عرض مشاركة واحدة
قديم 18-02-2009, 02:11 PM   #17
GivenChy
. . : زعيم القناصين : . .
 
الصورة الرمزية GivenChy
 
افتراضي رد: || .. شيءٌ سـ يبقى بيننـا ! .. ||

..

كانت عيناكِ عالم سحرٍ يختزن كلّ قوتي وضعفي !

أنظر إليهما فأغفر لكـ نسيانكِ وتجاهلكِ .. وجميع ذنوبكِ أيضاً !

كنتِ ماكرة وتعرفين كيف تسيّرين هذا الأمر لـ صالحك !

وفي المقابل ’

كنت الرجـل الذي يفعل المستحيل لـ تسيير أمورهـ معكـ ’

ولكن ماكانت محاولاته تجدي !


..


في قمة آلامي وأحزاني ’ أذكرك !

وهـل نسيتكِ أصلاً يا سبب آلامي كلهـا ؟!

تذكرتكـ في تلك الليلة حينمـا أغلقت مصحفي ووضعته عند رأس أمي الغالية ’

أمي التي احتضنتهـا إحدى غرف المشفى بعد ليلة متعبة ’ ومؤلمة !

" عبدالله , قووووم أمي تعبانة !
الله يخليك بسرعة "

صحوت من نومي فزعـاً بعد أن كنتِ أمامي في حلمي كعادتك دومـاً !

مشيت على غير هدى , دلفت إلى غرفتها مسرعاً فـ وجدتهـا طريحة !

سارعت بـ نقلهـا للمشفى وبقيت بجانبهـا طوال الليل , أقرأ المصحف الكريم
وتنتحب أختي بجانبي ,

تأملت وجهها البريء الوقور , آهـ يا أمي الحبيبة ليتكِ تعلمين كم أعاني !

لا شكّ أنكِ قرأت ذلك في عينيّ حينما احتضنتي في ليلة من ليالي شقائي !

" قلب الأم يحسّ ياولـدي !
البنت اللي تحبك وتروح وتخليك هذي ماتستاهـل ! "

لو كنتِ رأيتهـا لما كان هذا رأيك حتماً !

سـ تبهرك صدقيني , كما أبهرتني وسلبت قواي !

إنني مفتون بهـا ياحبيبتي ’ مفتون !

أشعـر بأنها امتلكت كلّ حيـاتي ,

صلّـي لـ تعود حيـاتي إليّ أرجوك !


..


برغم الغياب الذي حلّ مؤخراً , إلا أنني أراكِ أمامي في كل لحظة !

أرجوك لا تسأليني كيف ذلك ؟!

هناك بعض الأمور المسلّم بها في حياتنا , علينا أن نؤمن بها بغضّ النظر عن كيفيّتها !

تواجدك الطاغي في حياتي يجسّد تلك العبارة حتماً !

تجلسين أمامي وأنـا أحتسي كوب قهوتي صباحاً , تعانقيني وتتمنين لـي يوماً طيباً

حين خروجي , لأعود مساءاً ويقابلني وجهك البشوش فـ أنسى معه كل تعبي !

أأصبح عشقي لكـِ هوساً جعلني أتخيل اللا معقول ؟!

أهـذا عرضٌ أم مرض ؟!

مرضـت بـكِ , وأنتِ علاجـي الوحيد !


..


أتدركين أن تكوني لـي الهواء ؟!

أتدركين أن تكوني أهـمّ إليّ حتى من نفسي ؟!

أشعلتِ حياتي رغبة وتركتِني أحترق !

أثرتِ فيّ ذاك الطفل الصغير لـ تسرقي منه عمرهـ !

سرقتِ أجمل أيامي ورحلتِ بكل بساطة !

بقيت أنـا الرجل المنكسر ألملم جراحاتي وأخفيهـا ,

أصبحت أدخّن بشراهة , أسعـل كثيراً وصحتي في تردٍّ واضح إذا كان يهمّك الأمر !

كرهتني أوراقي ودفاتري وأقلامي لـ شدّة ماأعذبهـا , فـ أنـا لا أكاد أفعل شيئاً

منذ ابتعدتِ سوى الكتابة !

أريد تدوين عذابي وألمي علّكِ تدركين كم هو مؤلم غيابك ,

كم هو جائرٌ حكمك , و كم هو محبطٌ أن أعيش هكذا !


..


أستحلفكِ بكـلّ عذبٍ يسكنك أن تكفّي عبثك بـي وبـ عمري وبكلّ
مابقي لـي هنا !

إنني أذوب شوقاً , أحترق ألماً , وأموت همّـاً وحسرة !

أرجوك , لا تقتليني أكثر فـ لم يتبقّ شيء !

فمـا أنـا سوى بقايا رجـل , ميت لا محالة !

سحقاً لـ هكذا رجولة تميحهـا امرأة !

أوهـ , عذراً عزيزتي لا تغضبي أرجوكـ , انفعلت قليلاً !

يأسي فاق كل التصوّرات ولـم أعد أحسن ترتيب الكلام وتنميقهـ !

بـل لم يعد يعنيني إن وصـل أو لم يصل !

سنيني معك استنفدت كلّ شيء وهـاأنذا ألملم بقاياي لأكتبهـا قبل الفناء !

أدوّن نهاية رجـل عاشق !

..


ها قد رحلتَ وفي فؤادي من " عيونك " \ ألفُ ذكرى
يجتاحني منها هواكـ ..
فـ \ أنحني حزنـاً وقهرا
ها قد رحلتَ فـ كيف لي ألاّ أفجّرَ ما كتمتُ \ لأملأ الآفاق شـِعرا !
من ذا يلومُ العاشقَ المجنون إن غنّى العذابَ فـلم يدع للناسِ سـِترا
هـُم أيقضوهـ وكان مشغولاً بـ حبّكَ \ هائماً قلباً وفـِكرا
هم أخرجوهـ من النعيم إلى السعيرِ ..
وأشرَبـُوهـ الكاس .. مـُرّا !


..


برغـم أحزاني وآلامـي , أصبحت أتمناكِ أكثر وأكثر !

غارقٌ في الحنين آنستي ..


" وحشتيني

كثر ماخانني هذا الزمن وحشتيني

احبك حب اكبر حيل من كلمة احبك .. واسألي عيني

ياأقرب من نظر عيني لـ عيني .. ياأبعد من حنانك عن حنيني

امانه .. كيف تنسيني ؟!

وانا من ليلة التوديع لين الحين

احس ايديك بـ يديني ! "


..

لست في صدد الحديث عن رحيلكـ المؤلـم , لا أريـد أن يتسلّل اليأس إلى عـالمي ’

دعيني أمـارس حقّي المسلوب في تملّكك , بأحلامي !

حينمـا صدحـت بها ذات مرة , كنت أعني ماأقول تماماً ,

أتذكرين كيف كان نقاشنـا حادّاً ؟!

مشكلتك ياصغيرتي أنكِ طفلة مشاكسة ترغب في أن يكون رأيهـا هـو الأصحّ ’

بل يجب على الجميع أن يتّخذ نفس المسار والفكرة والوجهة !

" لا تقنعني , ماتطربني الأغـاني العربية ’
بالأصـح مايعرفون يغنون ! "

" يعني الأجانب هم اللي يوصلون لك الاحاسيس بالشكل المضبوط ؟! "

" الاجانب ألحانهم غير ’ سلاسة التعبير عندهـم هي اللي تخشّشك جوّ ! "


" طيب قـد سمعتِ لـ عبادي ؟!
تصدقين عندهـ أغنية أحسه غنّـاهـا لنـا ,


" رميت أقـداري بـ دربكـ وصرتِ في عروقي الدمّ
أحبـك كثر ماسالت دموع ومـانسى ناسي !
أنـا من كثر مااحبك , أبيكِ كثر رمـل اليمّ
وأبيكِ تكوني فوق النـاس , وأبي ماينحني راسـي ! "


" عبـادي لو بـ أحبهـ , لأنك سميّه وتحبّه بس ! "

أصبـح السمـاع لـ عبـادي عـالمٌ من الأسى والحنين

يتجسّد لـي كلّ عشقي في سيمفونياته , كلّ ألمي وأحزاني معـك !


" حبيبي .. لـو يزلّ الليل
أنـا قلبي يحبهـ حيـل !
ولا تثنيني زلاّته \ تـداوي الجرح بسماته
و هـو وش عـاد لو نسى وعـدهـ !
أنـا مالي حبيب بعـدهـ ..
و زلّـت حزّته ماجا , دريت إنهـ ماعاد هو بـ جاي ! "


..


" عبدالله , تعال أبيك ! "

ناداني إمام المسجـد الشـاب صاحب الصوت العذب والابتسامة الدافئة

" حالكـ يااخي مو عاجبني , وين عبدالله اللي نعرفهـ عسى ماشرّ يااخوك ؟! "

" أبـد والله ما شرّ يااخوك "

يالهـا من ابتسامة مزيّفة تلك التي انرسمت على شفتيّ ,

صدقيني , لم أتمالك نفسي فـ انهرت باكياً !

نظرات الشفقة التي كانت تعلو محيّا ذلك الشخص سلبت منّي بضع قوى كنت أتحلّى بهـا أمامهـ

أتعلمين كم هي دمعات الرجـال غالية ؟!

كانت نظرات الامام مليئة بالتساؤلات ’ كيف لهذا الرجـل أن يبكي ؟!

ولـمَ ؟!

لا بدّ أن أمراً كارثياً حصـل !


وضع كلتا يديهـ على كتفيّ , هزّهمـا قائلاً :

" يا عبدالله , استغفر ربـك وارجـع إليهـ تجد الأنس بقربهـ ويغنيك عمّن سواهـ "

خرجت لا ألوي على شيء , ألملم انكساراتي علنـاً بعد أن كنت أخفيهـا !

تبّـاً لـ حبّك القـاتل !

ماذا فعلتِ ؟!

وجّهـت وجهـي لـ ربّ العالمين , سألته بإلـحاح أن يلهمني النسيان !

أحسست حينهـا أنني أقترف خطأً كبيراً ’ ولكـن ربّي غفور رحيـم , وحدهـ القـادر

على تحقيق دعواتي ,

وكـم أتمنى ذلـك بشدّة !


..


ذات ليلة , كنت تعباً جداً فـ سهرت ليلى بـ جانبي

وحينمـا أشـرقت شمس الصبـاح , شعرت بـ أنني أفضـل

فـ آثـرت النزول لـ تناول الافطار مع والدتي ’

" عبدالله " استوقفتني ليلى التي يبدو أنها كانت بإنتظاري

" تعـال ابيك شوي خلينا ندردش "

شقيقتي ليلى تصغرنـي بـ عام واحد , رقيقة وحالمة وحنونة

كنت أشعـر أننا متقاربين كثيراً ..

" ياخـي ليش ماصرت مثل أول نحكي لـ بعض ونشكي لـ بعض ؟!

أمس لمـا سهرت عندكـ حسيت بأننا الفترة الأخيرة بعيدين .......... "

" يمكن فعلاً نحتاج لـ فتح باب التواصل من جديد "

" ايوهـ فعلاً ,

ترى إذا عندكـ شي تبي تقولهـ لـي

تفضفض عـادي أسمعلك انا ماتغيرت ! "

شعـرت بأن حديثهـا لم يكن عن حسن نية ’ وكأن وراء ذلك أمراً !

" ننزل نفطر ؟! "

علمتُ بعدهـا أنني كنت أهـذي بإسمكـ طوال ليلتي تلك !

أيعقل هـذا ؟!

أكـاد أجنّ !

فمـا عدت سوى مجنون ليلاي القاسية !


..



يتبع

GivenChy غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس