لم يكن النحات الإيطالي سيلفيو كازانيكا يتخيل وهو يضع اللمسات الأولى على كأس الاتحاد الدولي لكرة القدم (كأس العالم) بعد فوزه بتصميمها متفوقاً على مشروعات قدمها 53 فناناً من كافة أرجاء العالم شاركوا في مسابقة نظمها الاتحاد، أن كأسه هذه ستطوف أرجاء المعمورة، وسيستقبلها الملوك والرؤساء وشعوب تنطق بكل اللغات وتنتمي إلى كل الانتماءات.
وكانت البرازيل قد احتفظت بأول كأس للعالم حملت اسم جول ريميه عندما فازت بها للمرة الثالثة في مونديال المكسيك 1970، مما دعا لتصميم كأس جديدة باسم جديد، صنعها كازانيكا من الذهب الخالص (18 قيراطاً) وبلغ ارتفاعها (35) سنتيمتراً ووزنها (5.75 كيلو جرامات)، وبلغت تكلفتها حوالي 20 ألف دولار، وقيمة تأمينها (3.5) ملايين دولار، وجاءت على شكل أطلس جبار يحمل الكرة الأرضية، ولم يعد بمقدور أي دولة أن تحتفظ بهذه الكأس للأبد مهما كان عدد مرات فوزها بها، وصارت كل دولة تفوز باللقب تحتفظ بالكأس لأربع سنوات ثم تعيدها للاتحاد الدولي ليتم التنافس عليها من جديد، مع احتفاظها بمجسم عنها يبقى في خزائنها تذكاراً لانتصارها العظيم.
ولأن هذه الكأس لم تعد مجرد تذكار تتنافس عليه المنتخبات بل صارت رمزاً يرتبط بالحضارة والتقنية والتطور والاقتصاد والسياسة والمجتمع والدعاية فقد ابتدع الاتحاد الدولي فكرة طواف هذه الكأس على مختلف البلدان التي تشارك في النهائيات العالمية للترويج لنهائيات كأس العالم وزيادة مساحة الاهتمام بها، ومن هنا بدأت اعتباراً من يوم أمس جولة عالمية تزور خلالها 31 مدينة في 28 دولة مشاركة في النهائيات، من بينها الرياض التي ستحط الكأس العالمية رحالها فيها في الـ20 من مارس المقبل.
وبدأت الكأس رحلتها أمس من العاصمة الغانية أكرا وستطوف قارات العالم متنقلة من إفريقيا إلى أمريكا اللاتينية فأمريكا الوسطى فآسيا لتحط أخيراً في أوروبا حيث تنهي جولتها في روما الإيطالية في 10 أبريل المقبل قبل تحولها أخيراً إلى ألمانيا حيث تبدأ جولة جديدة من التنافس عليها.