(( هذا زماني ))
وتذرف الصبية الدموع.. تسائل القمر..: يا من أنت على الدهر تطل..أتعرف الإجابة أم أنك كغيرك تفتعل الصمم..
أو تغمض العين تقول: لا أرى سوى السعادة والوئام بين البشر
تبسم القمر: هوينك بنيتي..سلي.. فأنا الذي خبرت زمانك.. ورأيت زمان من أفل.
يا أيها القمر: لم أنا..لم أنا من بين البشر..لم أنا تعاجلني الطعنات فلا أجد سوى الملح يكوي الأحبة بالألم..
لم أنا لا أعرف سكون الليل.. ولا أشم ريح الصبا أو عبير الفجر.
لم أنا التي خبرت اليتم صغيرة.. وعرفت كيف يسلب الوطن.
في بلادي .. كل يوم..دم يسيل.. وأشلاء مقطعة تحت الحجر..
في بلادي تذبح الكرامة على أعتاب من تكبر وفجر..
آآآآآه.. وعلت صرخاتها تدوي.. وتنهد القمر: عذرا صغيرتي..أنا لا أعرف..ولا أدري لم تتفجر الهمم..
ولكن..
اسمعي بنيتي: علي أعود إلى زمان أنادي منه صلاحا أو عمر.
فتبسم ثغرها هازئا: وهل يعود الميت.. أم من تحت الثرى تُبتَعث الهمم.
فتأسف القمر.
لا عليك.. قد أيقنت ألا مكان للطفولة في عالمي.. ولا يُرجع الدمع حقا ولو انهمر..
في عالمي لا تسمع آهات الضعيف ولا يجار من ظلم.
أنا اليوم عرفت دربي.. وعرفت كيف يسترد الوطن.
هذا زماني.. لا زمان من توانى أو كفر..أنا أخت آيات وابنة خنسائنا.. وحفيدة ياسين البطل..
أنا التي ستساوي الرجال في زمان المهزلة.. وبدمائها ستكتب الله أكبر على الرايات وفوق الجدر..
أنا سراج أمتي... أنا القمر
" تابع للرسائل"