عرض مشاركة واحدة
قديم 24-06-2008, 03:07 AM   #1
متألقة20
قناص جديد
 
الصورة الرمزية متألقة20
 
قلب لن تكــــــــوني لغــيــــري..!!! قصة قصيرة

"حتى الموت.. سأظل أنغص عليك حياتك النتنه التي تعيشها هنا في بيت حبيبتي!"
كان يقرأ هذه الكلمات ووجهه مكفهر من الغضب وقد احمر واصفر, فهو يعلم تماما أنه لن يتركه يعيش بسلام...
فأمسك بزوجته وهزها بعنف بيديه المرتعشتين وهو يقول:
الزوج"مشاري" - لست على استعداد لأحفر قبري بيدي!
الزوجة"نورة" - ماذا تقصد يا مشاري؟
مشاري- أقصد يا عزيزتي انه قد حان الوقت لأن ننفصل ويذهب كل منا في طريقه!
نورة - ولكن..!!..
مشاري - انتهى النقاش..
نظرت نورة إلى مشاري والخوف باد على وجهها الأسمر, وعينيها العسليتين الذابلتين, وملامحها الحزينة... تحاول أن تلين قلبه...
فقالت: ولكني أحبك.. ولا أستطيع أن أتخيل حياتي وحيدة بعيدة عنك..!!
مشاري - نورة!! أنت طالق...
انهارت باكية.. تلطمها أمواج الحزن والضياع.. في حياة جديدة بلا عائل ولا سند.. بلا زوج.. ولا أب ولا أخ.. بلا أسرة ولا فرحة.. ولا عائلة تحميها من لهيب الصيف ولسعات الشتاء..
تتبعت خطواته وهويخرج من البيت... وهي تحس أنها تراقب نزع روحها من روحها!!
أحست أنها بحاجة إلى أن تفرغ غضبها فيمن سبب لها هذا العذاب ووضعها في هذا الموقف الرهيب...
ولكنها تراجعت, مشاعرها تجبرها على ذلك التراجع...
عقلها وقلبها وكل عرق ينبض بدمها.. يرغمها على التراجع عن أي قرار مجنون يدمر أو يؤذي مشاعر حبيبها..
ألقت بجسدها الممتلئ على الأريكة... وراحت تسبح في الذكريات... منذ أن تزوجا وهما لم يهنآ بيوم واحد في حياتهما... رسائل التهديد... والازعاجات المستمرة والتي توصل المرء إلى حافة الجنون...
الرسائل التي يخطها بحبر أحمر...
ويزينها ببقع الدم... ترغم أصلب الناس على فقد عقله... وأكثرهم هدوءا... على الهيجان والغضب...
لم يكن يحطم قلبها إلا أنها من ذلك الحبيب.. من " بندر " الذي كان يوقع على كل رسالة يبعث بها... وكأنه يقول وبصوت مسموع... يسمعه من في في العالم أجمع:
- أنا لست خائفا من أي قوة كانت... لن أبالي لو رميت خلف قضبان السجن... أو جلدت أمام جموع الناس... أو حتى قتلت شنقا.... بشرط أن تكوني لي وحدي!!
تنهدت " نورة " تنهيدة عميقة, وكأنما أرادت أن تخمد البركان المستعر في جوفها... راح السؤال يجر معه ألف سؤال... لماذا يفعل بي هذا بي؟ هل سأبقى على هذه الحال طوال حياتي؟
قطع أفكارها صو جرس الهاتف... مسحت دموعها الغزيرة, ثم أجابت
- السلام عليكم...
- نعم أنا نورة من معي؟؟!!
- أهلا بك يا أم خالد..
- لقد طلقت من جديد!!.. حقيقة كنت متأكدة من أن تحين هذه اللحظة منذ فترة...
- بندر؟ لا أملك إلا أن أدعو له بالصلاح والهداية...
ماذا؟ لا , هذا مستحيل... من الجنون أن أفعل شيئا يضره أو يغضبه... وأنت تعرفين هذا....
- وهوكذلك... حسنا إلى اللقاء...
استجمعت نورة ما بقي من قوتها, ثم وقفت لتذهب إلى غرفتها.. ولكن هناك من يطرق الباب.. فجرت خطراتها لتفتحه...
انعقد لسانها وجحظت عيناها... عندما رأته يقف أمامها... وكأنه جاء ليعلن الانتصار... نظرت إليه متعجبة ولكنه رسم على ثغره ابتسامته المميزة... ثم قبَل رأسهاوقال لها:
- ياحبيبة بندر... لن تكوني إلا لبندر ...
خفضت رأسها كي لا يرى دموعها...
فأردف قائلا:
أمي...! قد يكون مافعلته بك جنونا...
ولكن...
دعيني أرتمي على صدرك... فأنا بحاجة إلى الدفء والحنان.... بحاجة إلى صدرك الحاني... وصوتك الناعم... ليدفئني...

التوقيع:
كي تكون عظيماً عليك أن تبتسم عندما تكون دموعك على وشك الإنهيار
متألقة20 غير متواجد حالياً