم على الصفحات البيضاء خطوطًا متعرجةً تحمل الكثير من المعاني .

لم تكن حينها تحاكي منظرًا مميزًا أو تسعى لتجسيدِ صورة بحد ذاتها ؛ إذ كانت تحاكي في رسمها طلاب المدرسة السريالية وهي تصوير مافوق الواقع أو رسم المعاني بلا معاني كما تحب أن تسميها هند !

كان قلم الرصاص يأخذُ عدة تعرجاتٍ على تلك الورقة البيضاء وكان الحوار الصامت يدور بين هند وذاتها والورق !

أخذت تبثُ إلى روحها بعض الزفرات التي تزامن تلك الخربشات وقالت في يأسٍ مات معه الأمل : مضت بكِ السنوات وأنتِ كما أنتِ ، نهرٌ من العطاء لكلِ سائل ، وغاب عنكِ من يجددُ الابتسامة لشفتيكِ اليابستين !

أجابت روحها : أعلمُ بأن السنون قد خطت على جسدي الكثير من آثارها ولكن العمرً باقٍ ، ومازلتُ أتطلعُ لبارقةِ أملٍ تلوح في الأفق .

قاطعت هندُ روحها وهي تكرر عدة كلمات متفرقاتٍ دون جمل : الليل .. البحر .. العطاء .. النهار .. الأمل .. الغد .. المجهول .. المجهول .. المجهول !!

أخذت تردد كلمة "المجهول" في صمتٍ بات مسموعًا لمن يقترب منها ، كان يساورها في كل نطق لتلك الكلمة شعورٌ مختلف ..

فتارةً نخشى المجهول ، وتارةً تأمل من المجهول أن يبدد سحب الظلام عن سمائها ، وتارةً تترقبُ المجهول بألمٍ يساورهُ أمل !

تبسمت هندٌ حينما اكتملت لوحتها التي خلت من الألوان وهي تخاطب روحها وتقول : هذا هو حالي ، وحال كل أنثى طرقت أبواب الثلاثين من العمر .. تعيشُ على أملٍ بلا أمل ، وتحيا عالم بني البشر وتسكنها الكثير من العوالم !




قد تجدون القصة في أكثر من موقع ولكن بنفس المعرف

التوقيع:
اللهم أرحم موتانا وموتى المسلمين


تخيل .. كيف أصورلك .. فؤادي عقب فقد "الأم"
عظيم الفقد يا"يمه" والأعظم إني ماأعاني !!
الأمل الحائر غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس