..
لـم أكن أعلـم يوماً أن اختيار هدية لـأنثى تعبق بالجمـال سيكون أمراً صعباً ’
لاسيّمـا وأنـا متواضـع الماديّـات , لا أجـد مع أصحاب الطبقة المخملية موطئ قـدم !
ليست تستهويني الشكلّيـات ولا أسعـى لهـا !
ولـ علمي أنكـ لستِ كأي أنثى , فاتنتي التي تستحقّ شيئاً لـ ربما أعجز عن تحقيقهـ ’
قررت أن تكون هديتي بسيطة وقيّمة في الوقت نفسه ,
رحـت أبحث في تلك المحالّ الباهضة الثمن علّي أجـد شيئاً يليق بـكِ ,
" اللللله ’ شانيل مرة حلـو ليش تتعب نفسكـ ؟!
I know how much expensive it is !"
" لأن الغـالي للـغالي ’ مثلـك مايستاهـل أي شي "
" أنـا يكفيني بس إنت عبـادي ! "
حاولت أن أجـاري رتـم حياتك ومستواك الاجتماعـي , لم أرِد أن أظهـر بـ مظهـر
لا يليق بـي ’ برغـم أن الفروق الاجتماعية بيننا أمر لا يمكن إنكارهـ إلى حدٍ مـا ’
ولكنني فعلتهـا ولم أبـالي ’
" بس لأنك حبيبتي ! "
..
أتعلمين ؟!
لـقد اكتشفت أمراً مهمـاً جداً ’ اصغي إليّ أرجوكِ !
اكتشفت أن الحبّ أمر مزيّف ’ يسرق منّـا أيامنا بـ دقائقهـا وثوانيهـا ’
يشعـل بنا لوعة الانتظار ورهبة الرحيـل والفراق ’
يبقينـا على يقين بأن من أسـر قلوبنـا هو ملـكُنـا ومامن أحد سـ يستطيع أن
يحول دون حدوث ذلك أبداً !
نغرق في حدود الخيـال كثيراً , حتى يفاجأنـا الواقـع كـ طوفـانٍ يقضي على كلّ شيء !
حتى الأمـل بـ العودة ’ اكتشفت أنه يفقد بريقه مع الأيـام ’ حتى يموت !
مـاذا أفعـل حتى تعودي إليّ ؟!
أفنيت عمري بإنتظارك حتى تمنيت أنني لم أعرفـكِ يوماً ولم يكن للحبّ في حيـاتي
تواجد وطغيـان !
عندمـا أفكـر في أيـام حيـاتي قبل احتلالهـا أشعـر بالألـم ’
كنت إنساناً طبيعيـاً , حياتي تمشي على رتـم معيّن ولكنني أعيش !
أقـابل والدتي بـ وجه بشوش ’ وأنـام الليـل بطولهـ ’
همومي ’ أكبرهـا أن أتخرّج بمعدّل يتيح لي إكمال الدراسات العليا خارجاً !
لماذا أتيتِ ؟!
لـماذا قلبتِ حياتي رأسـاً على عقب ؟!
...
" هـلا بو عابد حيّ الله من جـانا ! "
" الله يحييك "
وضـع صحن القهوة على الطاولة وجـلس , بقينـا صامتين لـ فترة
" لا إله إلا الله , ماخلصنا وانا اخوك من ذا المواويـل ؟! "
" أنـا حجزت وخـلاص ياخالد , ورحلتي بعد يومين "
" طيب ليه ؟! الهروب عمرهـ ماكان الحلّ , انت رجـال تقدر تشيل عمرك
وتنسى !
أفااا كل ذا تسويه بنت ؟!
طيب وأمـك المسكينة بـ تتركهـا ؟! "
" خـلاص ياخالد ’ تواجدي هنـا بـ يبيدني !
اروح هنـاك وأكمّل دراستي وأعيش باقي حياتي مرتاح ! "
" انت مارحت عشان تكمّل الدراسة ’ انت بـتروح هارب من عذابات الغـدر !
ياعبدالله وانا اخوك انسى خلاص , اللي مايبيك الله لا يبيه ! "
" انا جايّك أوصّيك على أمـي خلك قريب منهـا , لا تبخـل عليها بشي انت
مثل اخوي وماألقى أقـرب منك ! "
" الله يهديك بس ! تبشر وانا اخوك "
..
إذن كـان الرحيـل هو قراري الأخـير !
أهـو هروب ؟!
نعم هروب ’ سـ أعترف بهذا فـ لم يبقَ لي أي شيء يستحقّ البقاء لأجله !
سـ أرحـل بعيداً عن أي شيء يذكّرني بـك !
منزلكـم , وحديقتكم الغنّـاء , بـل حتى تلك المكتبة التي احتضنت خطاكـ !
لن أعـود لأستجديـكِ للعودة , مللت الانتظار والاستجداء !
مللت الوقوف ومراقبة اشراقة يوم جديد متمنّياً أن يحملك لـي !
سـ أرحـل وألعن في داخـلي غبائي وجُبني , وتلك التجربة السخيفة المؤلـمة
أهـو الحلّ فعلاً ؟!
سـ أرحـل بعدمـا سرقتِ مني كل شيء ’ مالفائدة من الرحيـل إذاً ؟!
أستجمع بقاياي ؟!
لـم يبق شيء !
سوى إنكسـار رجـل أحبّ امرأة مثلـك !
لكـن ,
ربـما يبقى شيءٌ من الحنين !
شيءُ سـ يبقى بيننا !
... تـمّـت !
مـخـرج \
رحـل ,
اشتـاق لـ جراحهـ \ رحـل !
اشتـاق لـ جراحـي \ رحـل !
يـحقّ لـهـ .. طيبتي ماتحتمـل !
قليلة في وقـت الهموم , مـاكنت أعـاتب أو ألوم
يحق له ما يحتمل هذا الملل !
أسـدلت أيـامي لـ عنادهـ ..
حبيته في قربه وبعادهـ ..
متعبه هذي السعادهـ !
الي حصل كيف أفهمه ؟!
والي رحل . من علـّمه ؟!
من علّـمه يهجر إذا غطى الفرح كل الزوايا ؟!
من علـّمه يغدر إذا صار الوفا نبض و \ حنايا ؟!
من علّـمه يتلاعب بروحي ؟!
من علـّمه يمشي على جروحي ؟!
من علـّمه يقتل من أيامي الأمل ؟!
من علـّم اللي اشتاق لـ جراحهـ \ رحل !
يا سيدي .. أقسى ما فـ اللي بـ يجي ’
ماهو العذاب اللي ابتدا ’
ولا الصدى \ اللي خذا مني نداي !
أقسى ما فـ اللي بـ بجي \ كل الحكي و الأسئلة
متى رحل ؟!
ليه رحل ؟!
والا تعابير الأسى \ على الوجوهـ الصامتهـ
والا العيون \ الشامته !
والا العذول .. اللي يقول: اللي حصل ماهو غريب !!
واللي يقول: ما كان يستاهل يكون ’ أغلى حبيب !
يا سيدي ’
أقسى ما فـ اللي بـ يجي
أني أقول ,
هـذا كـلّ اللـي حصـل .. رحـل !
.