"المحقق" يقول أن "الجوكر" كان يخطط لكل هذا! ولكن هل فعلاً كان يخطط ؟ هذا الفيلم "عبقري" ، لا تصدق كل ما تقوله "الشخصيات" وإن كانت تبدو جادة . هل "الجوكر" كان يخطط ، إنه يطالب بقتل "باتمان" ، ثم يطلب منه أن يكشف وجهه ، وفي غضون ذلك يحاول قتل المخلص "هارفي" فلا يستطيع ،ومن ثم يحاول تحويل "هارفي" مجرم ؟ أو "ذو الوجهين" ؟ أيحدث ذلك من رجل يكره التخطيط! هو يقر أنه يكره التخطيط! وأن التخطيط لا يصيب الناس بالذعر ... ! يريد "الجوكر" الوصول إلى "هارفي" في "المستشفى" لكي يؤكد نزعته الشرية . يحدث ذلك ، ولكن بطريقة "الجوكر" ! يقول إن لم يقتل شخص ما - لا يحضرني اسمه - فسأقوم بتفجير "المستشفى" الفلاني . الرجال ماهوب صاحي ... يقوم "الجوكر" بعمليته المفصلية ، التي تؤكد بأن اللجوء إلى الشر ، ليس "نزعة فردية" عشوائية ، إنما نزعة قد تتم بصور حضارية . ربّما هذا المشهد هو الأعمق فلسفياً . يضع الجوكر قنبلتين في "باخرتين" ، ويضع مفتاح كل قنبلة عند الآخر ، إحدى "الباخرتين" مجرمين ، وإحداهما أبرياء . فيطلب من كل "باخرة" تفجير الأخرى ، وإلا هو - الجوكر - سيقوم بذلك عنهم عند الساعة الـ 12 .... بعد دقائق ! يحاول "باتمان" الوصول إليه قبل التفجير ، وينجح .... ولكن الصدمة التي واجهت "الجوكر" أن ليس هناك أي تفجير! أي أن الفريقين اختاروا السلم / الخير! ... لمحة إنسانية جميلة . الفيلم "سوداوي" فعلاً ، ولكنه ترك لنا "بارق أمل" بعد هذا المشهد يغلق ملف "الجوكر" مخلفاً عشرات التساؤلات ، لعل أهمها : - هل الإجرام نزعة طبيعية ، أم هو سلوك طارئ ؟ في النهاية يحاول "هارفي" الانتقام لأجل "ريتشل" من "المحقق" ، حيث يختطف أبناءه ، هنا يبدو "الجوكر" نجح في زعزعة الثقة بـ"الرموز" ، حين انتقل برمز الخير إلى أقصى مناطق الشر وعورة ... وهو "الانتقام" أو "التشفي!" ... ولكن "باتمان" يقف في طريقه ، وبلا قصد يقتله ، وهو يحاول إنقاذ عائلة "المحقق" . ولكن هل سيقبل "باتمان" بأن يسقط الرمز ؟ لا ! هو سيتحمل المسؤولية ... لأن "باتمان" ليس بطلاً ، إنه شيء أكبر بكثير! إنه "صاحب واجب!" والذي يحمل على أكتافه "الواجب" ، لا يلقي بالاً للشهرة ، ردة فعل "الجماهير" ... فقط كل اهتمامه بـ"الواجب" . ________________ وع الهامش : فاصل : "التصوير" يستحق "أوسكار" من غير حلفان! وباتمان يقف أعلى إحدى بنايات "هونغ كونغ" ويقفز ، ستشعر بحركة في "بطنك" ، وكأنّك أنت الذي قفزت ، هذا ليس "شعوري" فقط ، بل "شعور" كل من شاهد "المشهد" معي . يتبــع