عرض مشاركة واحدة
قديم 12-01-2009, 08:44 AM   #9
محامي المرأة
قلم نير الفكر
 
افتراضي رد: ღ ذكرياتي لا أنساها ღ



في حارتنا ( منفوحة ) قبل عشرين عاماً تقريباً كان هناك

رجل يُعرف عند أهل الحارة بأسم ( سعد القرد ) ،،،

هذا الرجل لديه مشاكل العقلية ،،

لا يحكي كثيراً جسمه قوي جداً وجهه مخيف نوعاً ما ،،،

ولا يعرف سوى الضرب وبقوة لمن يناديه بهذه الأسم ،،،

لم أذكر يوماً أنني ناديته بهذا الأسم ،،

ولكن الحارة كلها يصيبها الخوف والرعب عندما تعلم أنهُ خرج من بيته ،،،

كنت مرة خارجاً من المدرسة وأمشي ويمشي إلى جواري مجموعة من

الفتيان الذين نادوه بهذا الأسم ورموا عليه الحجارة ،،

فركض بسرعة رهيبة حتى وصل لي وأنا لم أهرب كما


فعلوا لأنني لم أفعل شيئاً يستجوب هربي

فضربني كفاً أحمرّ وجهي بسببها ،،

كنت أريد أن اسأله لماذا ؟؟

ولكن أهو يفهم ؟؟؟ لا أعتقد ،،

ركض خلف البقية وأنا هربت للبيت فكف أحسن من عشرة ههههههههههههههه


سألت والدتي عنهُ ،،

فقالت : والدته توفيت وهو صغير وكان لطيفاً رُغم مشكلته العقلية ،،

فتزوج والده إمرأة آخرى وأبتعد عن الإهتمام بهذا الأبن ،،،

وكان للآسف الكثير من مثل عمره يسيئون لهُ ،،

فحولتهُ هذه الإساءات إلى رجل قاسي جداً عندما يتعرض أمنه أحداً ،،

حتى لو كانت كلمات ،،

فهل تقبل يا بني أن يناديك أحداً بــ سعود القرد ؟؟

فقلت بالتأكيد لا ،،

فقالت : إذن هو لا يقبل والحل لديه هو ضرب من يقول لهُ هذه


الكلمة وربما كل من تقع يديه عليه ،،،


حينها أحبتي ،،

أدركت أن الشر لا يُخلق في النفس الإنسانية بطبعها ،،،

بل أن هذا الشر يُخلق في الإنسان من التربية أو البيئة أو أسباب


مجتمعية بحته أو بالبعد عن الله سبحانه وتعالى ،،

أدركت أن المجرم أصبح مجرم بسبب أمور كثيرة ،،

ربما كان منها الإساءة لهُ من قبل أهله وهو صغير ،،

قارنت بين ما فعلهُ صدام حسين حين أصبح رئيساً وقبل ذلك ،،

وبين ماضيه المُحمل إساءات من قبل زوج والدته ،،

الحياة والمجتمع والبيئة هي التي تخلق الشر في النفس الإنسانية ،،

ربما أنني مخطئ ولكن هذا ما ترأى لي ذلك الحين ،،

ولا زالت تعيش هذه النظرة في داخلي نوعاً ما .











ربما تكون لي عودة مُجدداً ،،




كونوا بالجوار ،،

وتقبلوا تحيتي ممزوجة لكم بأعذب وأرق عطور الياسمين ،،







أخوكم المحب :


محامي الحب والمرأة ..... سعود العتيبي

التوقيع:
يقول عبد الرحمن منيف :

( لا تظن الهدوء الذي تراه في الوجوه يدل على الرضا ،،
لكل إنسان شيء في داخله يهزهُ ويعذبه )
محامي المرأة غير متواجد حالياً   رد مع اقتباس